تحقيق حكومي يثير الجدل حول ما إذا كان الرجال يحظون بفرص أقل من النساء في السويد
الكومبس – ستوكهولم: أثار تحقيق قدمه محقق حكومي سويدي حول مدى مساواة " الرجال بالنساء " في بعض قطاعات العمل في البلاد، أثار الجدل من جديد حول ما إذا كان الرجال في هذا البلد، لا يحظون بنفس الفرصة التي تحظى بها النساء، بحسب ما يعتقد "البعض"!
فقد قدم المحقق سفيند داهل، الخميس 13 شباط ( فبراير ) الجاري، خلاصة تحقيق قام به الى وزيرة المساواة السويدية ماريا أرنهولم، أفاد أن المزيد من الجهود يجب أن تُبذل لجذب الرجال الى المهمن التي تسيطر عليها النساء.
وكان المحقق كُلف من قبل الحكومة بعمل دراسة حول "الرجال والمساواة"، أستقصى خلالها القضايا التي تخص العدالة المتوفرة للرجال، حيث ركز المحقق بشكل كبير على قضايا التعليم.
وقال التحقيق إنه على الرغم من التحسن الملحوظ في العلامات الدراسية للتلاميذ الذكور العام الماضي، الا ان الفتيات لا زلن متقدمات على الذكور في العلامات المدرسية التي يحصلون عليها، في الوقت الذي كانت تراجعت فيه علامات الذكور في جميع المواد الدراسية تقريباً.
وذكر التحقيق أن الهيئات التعليمية لا تفعل شيئاً يُذكر لتعزيز درجات التلاميذ الذكور، وقال إن الكثير من الرجال العاملين في القطاع الصناعي مثلاً، سيصعب عليهم إيجاد فرص عمل في القطاعات التقليدية التي تهيمن عليها النساء، كالتربية والتعليم.
آراء
تتفق المعلمة صبا يونس مع ما خلص به المحقق سفيند داهل من ان قطاع التربية والتعليم، تسيطر عليه النساء، وهذا واضح من عدد المعلمات والمربيات النساء في المدارس بالسويد، مقارنة بعدد المعلمين الرجال.
وتعتقد يونس في حديث لـ "الكومبس"، ان النساء بشكل عام يوصفن بإنهن إجتماعيات أكثر ويتمتعن بصبر أكبر من الرجال، وهذه أهم الشروط التي يُفضل توفرها لدى المعلم.
الا ان المشرف التربوي محمود فرج، يرى في حديث لـ "الكومبس" ان المدارس يجب ان تضم المعلمين من النساء والرجال، كون الطالب يقضي وقتاً طويلاً في المدرسة مع معلميه، وربما أكثر من الوقت الذي يقضيه مع والديه، الأم والأب، لذلك هو بحاجة الى بيئة مدرسية مختلطة من المعلمين والمعلمات.
ويعتقد فرج أن من المهم للطلبة، بنات وصبيان، ان يتعلموا الطرق المختلفة التي يفكر فيها النساء والرجال، وليس من طريقة أنسب وأكثر طبيعة لفعل ذلك غير توفير بيئة تعليم مختلطة ومعلمين من كلا الجنسين.
الطلبة
بعض الطلبة يفضلون المعلم الرجل على المعلمة المرأة، ويرى البعض الآخر العكس، فيما لا يختلف الأمر عند فريق ثالث.
تقول كارين حليم، وهي طالبة في الصف السابع، أشعر براحة أكبر عند الحديث الى معلمتي عن الأمور التي تحصل معي في المدرسة مع زميلاتي، كما يمكنني الحديث إليها عن مواضيع أخرى لا تتعلق بالمدرسة وهذا ما يصعب علي فعله مع المعلم الرجل.
وبإبتسامة، تضيف حليم في حديثها لـ "الكومبس"، أن المعلمين الرجال في العادة أكثر صرامة من المعلمات النساء، لذلك تراهم يدرسون المواد العلمية المعقدة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، فيما تدرس المعلمات المواد الإجتماعية.
وتبدو تارا فادي، طالبة الصف التاسع، محايدة في رأيها بما يخص المعلمين الرجال والنساء، اذ تقول في حديث لـ "الكومبس"، إنها لا تواجه صعوبات في التواصل مع كليهما، المعلم الرجل او المعلمة المرأة، ورغم إنها تتفق مع زميلتها كارين في أن معلميها الرجال أكثر صرامة من معلماتها النساء، الا انه من الصعب إعتماد ذلك كقاعدة.
توضح تارا، قائلة: يدّرسنا معلم لطيف ومتسامح أكثر من المعقول، ما يضطرني في بعض المرات الى التدخل، لحمايته من مشاغبة زملاءي في الصف وتملصهم من الحصة التي يُدرسها لإعذار واهية.
لينا سياوش
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر