بيرجيتا كاستن فورس لـ”الكومبس”: اعتماد اللغة العربية مفتاح للدخول الى المجتمع السويدي

: 12/1/17, 2:46 PM
Updated: 12/1/17, 2:46 PM
بيرجيتا كاستن فورس لـ”الكومبس”: اعتماد اللغة العربية مفتاح للدخول الى المجتمع السويدي

الكومبس – لقاءات: بداية يعد المتحف الوطني السويدي، متحفاً مركزياً من حيث الأهمية، وهو أكبر متحف فني في ستوكهولم، ويضم لوحات فنية، ومنحوتات يعود تاريخها إلى 1500_1900 عاماً، وهو يقع في شبه جزيرة بلايس هولمن Blasieholmen في ستوكهولم ويعود تاريخ انشائه إلى 1792م ويعد من أقدم متاحف أوروبا.

نعم. إنه الحدث الأبرز، الحدث الأكثر أهمية اليوم وربما اشكالية وجرأة، إذ ثمة مفاجأة تحدث الآن في المتحف الوطني في ستوكهولم الذي يستعد لانطلاقة متميزة وبحلة جديدة وبما يمثل حيث أنه يعد درة متاحف السويد وأشهرها وأكثرها أهمية وقيمة في عكس الهوية التقليدية لهذا البلد المتقدم والعريق.

لقد تم مؤخراً، اتخاذ قرار غير مسبوق وغير تقليدي، يقضي أن نرى اللغة العربية كجزء أساسي من خطابه الجمالي والتثقيفي، وليقدم من خلاله وعبره هوية متنوعة وثرية لا تخاف الجديد، وتتعامل بشجاعة مع المستجد، دون وهم أو شعور التردد أو الضعف.

إذاً المتحف الوطني السويدي في ستوكهولم يتحدث اللغة العربية، أي حلم هذا، وكيف يمكن أن تكون هذه التجربة استثنائية وناجحة بآن معاً.

بيرجيتا كاستن فورس

“الكومبس” حاورت بيرجيتا كاستن فورس Birgitta Castenfors نائبة رئيس الإدارة ورئيسة الموظفين والمسؤولة المباشرة الأولى عن المشروع الحكومي الذي يقضي بضم القادمين الجدد إلى مؤسسات الدولة وتدريبهم وتأهيلهم للنزول إلى سوق العمل بثقة وقوة وحرفية، والتي استقبلتنا في مكتبها وحدثتنا بإسهاب ودقة عن هذا القرار ، وشرحت بثقة ووضوح ما يمكن أن يكون خططاً مستقبلية تضمن من خلالها الوصول بالمعلومات المترجمة للعربية إلى كل الفئات والشرائح الاجتماعية .

السيدة Birgitta مرحباً، لنبدأ من القرار النوعي غير المسبوق بالنسبة للثقافة العربية في السويد ؟ ما الذي يعنيه بالضبط أن يتحدث المتحف الوطني السويدي في ستوكهولم اللغة العربية؟

في الحقيقة إن الصدفة هي وليدة الفكرة، نحن كمؤسسة ثقافية لدينا الحظ في أنه لدينا شخص في مؤسستنا يتحدث العربية، وهذا أدى أن نستثمر قرار الحكومة الذي يقضي باستقبال الوافدين الجدد في مؤسسات الدولة، وأن نبحث عن الأشخاص الذين يتكلمون العربية، وأن نقوي مؤسستنا باللغة هذه. ونحن بالمقابل نعلم أن هنالك فئة مستهدفة وتملك ذات اللغة وهم ليسوا بقلة. ولذلك وجدنا الاحتياج، واستحدثنا الإمكانيات في أن نحقق هذه الفكرة داخلياً من المؤسسة ذاتها، وهي مصادفة ممتازة بل رائعة، وأن نقدم المشروع “الحلم”. وأضيف هنا هو أن على من يبدأ مشروع بهذه المجازفة والأهمية أن يحاول أن يرى ويتلمس جدوى هذا الأمر، ومدى نجاحه وأن يضمن له الاستمرارية المطلوبة، وعلى هذا الأساس يعتمد ضمان استمرارية هذا العمل، وردة الفعل من قبل الجمهور والمتلقي العربي عليه.

من الأمور المستقبلية التي نتمناها هو أن يكون لدينا “مرشداً متحفياً ” يؤدي عمله باللغة العربية

كيف تم صياغة القرار، وماهي مبرراته؟ لماذا في هذا الوقت؟

لقد كانت السويد دائماً دولة متنوعة ومتعددة الجنسيات، والكل فيها يتحدث لغات أخرى “خاصة ” غير السويدية. لكن الموجة الجديدة والكبيرة للقادمين الجدد في الفترة الأخيرة كانت من المتحدثين باللغة العربية. هدفنا وأمنياتنا بالنهاية أن نحقق الوصول إلى الجماهير التي تتحدث عدة لغات، لكن لا يوجد لدينا الإمكانيات الكافية لذلك وللأسف، وهذه الفرصة أتتنا عن طريق الصدفة كما قلت، بالإضافة إلى أن الامكانيات المادية لا تكفي لتغطية كل اللغات. نحن مؤسسة صغيرة مقارنة بالأحلام الكبيرة. وأيضاً أحب أن أشدد إننا لن نترجم كل شيء في المتحف هنا، ولكن سنختار نصوصاً معينة للمتحف الوطني السويدي والتي ستخاطب الجمهور التي تنتمي له.

ولو أردت أن تعرف رأيّ الشخصي لقلت لك إن هذا العمل هو بوابة للدخول وأيضاً لخلق فرصة للاهتمام. إننا نقدم بطاقة تعريفية لنساعد على اغناء فكرة الاندماج وتفعيلها بشكل أمثل.

اختصر وأقول إن مشروعنا معني بإيقاظ الاهتمام، ولفت الانتباه ليكون جسراً وبوابة للمعرفة، وربما من الأمور المستقبلية التي نتمناها هو أن يكون لدينا “مرشداً متحفياً ” يؤدي عمله باللغة العربية.

من المحتم أن هذا القرار الهام يتطلب خطة، ولا شك أنه يحتاج إلى كوادر. ماذا أعددتم لهكذا قرار، وماهي طبيعة عمل الفريق الذي كلفتم هذه المهمة؟

سنحاول أن نناقش هذه الفكرة ونطورها، وأن نجد لها حلولاً وأفكاراً خلاقة تتساوق مع أهميتها، ونحن في طور البداية وخصوصاً عندما نبدأ خطوة هامة وطموحة كهذه، ويجب علينا أن نستمر بها وهذا هو التحدي الكبير لنا وليس فقط أن نخطو الخطوة الأولى، ومن ثم نركنها جانباً.

هل لهذا القرار غير المسبوق دلالة على شيء ما، أو رؤية؟ ماذا أردتم أن تقولوا للناس والمجتمع بشقيه الوافد والأصيل عبر هذه التجربة؟

نحن نرى الجمهور أو الناس كمجموعة واحدة، نحن مؤسسة ثقافية تمثل كل السويد وفي هذا الجمهور هنالك أشخاص يتحدثون اللغة العربية وهم مجموعة كبيرة وقوية ومؤثرة كما المجاميع الأخرى من فئات المجتمع. ولدينا مهمة محددة بقيادة الحكومة السويدية وقرار حكومي بهذا الصدد ومهمتنا أن يكون لدينا زوار كُثر ومتنوعين، وحتى أكون أكثر دقة وتلخيصاً نحن لم نأخذ هذا القرار ولكن توافرت لنا الفرصة وربما هذه الفرصة كانت في اللغة العربية، وأتمنى أن نستفيد من ذات التجربة مع اللغات الأخرى. ربما ولكي أكون واضحة في الاجابة على سؤالك أشدد بالقول، نحن مؤسسة وطنية لكل الشعب السويدي ونحن نعكس المجتمع السويدي كاملاً، نحن لا نستبعد أحداً، وإنما نحن نتوجه للجميع ونحتويهم ككتلة واحدة متجانسة.

“كانت السويد دائماً دولة متنوعة ومتعددة الثقافات، والكل فيها يتحدث لغات أخرى “خاصة ” غير السويدية”

وعلينا هنا أن ننتبه أن اللغة السويدية هي اللغة الرئيسية في خطابنا الثقافي والمعرفي، وممكن في بعض الأحيان أن نضيف الانكليزية ولغة الاشارة، أو لغة أخرى. وهذا يعتمد على أي المجاميع البشرية تلك التي نريد الوصول إليها وخصوصاً أن خطابنا عادة ما يكون مبطناً فهو يراعي في محتوياته أن يكون ” وسيطاً ” لتعليم الاخرين وتثقيفهم الثقافة السويدية. تلك المهمة التثقيفية الشعبية عن طريق الفن والتقاليد حتى لو كان الزائر لا يملك اللغة السويدية، إذ أن هذه الطريقة قد تكون مدخلاً كذلك لتعلم اللغة السويدية ذاتها التي هي وسيلة هامة لمعرفة وفهم المجتمع. إنها بوابة للمعرفة والاندماج الصحيح، وأيضاً هذا كله يعتمد على الاهتمام عندما نرى صدى لهذا المشروع سيكون هذا دعماً كبيراً لنا ودافعاً كي نطور أنفسنا في هذا الإطار، وايجاد امكانيات أخرى للتواصل.

ماهي الخطوط الأساسية التي اعتمدتم عليها، الفلسفة التي تبنون عليها خطابكم؟ أي عقلية تخاطبون وأي مستوى تتوجهون له، وماذا تريدون له أن يصل؟

يجب علينا أن نفكر بأهمية هذا القرار وكمية الاستفادة وكمية الأشخاص الذين يستفيدون من هذا القرار ونرصد ردود الفعل. إن معلمينا والمربين عندنا يعملون مع الأطفال مثلاً بشكل حثيث ومن ثم يعملون مع مجاميع بشرية ذات خلفيات أخرى لكننا لم نركز بصورة كبيرة مع الأطفال القادمين من ثقافات أخرى. لكن من امنياتي اجتذاب الشبيبة الواعية والراشدة والأطفال الآتين من تلك الخلفيات المتنوعة الأخرى وهذا يعتمد على أننا نركز بكل قوانا على الكوادر التي تعمل معنا بهذا المشروع، والتي نعتقد أنها ستقودنا بالنهاية للوصول إلى هذه المجاميع والذين سيرفدوننا بالنصائح كي نستلم مفاتيح هذه الثقافات التي وحدها من يمتلك ذاك الفهم الكافي والنوعي لكل تلك الخلفيات والقيم التي هي دائماً عند الآخر ونجهلها نحن بالطبع تلك الأشياء التي لم نعشها أو نختبرها والتي ليس لدينا أي فكرة عنها ، لذلك علينا أن نتعلم ونطلب المساعدة . نحن في مؤسسات كثيرة تنظر في موضوع الاندماج، وهنالك مؤسسات حكومية وغير حكومية تقوم بالبحث والتمحيص طوال الوقت، ولكن كالعادة تعاني الدولة من قلة الموارد، لكن في المستقبل سيفتح هذا الباب بما يناسب ويشذب قرار الاندماج وتعاد صياغته بشكل أمثل.

للمتحف الوطني عدة نشاطات ومعارض محددة وهنالك معلمين ومختصين يقومون بمسؤولياتهم بصورة مباشرة لوضع الخطط المناسبة للوصول إلى المجاميع المستهدفة.

أخيراً سنقوم بالاستمرار في عملنا هذا حتى عند انتهاء قرار الحكومة في العام 2018 م القاضي بدمج القادمين الجدد في مؤسسات الدولة.

أجرى اللقاء: وفائي ليلا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.