المصور الفوتوغرافي عمر علي: تمازج بين احتراف التصوير وامتهان العلوم الهندسية
الكومبس – خاص: عمر علي شاب جامعي يعيش في ستوكهولم، بدأ علاقته مع الكاميرا باكراً. وخلال سنوات قليلة تمكن من إثبات حرفيته في فن التصوير وتحقيق خطوات مبدعة ومبشرة نحو مشروع إطلاق مصور ناجح، معتمداً في ذلك على الممازجة التي حققها بكفاءة بين تجربته الميدانية الذاتية في التصوير وبين جمالية الطبيعة والعمران اللتين تمتازان بهما العاصمة ستوكهولم.
يقول عمر في حديث لموقع "الكومبس"، إن علاقته بالكاميرا، بدأت عندما كان في زيارة مع عائلته الى ألمانيا، تعرف من خلالها على إحدى قريبات والدته التي كانت تلتقط صوراً بديعة، ما شجعه على المضيّ في نفس التوجه، بمساعدة من والده الذي اشترى له في حينها كاميرا متطورة، تمكن عن طريقها من ترسيخ موهبته في فن التصوير وتطويرها ما شجعه على التواصل مع التصوير.
يقول: ستوكهولم مكان رائع للتصوير.
ورغم الجدارة التي أثبتها، الا إنه لا ينظر للأمر إلا كهواية، يمارسها في أوقات الفراغ وكلما فرضت جمالية المناظر نفسها، بل يسعى الى إكمال دراسته الجامعية في هندسة السيارات farkostteknik بالجامعة التكنولوجيا الملكية Kungliga Tekniska Högskola – KTH في العاصمة ستوكهولم.
نجاحات على أصعد مُختلفة
لا تقتصر نجاحات عمر على فن التصوير فقط، فهذا الشاب الذي وصل السويد عندما كان في الثالثة من عمره فقط، قادماً من العراق، حرص وطوال فترة لقاءنا الهاتفي الحديث باللغة العربية، التي ورغم أنه يجيدها بشكل جيد، إلا أنه يسعى بجد لتطوير نفسه فيها.
عمل وهو في سن الـ 19 عاماً بشركة أبل ستور، عندما افتتحت أول متجر لها في السويد، حيث كان يبيع ويعلم الزبائن كيفية استخدام الأجهزة الإلكترونية.
الببغاء أول فوز
أما حول مشاركاته يقول: "أول مشاركة حرفية لي في مجال التصوير، كانت في العام 2008، عندما فازت صورة طائرة الببغاء التي التقطتها أثناء سفرة لي خارج البلد، بالمسابقة التي دعت إليها مجلة Digital Photography، حينها كنت في الـ 15 من عمري".
يضيف: تابعت بعد ذلك التصوير، حيث ساعدت والدي الذي كان يملك متجراً كبيراً لبيع أنواع مختلفة من الحلويات في العاصمة ستوكهولم بالترويج عن بضاعته عن طريق التقاط الصور الدعائية لها وطبعها على شكل ملصقات، كنا نلصقها على واجهة المحل في الداخل والخارج، ما ساعد في جذب المزيد من الزبائن.
الطبيعة آمرة!
يُنميّ عمر موهبته في فن التصوير، بمساعدة الطبيعة والجمالية التي تتمتع بها في السويد، ويقول عن ذلك: "في البداية كنت أصور المشاهد الطبيعية التي تدور حولي والتي أعيش في محيطها، بعدها طورت نفسي وأصبحت أصور صورا شخصية. ثم حصلت على إجازة من إدارة المدرسة الثانوية التي كنت فيها طالباً في ذلك الحين لإنشاء جمعية تصوير، ضمت في عضويتها 15 طالباً من المهتمين بهذا المجال، حيث كنا نقوم بالتصوير كهواية في أوقات الفراغ، وإستمرت بذلك حتى تخرجي".
ولجماليتها وجودة نوعيتها، اختيرت مجموعة من صور علي، لتدخل ضمن كتاب الدليل السياحي في السويد.
يقول عمر: كنت أُنميّ ذائقتي التصويرية، بالتقاط الصور للموسيقيين وهم يعزفون على المسرح.
التواصل مع الكاميرا رغم الأعباء
لم تثن الأعباء عمر عن مواصلة هوايته في فن التصوير وكلما سنحت له الفرصة لذلك، إذ وبالإضافة الى دراسته الجامعية الحالية وعمله المستمر في شركة أبل ستور، يجد متسعاً من الوقت بين الحين والآخر، لمتابعة هوايته في التصوير، لكنه حالياً يعتمد على كاميرا هاتفه المحمول، التي تتيح له حرية التقاط الصور من عدمه، متجنباً بذلك الإلزامية التي قد تعنيها في بعض الأحيان التقاط الصور عند الخروج برفقة كاميرته الخاصة.
يرى أنه يمكن التقاط صور بجمالية وكفاءة عاليتين بكاميرا المحمول لو عُرفت تقنيات ضبط الصور بشكل سليم.
يختتم قائلاً: أحس بالفخر عندما أرى الناس يهتمون بالصور التي ألتقطها أكثر من اهتمامهم بالمشهد الحقيقي الذي إلتقطت له الصورة، لأن ذلك يعكس نجاحي في إبراز مواطن جمال قد تغيب عن ريشة الطبيعة إظهارها، ما يجعل صورة المشهد أكثر جاذبية حتى من نسختها الأصلية.





