النادي السوري في ستوكهولم: ملتقى للعوائل ونشاطات متنوعة وعون للقادمين الجُدد
الكومبس – تحقيقات: أجملُ ما قد يجده المرء في غربته، هو مكان يذّكرهُ بالوطن، ويُزّوده بكل ما يلزمه في المغترب، من لغة ومعلومات ومساعدة، ويجمعه بأناس عاشوا تاريخه. قد يلتقي المغترب بأشخاص لم يرَهم من أيام الطفولة، أو قد يتعرف على آخرين يشعروه بأنه ما يزال يتمتع بعبق وطنه، رغم هجرته، التي حصلت إما طوعاً أو قسراً.
زار موقع “الكومبس” قبل أيام، النادي السوري في ستوكهولم، وهو أقدم نادي للسوريين في أوروبا، وثالث أقدم نادي لهم في العالم، بعد ناديي ساو باولو في البرازيل ونادي الأرجنتين، وهو أحد أفرع الإتحاد العام للمغتربين السوريين، الذي مقره المركز نفسه.
إنطلاقة النادي والبدايات
إلتقينا بدايةً بـ “رولا قس غوو” مدرسة لغة سويدية، وحدثتنا عن تأسيس النادي والهدف منه، فقالت: ” تأسس النادي السوري في العام 1977 وكان بدايةً مركزاً للسوريين الموجودين في السويد، وهو نادي اجتماعي، ثقافي، رياضي، غير سياسي وغير ديني، والهدف منه ضم السوريين تحت سقف واحد، والتواصل فيما بينهم. وهو مفتوح للجميع، لكل الجاليات العربية والناطقة بالعربية، ويوجد من يدرس لدينا من الأخوة العراقيين والمصريين والليبيين أيضاً”.
وعن تمويل النادي، قالت: “النادي طوعي بشكل عام، وهو مقسم إلى عدة أقسام، للعائلات، والأطفال، والشبيبة، وجمعية المرأة، وكبار السن. ولكل قسم مساعداته، فالأطفال والشبيبة يتلقون الدعم من البلديات، وكبار السن من الـ Äldreförvaltning. وتمويل القسم التعليمي بالتعاون مع ABF لكي نقيم الدورات المجانية. وطبعاً من الإشتراكات الرمزية السنوية للأعضاء، وهي 200 كرون، و150 لكبار السن”.
وأوضحت أن عدد الأعضاء والمنتسبين يبلغ 600 عضو تقريباً.
إليزابيث توتونجي
نشاطات لجميع الفئات واهتمام كبير بكبار السن
تحدثت إلى “الكومبس” “إليزابيث توتونجي” ، وهي واحدة من مؤسسي النادي ومسؤولة المحاسبة ونشاطات كبار السن حول إن كان لديهم إصدارات إعلامية مثل جريدة أو موقع إلكتروني، فقالت: ” لدينا موقع إلكتروني، وصفحة على الفيسبوك، ونتواصل كثيراً عن طريق البريد الإلكتروني، طبعاً مع العديد من الإصدارات مثل التقويم السنوي، وبعض الكتيّبات”.
وعن تنظيمهم لنشاطات المتقاعدين والأطفال والعوائل، وتجاوب الناس معهم، أجابت “توتونجي”:
“التجاوب إيجابي جداً، وهناك إقبال جيد، ولكل نشاط مجموعته، كالثقافي والتعليمي والشبابي والأطفال وكبار السن. وبالنسبة إلى كبار السن فعددهم يزداد مع الوقت، وتأتينا الإتصالات من البلديات لتقديم المساعدة، ولدينا تقريباً 165 مسن، من عمر 65 وما فوق، طبعاً نعمل معهم بدوام كامل، وبدعم من الـ Äldreförvaltning”.
أضافت: “نقوم بتنظيم نشاطات إجتماعية، وثقافية، وترفيهية لهم، كالرحلات، والإحتفالات، والتمارين الرياضية، والمحاضرات الصحية، ولقاءات لتناول وجبات الغذاء، نقدم فيها الأطعمة الصحية.
كما لدينا برنامج صحي نصف سنوي نقوم فيه بفحص الدم، وقياس الضغط، ونسبة السكر، والوزن والطول، لجميع كبار السن ومتابعة صحتهم، مع زيارات الأطباء المتكررة وتقديمهم للنصائح. ويقوم كبار السن أيضاً بتقييم لنشاطهم. وحتى نساعد في إجراءات حالات الوفاة وتأمين كل ما يحتاجونه”.
غسان شمعون
النادي ثقافي، اجتماعي، رياضي، وليس للعب الورق
من المعروف أن العديد من الجمعيات والأندية الإجتماعية الموجودة في السويد أصبحت حكراً على الرجال وتمارس فيها ألعاب قتل الوقت مثل الورق (الشدّة) أو القمار. لذلك سألنا المسؤول الثقافي ومدرس اللغة السويدية، غسان شمعون، كيف استطاع النادي التغلب على هذه الظاهرة وتكريس النادي للجميع؟ فقال: ” كان لعب الورق ممنوعاً منذ البداية، لأن ذلك ليس بثقافة، فالنادي كان ثقافياً، اجتماعياً، رياضياً، ولدينا مكتبة. ونقوم بالعديد من النشاطات الرياضية، داخل الصالة ككرة الطاولة والشطرنج والبليارد، وألعاب خارج الصالات أيضاً، كالبطولة الكروية السورية، اسمها Syriska Cupen، التي تقام سنوياً، بمشاركة عدة فرق”.
وحول تنظيمهم لنشاطات مشتركة مع جهات أو مؤسسات سويدية، أجاب “غسان شمعون”: “نقوم بنشاطات مشتركة أحياناً، ويوجد مؤخراً تعاون من أجل دعم سوريا مع إحدى المنظمات السويدية، وهي جمعية الصداقة السورية السويدية Syriensolidaritetوشعارها (Nej till krig mot Syrien) أي (لا للحرب ضد سوريا)، ويحضر العديد من الشخصيات الثقافية والعلمية لإلقاء المحاضرات في مختلف المجالات، كما نشارك مع فرق غنائية سويدية (كورال) للغناء العربي والسويدي المشترك”.
وأضاف: ” طبعاً لدينا تعاون مع الكثير من البلديات والمراكز، مثل ABF التعليمي. وقامت بلدية ستوكهولم بدعوتنا للحديث عن نشاطاتنا وخاصة نشاطات كبار السن”.
مساعدة القادمين الجدد، والحياد السياسي والديني
سأل “الكومبس” إليزابيث توتونجي، أنه وخلال الفترة القليلة الماضية، وصل إلى السويد عدد كبير من العوائل السورية، هل من ضمن طبيعة وأهداف النادي الإهتمام بهم وتقديم يد المساعدة الممكنة لهم، فأجابت: “بالتأكيد، نقوم بدورات مجانية لتعليم اللغة السويدية، ودورات عن المجتمع والحياة في السويد، ومحاضرات عن مكتب العمل ومكاتب الإرشاد، بالإضافة لزيارة المحامين، وإعطائهم الأفكار والنصائح للجميع، وأيضاً معلومات عن شهادة قيادة السيارة. ونساعد القادمين الجدد أيضاً في العثور على سكن، وبترجمة الأوراق وكيفية تعبئتها، والإتصال بالمؤسسات، وحتى حجز مواعيد الأطباء”.
مع إزدياد المشاكل والإحتقان في سوريا، وانقسام الأغلبية بين مؤيد ومعارض، هل من اتهامات لكم بالإنحياز إلى طرف من الأطراف؟ وهل واجهتكم بعض المشاكل؟
أجابت “توتونجي”: “اتصل بنا العديد من الإعلاميين السويديين، لمعرفة الأمر، لكن النادي السوري يتبع للقوانين والأنظمة السويدية، أي أننا حياديون، ونادينا مفتوح للجميع، وهو غير سياسي وغير ديني، ولا دخل لنا بأي طرف، حتى لا نقبل بأي ناقشات دينية أو سياسية داخل النادي.
ومن يتظاهر، يمثل نفسه ولا يمثل النادي. ونقوم بالتعاون مع المنظمات التي تدعم الوطن سوريا بشكل عام، وليس أي فئة معينة”.
أزاد
من جهة أخرى التقى “الكومبس” ببعض الطلاب في فترة الإستراحة، وتحدث “آزاد” من سوريا الذي يعيش في السويد منذ أربعة أشهر عن رأيه في النادي السوري قائلاً : “النادي ممتاز، ويوجد أجواء للتعارف والثقافة، وبالرغم من أن الإمكانيات عادية، لكن كل شيء جيد جداً”.
وأضاف حول النشاطات: “أن النشاطات جميلة، وترفيهية، رغم أنني جديد هنا لكنني لا أشعر بالغربة بينهم، وبسبب قرار نقلي إلى منطقة أخرى، أتأسف لترك النادي”.
وتحدث “الكومبس” مع “فادي” فقال: “الأنشطة ممتازة جداً كرحلات التعرف على السويد، والمعالم الأثرية، والحياة فيها، والجميع يستفيد، كي ينطلق بخطوات سريعة في المستقبل، وتجاوب الإدارة جيد جداً، والمدرسين بالهم طويل، ومعاملتهم جيدة”.
معلومات:
موقع النادي الإلكتروني: www.syrf.se
العنوان: Siktgatan 12, 162 50 Vällingby
نادر عازر – الكومبس
عند الإقتباس يجب الإشارة الى المصدر، بخلاف ذلك يحق لنا كمؤسسة إعلامية مسجلة رسميّاً في السويد إتخاذ إجراءات قانونية بحق من يسرق جهدنا، سواء كان داخل السويد أو خارجها.