تجربة أحمد الكفائي في تحقيق النجاح: ” كُنْ أنتَ ذاتك عندما تتقدم للعمل “!
الكومبس – تجارب نجاح: الإيمان والثقة بالذات وإظهار التمييز، أهم ما يجب أن تكون بحوزة كل من يبحث عن مكان مناسب في المجتمع الجديد، هكذا يعتقد أحمد الكفائي، وهو شابٌ سُويدي، من أصل عراقي، له تجربة متميزة في النجاح، والحصول على وظائف في مؤسسات حكومية، تستحق الإشارة إليها، لتكون مثالاً قد يستفيد منها كل من يريد ويسعى إلى إيجاد عمل يتناسب مع قدارته وطموحه.
أحمد الكفائي (29) عاماً، خريج هندسة البرمجيات من السُويد التي وصلها وعمره 17 عاما فقط، أكمل دراسته الإعدادية والجامعية فيها، ومنذ تلك المرحلة خاض تجارب عمل عديدة، حيث أسس شركة خاصة في مجال الهندسة البرمجية، قبل أن يتخرج من الجامعة، كما عمل في مصلحة الضرائب، ويعمل حاليا في مصلحة التقاعد.
يقول لـ “الكومبس”: “ليس كل سيرة ذاتية ورسالة شخصية، يقدمها الشخص للحصول على وظيفة، تستوقف رب العمل وتستحوذ على اهتمامه، مثلما ليس كل مقابلة عمل يجريها الشخص تنتهي بقبوله”.
وانطلاقا من ذلك لم يوفر جهداً في التركيز على أهم النقاط التي بإمكانها منحه الأولوية في الحصول على العمل، بل ساعده في ذلك تجاربه العملية المتنوعة.
ويرى الكفائي، أنه يجب على الشخص المتقدم على عمل ما متابعة ذلك بنفسه وإظهار اهتمامه عن طريق الاتصال هاتفياً بالمسؤول عن الوظيفة والذي يُدرج اسمه تحت كل إعلان وظيفي، وأن يحدد معه وقتاً للحديث عن التفاصيل الغامضة أو غير المفهومة الواردة في الإعلان، الذي يكتب في الغالب بشكل واسع، قد يكتنفه أحياناً بعض الغموض وعدم الفهم.
ويضيف: “الاتصال الهاتفي مهم لتبين اهتمامك بالوظيفة، وربما عليك الاتصال أكثر من مرة، سواء بعد تقديم السيرة المهنية أو حتى بعد أجراء مقابلة العمل، كما يمكن للشخص السؤال عن أسباب رفضه في حال جرى ذلك، وما الذي لم يجده رب العمل متوافراً لديه وكان موجوداً لدى الآخرين. أسئلة من هذا النوع تكون فعالة ومفيدة جداً، لأنها تُبرز اهتمام الشخص بالوظيفة.
ويتابع، قائلاً: أهم شيء أقوم بالتركيز عليه، هو أن يكون لدي معلومات عامة عن أكثر من تقنية واحدة وفي مجالات عمل عدة. فأنا وفي مقابلات العمل التي أُدعى لها، أُظهر ما أنجزته من أشياء وما يمكنني انجازه في عملي الجديد انطلاقاً من ذلك، بمعنى أني أقدم صورة واقعية مثيرة للاهتمام عن الخدمات التي يمكن أقدمها ولا أكتفي فقط بالحديث النظري.
ويرى الكفائي، أن من الضروري أن يكون الشخص ملماً بمعلومات عن المكان الذي يتقدم بطلب الحصول على عمل فيه، كي يكون قادراً على الحديث بتفاصيل واقعية وربط الخبرات السابقة بعمل المؤسسة التي يريد التوظيف فيها والحديث بتفاصيل عملية تبين لرب العمل أن المرء قادر على تقديم الجيد والمفيد له.
مقابلات العمل تحتاج الى تحضير وخبرة!
يدرك الكفائي بأن الحصول على العمل في السويد وخاصة للمهاجرين ليس بالأمر اليسير، لأسباب عديدة منها على سبيل المثال، لأن مقابلات العمل بحد ذاتها تحتاج الى خبرة والى معرفة في كيفية إداراتها وأن تلك الخبرة تتأتى من خلال إجراء المزيد والمزيد من المقابلات، والتي تعد تجارب مفيدة جداً، كما أن بعض المقابلات لا تنتهي عند حد رفض طلب الشخص، بل أن المؤسسة قد تعود إليه من جديد بغرض توظيفه بعد مدة قد تزيد حتى عن العام الواحد وربما أكثر من ذلك وهذا ما حدث معي شخصياً.
ويقول: يمكن لأي إنسان وفي مرحلة من المراحل أن يصل الى مرحلة اليأس من الحصول على وظيفة، لكني أرى أن التقدم لأكثر من عمل وبشكل مستمر، أمر مفيد جداً. أعتقد ان الكفاءات والمهارات التي يتمتع بها الشخص هي الكفيلة بتحقيق ذلك، قد لا تنفع التجارب الأولى، عندها يحاول الفرد الحصول على وظائف قصيرة ويبنيها بشكل متسلسل، ما يزيد من تجاربه العملية ويمنحه صورة الإنسان الجدي والملتزم، وهذا ما يزيد من فرصه في الحصول على فرص عمل بعقود ثابتة، بمعنى أن الأمور تسير بشكل تدريجي ومن الخطأ توقع الحصول على عمل من المحاولات الأولى.
“على المرء أن يكون نفسه”
تمكن الكفائي ومن خلال تنقله بأماكن عمل مؤسساتية عدة من تكوين شبكة علاقات طيبة مع زملاءه ومرؤوسيه في العمل، الأمر الذي قد لا يكون سهلاً، بسبب اختلاف الثقافات الاجتماعية بين السويديين والمهاجرين، وحول ذلك، يقول: ” البشر مختلفون، لكل منا طريقته الخاصة. ليس هناك طريقة يجب تعلمها غير أن يكون المرء نفسه. وأسلوبي في العمل ومع الآخرين، هو أن أقدم كل ما أملكه من جهد ومعلومات، ألا أبخل بشيء، وبهذه الطريقة أضمن أن يكون وجودي مرحباً به وموضع ثقة”.
وفيما إذا كان يجد أن من الأفضل للفرد ألا يكتفي بالبقاء في مكان عمل واحد بل الانتقال الى مؤسسات أخرى إذا ما سمح له الأمر بذلك، يقول: “يعتمد ذلك على الشخص وما يبحث عنه. يمكن للبعض أن يطوروا أنفسهم ضمن المؤسسة الواحدة وفي أكثر من مجال، يساعد في ذلك إذا كانت المؤسسة كبيرة وإمكانية التطور فيها ممكنة. ويمكن لآخرين لمن يجدون بأنفسهم الكفاءة والخبرة اللازمتين، التوسع الى عمل قد يكون أكثر فائدة وربحاً. جميع الناس مبدعون بشكل أو بآخر، لكن قد يفتقر البعض الى طريقة إظهار ذلك. الأمر برمته معتمد على إدراك الشخص لقدراته وقابليته، سواء من الناحية المعرفية أو الاجتماعية والاقتصادية”.
حاورته: لينا سياوش