بعد 7 أعوام في السويد: هشام عزيز مهدد بالترحيل قسراً الى بغداد قريباً

: 4/29/15, 12:18 PM
Updated: 7/10/23, 11:54 PM
Alkompis - الكومبس

الكومبس – خاص: بعد أكثر من سبعة أعوام من وجوده في السويد، ينتظر هشام عزيز ترحيله الى بلده العراق، رغم وجود تهديدات ومخاطر أمنية حقيقة تنتظره هناك، بحسب ما قاله لـ”الكومبس”.

قصة هشام قد لا تكون الوحيدة من نوعها، إلا أنه وفي كل مرة يُفتح فيها ملف مشابه من ملفات الترحيل القسري، تُعاد الى الذاكرة قصص طالبي لجوء آخرين، عاشوا الخوف والرعب بعد إعادتهم الى بلدانهم، أو آخرين إنتهوا الى ظروف مأساوية، ومنهم من تعرض الى القتل.

يقول هشام الذي وصل الى السويد، آواخر العام 2007 وملامح الحزن واليأس بادية عليه: “أمضيت ما يزيد عن سبعة أعوام من حياتي هنا، تاركاً عائلتي وأطفالي الثلاثة في بغداد لوحدهم في مهب التهديدات والمخاطر التي كانت تواجههم بسببي”.

عمل عزيز قبل سفره الى السويد في شركة حماية نفطية تابعة للقوات الأمريكية، ويقول إنه تعرض الى تهديد من “قبل الجماعات المتحكمة في البلاد التي تعتبر الشركة والعاملين فيها عملاء للأمريكان”.

ويوضح قائلاً: “عملنا في الشركة كان ينصب على تجهيز مخازن الحكومة العراقية بالحمايات، الا أن ذلك سبّب لي عداءات، حيث إعتبروني عميلاً وخائناً للبلد وخلق لي مشاكل قوية مع العشائر في المنطقة حتى مع ضابط الشرطة في المركز، ولديّ أوراق ومستمسكات تثبت ذلك وقرار العشائر بإهدار دمي”.

حصل عزيز على رفض نهائي على طلب لجوئه الأول، أوائل عام 2009، وبعد أربعة أعوام من ذلك، قضاها في ظروف صعبة متخفياً هنا وهناك في منازل الأصدقاء والمعارف، تقدم بطلب لجوء جديد ثان في العام 2013 وكما هو متعارف عليه في القانون، الا انه حصل على رفض آخر، جعله ينتظر الآن موعداً من مصلحة الهجرة، يجري من خلاله تحديد موعد ترحيله الى العراق.

يقول: “في عام 2013 قدمت على طلب لجوء جديد وجرت مقابلتي في شهر أيلول/ سبتمبر من نفس العام، وبقيت أنتظر على أحر من الجمر حتى إتصلت به المسؤولة، موضحة أنها تقدر ظرفي وبعدي عن زوجتي وعائلتي وأنها بإنتظار قرارات تخص العراقيين، ستصدر بعد إستلام الحكومة الجديدة لمهامها، الا انه وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2014، إستلمت قرار المحققة برفض طلبي لجوئي ثانية”.

سنوات صعبة

يقول عزيز، إنه وخلال السنوات الأربعة التي عاش فيها متخفياً، واجهته ظروف صعبة، كما أن العمل لم يكن مسموحاً له، وكان يتغلب على ذلك من خلال المساعدات المالية التي يرسلها إليه أهله المقيمين في النرويج والذين غادروا العراق منذ تسعينيات القرن الماضي.

ويضيف بتأثر وحزن: “عشت سبعة أعوام في السويد وكأنني في سجن، لا بمقدوري الحصول على إقامة في السويد ولا بمقدوري السفر الى بلدي بسلام. كنت سأسافر بطيب خاطر بعد فشل محاولاتي خلال كل هذه السنوات في الحصول على الإقامة، لكني قلق جداً من التهديدات الجدية التي لا أعرف كيف سأواجهها في العراق. مصلحة الهجرة تسلمني بشكل مباشر الى الموت.

ويؤكد: “قلت لمسؤولتي في مصلحة الهجرة أنتم تسلمونني بشكل مباشر الى الموت ولا تساعدوني بشيء، لكنها ردت بالقول بإنه ليس أمامها غير العمل وفق ما تمليه عليها القوانين والتعليمات”.

رأي محكمة الهجرة في ستوكهولم لم يكن مُغايّراً لرأي مصلحة الهجرة في مالمو، حيث أكدت هي الأخرى على قرار رفض المصلحة لطلب اللجوء، معتبرة أنه يمكن لعزيز أن يعيش في أي منطقة ببغداد.

ويؤكد أن محكمة الهجرة السويدية لم تأخذ بورقة القرار الصادرة عن المحكمة العراقية ضدخ، لإفتقارها الى عنوان ورقم هاتف المحكمة الذي يُكتب في العادة بالهامش السفلي من نسخة القرار وهو أمر غير معمول فيه بالعراق، رغم ان الخبير السويدي نفسه لم يتمكن من إثبات فيما إذا كان القرار صحيحاً أم لا.

تعذيب

ويقول هشام أيضا ان زوجته في العراق تعرضت الى الإعتقال والتعذيب من جهات لم يسميها، لكن رغم ذلك فان مصلحة الهجرة لم تأخذ بهذا السبب لمنحه الإقامة قائلة له ان ما تعرضت له زوجته هو شأن خاص بها ولا علاقة له بملف قضيته في السويد.

ويزيد: حتى في قرار الرفض الذي حصلت عليه من مصلحة الهجرة، لم يجر التطرق الى قضية زوجتي، رغم أن كل ما تعرضت له كان بسببي.

ويقول: “تهم باطلة وُجهت ضدي لمصادرة منزلي، بحجة تستري على جماعة من المطلوبين في قضايا الإرهاب، رغم أني لم أكن موجوداً في البلد بتلك الفترة، تأمروا عليّ لأخذ منزلي، ولا أعرف ما المصير الذي إنتهت إليه عائلتي”.

يختم عزيز حديثه لـ “الكومبس” بالقول: بقيت في السويد لما يزيد عن سبع سنوات وأنا ممنوع من السفر في بلدي ومتأكد أنه سيلقى القبض عليّ عند وصولي الى المطار، وليس لدي المال الكافي لتقديمه كرشاوى لإثبات براءتي في العراق.

ويتساءل: على أي شيء إستندت مصلحة الهجرة في رفض قضيتي، هل على أن العراق بلد آمن؟ ألا تعرف السويد أن الطائفية وعمليات القتل والتهجير والنزوح تجري فيه على قدم وساق؟

لينا سياوش

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.