الكومبس – خاص: عرض التلفزيون السويدي، مساء أمس الحلقة الأولى من برنامجmorgansmission، الذي يتناول قضية هامة جداً تعاني منها المدارس في السويد، وهي قضية المضايقة التي يتعرض لها الآف الطلبة من قبل زملاءهم في المدرسة أو ما يطلق عليها في السويد بـ Mobbning.
ويشكل هذا الموضوع، أهمية فائقة سواء لدى الطلبة أنفسهم أو المدرسة أو حتى الجهات الحكومية المختصة، التي تبرز القضية كمشكلة يعاني منها المجتمع المدرسي، حيث وبحسب البرنامج فأن 60000 طالباً يتعرضون الى المضايقة يومياً من قبل زملاء لهم في المدرسة، وما قد يعنيه ذلك في الكثير من الحالات من آثار نفسية سيئة تتراكم لدى الطلبة المُعرضون لذلك والتي تظهر نتائجها على المديين القريب والبعيد.
فعلى المدى القريب، تصبح المدرسة كالكابوس لبعض الطلبة الذين يمرون بهذه التجربة أو كما ذُكر في البرنامج، فأن بعض الطلبة يشعرون بـ “ألم يعتصر قلوبهم” عندما يأتون الى المدرسة، ما يؤدي ليس فقط الى التأثير على مستواهم الدراسي والتفاعلي في الصف وبين أقرانهم في النشاطات الإجتماعية بل على وضعهم النفسي ومزاجهم العام في البيت وبين الأهل والأصدقاء، الأمر الذي قد يخلف نتائج سلبية على شخصياتهم عندما يكبرون.
ويلقى مقدم البرنامج Morgan Alling وهو ممثل سويدي، الضوء على المشكلة، أسبابها، أنواعها وتداعيات نتائجها والأهم من ذلك كله كيفية معالجتها وطرحها على الطلبة، حيث أن الكثير من الطلبة يقومون بمضايقة زملاء لهم، ليس بقصد إزعاجهم بل لانهم يرون في ذلك أمراً ممتعاً، يجلب المرح وليس مسيئاً، كونهم ليسوا في موقف الشخص الذي يجرى الإعتداء عليه أو إزعاجه، ولأنهم من جانب أخر إعتادوا على ذلك، دون أن يدركوا النتائج الخطيرة التي قد يخلفها على زملاءهم.
وإختار مورغان في برنامجه، يوم أمس، طلبة الصف الثامن سي 8C في مدرسةNorreportskolan بمدينة إيستاد أحدى المدارس، بعد إستطلاع بسيط قام بإجراءه بمساعدة Björn Johansson أحد أشهر الباحثين في قضية الـ Mobbning، حيث خلصت النتائج أن الصف الذي إختاره مورغان كان الأكثر بين بقية صفوف الثامن في إزعاج الطلبة بعضهم للبعض وإستخدام العبارات والتصرفات المسيئة، سواء داخل المدرسة أو خارجها وحتى بمواقع التواصل الإجتماعي، التي يعمد إليها الكثير من الطلبة، حيث يقدمون أنفسهم بأسماء مستعارة للإساءة الى الأخرين من زملاءهم، الذين قد يشاطرونهم الصف نفسه.
لم يبدء مورغان برنامجه وتجربته مع طلبة الصف الثامن بشكل عام والثامن سي بشكل خاص بدون أن ياخذ الأذن من أولياء الأمور، حيث إجتمع بهم في صالة المدرسة وحصل على موافقتهم بالإجماع، وعندها بدء مشروعه الذي سيحقق نجاحاً وإنجازات كبيرة إذا ما تم التوسع به ونشره في المدارس السويدية.
ويتفق جميع الخبراء والباحثين بهذا الشأن، أن القضاء على مشكلة الـ Mobbning، لن تتم من طرف واحد، بل على جميع الأطراف التعاون في ذلك، سواء في المدرسة أو البيت او الشارع أو أي مكان يمكن فيه للشخص أن يكون رادعاً لمثل هذه التصرفات المسيئة، علماً أن المشكلة ليست حصراً بطلبة المدارس فقط بل بين الكبار أيضاً وفي أماكن عملهم، لكنها بالتأكيد تكون أكثر خطورة عندما تبدأ بمرحلة مبكرة من عمر الشخص.
ومن المفترض ان تعرض الحلقة الثانية من البرنامج، مساء الأثنين المقبل.
لينا سياوش