اللاجئون في أوروبا: رُؤًى مختلفة الى السويد وتقيمات تنطلق من واقع معالجة ملفات اللجوء
الكومبس – تحقيقات: “ياريت قدمت لجوء في ألمانيا يقول أحدهم”، ” لا لا يا رجل السويد أفضل بكثير يرد آخر”، يقاطعهما رجل ثالث بالقول: ” لكن سمعت أنه ربما في هولندا الإجراءات فيها أسرع والحياة أسهل”.
إنه حوار لطالما سمعناه بين العديد من اللاجئين، عندما يناقشون سوية ملفات لجوئهم وأوضاعهم في البلدان التي يعيشون فيها حاليا، بعد أن تركوا أوطانهم التي أهلكتها الحروب ومآسي الفقر والعوز.
السويد التي استقبلت في العام الماضي حوالي 165 ألف لاجىء، تعتبر مقصدا مغريا للكثيرين من الباحثين عن الأمن والأمان وحتى عن لقمة عيش هنية، وبالرغم من الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة السويدية للحد من تدفق هؤلاء اللاجئين إلا أنها تبقى بنظر الكثيرين الملجأ المناسب لحياتهم الجديدة حتى ولو بعد حين.
لكن كيف ينظر اللاجئون الذين قصدوا دولا أوروبية أخرى إلى اللجوء في السويد؟ من خلال مجموعة أراء سريعة لعدد ممن استطلعت “الكومبس” وجهات نظرهم، نرى أن الفكرة المشتركة عندهم هي أن الاجراءات المعمول به للاجئ في السويد، ربما تأخذ وقتا أطول من غيرها في البلدان الأخرى، مع الاتفاق عند معظمهم بوجود عائق البيروقراطية لدى موظفي أقسام الهجرة في الكثير من الدول وإن كانت بنسب متفاوتة، في حين يرى آخرون أن الحياة في السويد، بالرغم من صعوبتها جراء المناخ القاسي الذي يفرض نمطا معينا من الحياة الروتينية، إلا أن نوعية الخدمات الإجتماعية والضمان الاجتماعي قد تتميز في السويد عن بقية الدول.
ميس محمد: ” معالجة ملفات اللجوء في المانيا اسرع من السويد”
تجزم ميس محمد اللاجئة الجديدة إلى المانيا بأن الاجراءات المتعلقة بملفات اللجوء أحسن وأسرع في المانيا منها من السويد. فبالرغم من بعض المماطلات الروتينية، إلا أنها تبقى أفضل من كثير من الأمثلة التي سمعت عنها من معارف لها في السويد، والذين ينتظرون منذ فترة طويلة اقامتهم.
هذا فضلا عن كل متطلبات لم الشمل، اذ ترى أن ما تقوم به ألمانيا في هذا الإطار يحفز الكثيرين على القدوم إلى هذا البلد، لكنها تعيب على مسؤولي ملف اللجوء هناك أنهم قد يفتقدون إلى التنظيم الجيد فهم بحاجة إلى اجراء دورات تدريبية، لمعرفة كيفية التعامل مع اللاجئين وملفاتهم.
وتضيف أن الحكومة الألمانية حتى الآن، لم تقدم برنامجا كاملا للإندماج وهذا أمر سلبي بنظرها
عملية لم الشمل في السويد قد تطول أكثر مماهي في ألمانيا
لكن الشاب سامح رفاعة، السوري المقيم في ألمانيا منذ أكثر من سنتين يختلف مع رأي ميس، فهو يرى “أنه لا يوجد فرق بين دولة ودولة أخرى، فالأمر يعتمد على الشخص نفسه ومدى قدرته على الاندماج في البلد الذي قدم إليه سواء ألمانيا أو السويد او النرويج أو غيرها من البلدان.
فالمهمة هنا تقع على عاتق الشخص نفسه ورغبته في أن يكون جزءا من المجتمع الذي أختاره لبدء حياته فيه، ولكنه يقر من خلال فترة عيشه في ألمانيا، أن هناك بعض الاجراءات الروتينية التي تؤثر على ملفات اللاجئين واتخاذ القرار بشأنهم، ويرى أن السويد ربما أفضل من ألمانيا في هذه النقطة مع تحفظه على بعض القرارات الاخيرة التي سمعها حول لم الشمل في السويد والتي برأيه تؤثر على أوضاع اللاجئين ونفسيتهم، ويعتبر سامح من ناحية أخرى أن فرص العمل في ألمانيا ربما تكون متوفرة بشكل أكبر باعتبارها قوة اقتصادية وصناعية مهمة، لكن المردود المادي في السويد أعلى مقارنة بسوق العمل الألماني”.
“هولندا النموذج الأفضل”!!
وأمام هذين الرأيين نجد رأيا آخر يرى بالنموذج الهولندي الأفضل بين دول اللجوء، هذا على الأقل ما ينقله لنا كنان الهادي الذي لجئ إلى هذا البلد منذ عدة أشهر، حيث أختاره من بين عدة دول نظرا لما سمع عنه من أصدقاء سبقوه إلى هناك.
ويقول لنا إن هولندا أفضل الدول الأوروبية في استقبال اللاجئين السوريين، فقد أعطت حق الاقامة للكثير منهم بوقت سريع، والاجراءات هناك تتميز بالسرعة وعدم التعقيد كما هو معمول به في السويد والمانيا، فلا تتجاوز مدة الحصول على القرار ستة أشهر منذ تاريخ تقديم الطلب، كما أن لم الشمل للعائلة يتم بطرق سريعة مما هو في بقية الدول، وليس كما يحصل في السويد التي قد تطول إلى سنة ونصف أو أكثر.
ويتابع أن نوعية الحياة أسلس وأسهل في هولندا، التي تفرض عليك الاندماج بسهولة، فالناس هنا محبة للحياة والغريب موضع ترحيب عندهم، مضيفا أنه سمع قصصا كثيرة من أصدقاء له في السويد ممن لم يستطيعوا التأقلم هناك نظرا لصعوبة الحياة، وانطواء الناس على بعضها، واعتبر أن نمط الحياة يلعب دورا في سرعة الاندماج للاجئ.
أمجد أحمد: “الحياة في ألمانيا افضل”!
وبعبارة فيها معاني الرضى والقناعة بما فعله يقول اللاجئ أمجد أحمد الموجود في ألمانيا منذ حوالي السنة: إنه لو خيروني بين السويد وألمانيا لاخترت بالطبع ألمانيا، فلاوجه للمقارنة.. هنا أفضل بكل شي، الطبيعة، والمجتمع، ونوعية الحياة، وحتى العمل والوضع المادي.
ويتابع الاجراءات أسهل في ألمانيا وإن اختلف ذلك من مقاطعة إلى أخرى لكنها بشكل عام تبقى أفضل من السويد التي تطول فترات الإنتظار لديهم لشهور عديدة، وهناك أناس قدموا إلى السويد وحتى الان لم تتم اجراء أي مقابلة لهم كما سمعت من معارف لي مضيفا أنه في ألمانيا تجد نفسك في بلد متعدد الجنسيات ترى التركي والإيطالي والإسباني والعربي وغيرهم وربما ذلك غير متوفر في السويد لكنه ما يعيب على الحياة في ألمانيا من وجهة نظره، أنك قد تجد بعض العنصريين، الذين لا يحبون الأجانب وهذا نادر أن تواجهه في السويد.
السويد ضمانة للمستقبل ولكن
أما محمد الصراف العراقي المقيم في النمسا فهو يجد أن كل الدول الأوروبية تبقى أفضل بكثير من العيش والعمل في بلده في ظل هذه الأوضاع، لكنه يرى أن كل بلد له ميزته، فالسويد تتميز بأنها ضمان للمستقبل عندما يتقدم الشخص في العمر فهناك الكثير من المساعدات الحكومية التي تضمن لك أيامك السوداء كما يقول.
في حين أن ألمانيا فرص العمل فيها متوفرة بشكل أكثر من غيرها من الدول، أما النمسا فأنه وجد فيها العديد من الميزات التي لم يسمع عنها في بلدان أخرى كالسويد مثلا، فهو تمكن من الحصول على الإقامة في فترة قصيرة وكانت الاجراءات سريعة وخالية من التعقيد، وهو حاليا في طور جلب عائلته لينضموا إلى العيش معه، على خلاف أصدقاء له قدموا مؤخرا إلى السويد، والذين رفضت لدى بعضهم طلبات إقامتهم، ومن حصل عليها نالها بعد وقت وصبر طولين، في حين أن لم الشمل قد يكون مستحيلا على البعض منهم.
الكومبس – هاني نصر