بعد 5 سنوات في السويد يؤسس شركة مبيعاتها تقدر بملايين الكرونات
الكومبس – قصة نجاح: بول بدران، لاجئ لبناني في الحادية والثلاثين من عمره، استطاع عبر اجتهاده وإيمانه بقدراته، مع ما يمتلكه من موهبته فنية وتسويقية كبيرة، أن ينطلق بمسيرته المهنية، بعد انقضاء خمس سنوات فقط على وجوده في السويد، ليتحول من مجرد موظف بسيط بإحدى محلات (توباك)، إلى مالك شركة مشهورة لتصميم المطابخ في قلب العاصمة ستوكهولم، بلغت قيمة مبيعاتها خلال السنة المالية الأولى، حوالي 10 ملايين كرون، كما غدت تصميماته اليوم، مطلباً لعديد نجوم المجتمع السويدي ومحل اهتمام لفيف من وسائل الإعلام المحلية المرموقة.
يحكي بول لـ “الكومبس”
بشيء من التفصيل، عن أهم محطات مشواره المهني المميز، قائلاً: “لقد عملت في
مجال هندسة المطابخ منذ كان عمري 14 عاماً فقط، كما نلت درجة البكالوريوس في
الهندسة المعمارية من إحدى الجامعات اللبنانية سنة 2012، ثم سافرت بعدها بعام، لأعمل
في دولة قطر، مدة ثلاث سنوات تقريباً.
نهايات سنة 2015، سافرت إلى السويد، متقدماً بطلب للجوء السياسي. كانت فكرة البقاء دون عمل إلى حين صدور قرار الإقامة وإنهاء مرحلة الترسيخ، أمراً مرفوضاً بالنسبة لي كلياً، لذا، انهمكت باحثاً من فوري عن أية وظيفة ألج بواسطتها إلى داخل سوق العمل السويدي.
العمل بـ 20 كرون في الساعة ..!!
عملت
أولاً في محل (توباك) مقابل 20 كروناً فقط بالساعة. حيث استغل رب العمل مسألة عدم
حصولي بعد على تصريح الإقامة، ليدفع لي مرتباً قليلاً، غير أني لم ألق بالاً للأمر
كثيراً، فقد كانت خططي ترمي إلى أبعد من ذلك بكثير.
شرعت
أرسل سيرتي الذاتية لأية شركة هندسية أجدها في ستوكهولم، لكن الردود دائماً ما
وصلتني بالرفض إزاء عدم إجادتي للغة السويدية، فقررت تغيير استراتيجيتي واستبدال
طريقة “أرسل رسالة، ثم انتظر الرد” بطريقة “بادر
بالاتصال وحاول إقناعهم بقدراتك مباشرة”.
فعلاً،
جاءت تلك الاستراتيجية الجديدة بؤكلها وحصلت خلال وقت قصير على وظيفة أفضل في مجال
التصميم الداخلي بإحدى الشركات النرويجية. بيد أن مرتبي كان أقل من المرتبات
المعهودة ضمن هذا المجال، ما دفعني إلى الانتقال للعمل، بعد 4 أشهر فقط، مع شركة
ألمانية مختصة في هندسة المطابخ.
هناك،
أعطوني راتباً شهرياً أفضل بكثير من سابقيه، كما مُنِحت بفضل مهاراتي في التسويق،
لقب أفضل بائع للسنة على مستوى الشركة.
بعد عام
ونصف العام تقريباً، انتقلت مجدداً للعمل في شركة دانماركية كبيرة، حيث قبلت
إدارتها أن توظفني بكل سرور، فور معرفتها بالنجاح الذي تمكنت من إحرازه خلال مدة
زمنية قصيرة مع نظيرتها الالمانية. لأحقق معها هذه المرة، لقب أفضل بائع للسنة على
مستوى شبة جزيرة إسكندنافيا بأسرها 5 مرات متتالية.
على إثر
ذيوع صيتي في أرجاء البلاد، عرضت عليَّ شركة سويدية حديثة التأسيس، عقداً مغرياً
للعمل معها كمصمم ومدير صالة مبيعات. كان أبرز ما قدمته إلى هذه الشركة لاحقاً، تصميمي
لموقعها الإلكتروني الرسمي كاملاً.
بمرور الوقت، لاحظت أن مديري يمتلك إمكانات متواضعة فيما يخص التعامل مع الكمبيوتر، إلا أنه على الرغم من ذلك، استطاع تحقيق مبيعات للشركة عبر شبكة الإنترنت، بقيمة 3 ملايين ونصف المليون كرون.

“أصبح لي شركتي الخاصة”
هنا،
خطرت في بالي فكرة: إذا كان شخص ذو مهارات محدودة مثل مديري، قد استطاع أن يجني كل
هذه الأموال عبر الموقع الإلكتروني الذي صممته بنفسي، فماذا يمكن لشخص بارع في
التكنولوجيا الحديثة مثلي أن يحقق، إذا ما أتيحت له الفرصة عينها؟
هكذا،
سارعت إلى تقديم استقالتي من الشركة واستئجار مكتب صغير بإحدى ضواحي المدينة، ثم أنشأت
موقعاً إلكترونياً يضم كافة تصميماتي، لأبدأ عن طريقه في إدارة عملي الخاص.
لدى انقضاء
أول شهرين فقط من العمل (نوفمبر وديسمبر 2018)، كانت شركتي قد حققت مبيعات بقيمة
نصف مليون كرون. كذا عادت في نهاية سنة 2019، لتسجل مبيعات بقيمة 10 ملايين كرون
تقريباً”.
وأضاف:
“لقد بت خلال أقل من سنة، أملك صالة خاصة عرض خاصة وسط مدينة ستوكهولم، كما صار
لموقعي متابعين، أكثر مما تملك عديد شركات التصميم السويدية المشهورة.
إن بين زبائني اليوم، نجوم مجتمع سويديين، نفذت لخمسة منهم على الأقل، أعمالاً مميزة، ما شجع بعض أبرز وسائل الإعلام المحلية على عرض تصميماتي في برامجها”. وختم: “كلمة مستحيل لا مكان لها بقاموس الحياة. لذا، يجب على كل وافد إدراك أن تنفيذ أية فكرة جديدة قد يكون صعباً في البدايات، لكن الأمور ستتيسر تدريجياً مع الاستمرار في العمل. فقط آمن بقدراتك وحظوظك وستصل يوماً إلى مبتغاك رغماً عن أنف الظروف”.
قسم التحقيقات
نماذج من تصميات بول

