تنظيم مخالفات وقوف السيارات بين المتاعب وواجبات المهنة

: 9/6/13, 8:19 PM
Updated: 7/10/23, 11:51 PM
Alkompis - الكومبس

الكومبس – مغترب ومهنة: ما هي أكثر المهن التي يعمل بها المهاجرون في السويد؟ وكيف يتأقلم المهاجر معها؟ ما طبيعة هذه المهن وخصوصياتها، من ناحية الصعوبات والإيجابيات؟ ما هي المفارقات التي قد تحدث مع المهاجرين أثناء عملهم؟ هذه الأسئلة وغيرها، سيحاول موقع "الكومبس" إلقاء الضوء عليها، من خلال سلسلة مقابلات مع شخصيات مهاجرة بمهن مختلفة، تحت عنوان: "مغترب ومهنة".

الكومبس – مغترب ومهنة: ما هي أكثر المهن التي يعمل بها المهاجرون في السويد؟ وكيف يتأقلم المهاجر معها؟ ما طبيعة هذه المهن وخصوصياتها، من ناحية الصعوبات والإيجابيات؟ ما هي المفارقات التي قد تحدث مع المهاجرين أثناء عملهم؟ هذه الأسئلة وغيرها، سيحاول موقع "الكومبس" إلقاء الضوء عليها، من خلال سلسلة مقابلات مع شخصيات مهاجرة بمهن مختلفة، تحت عنوان: "مغترب ومهنة".

ضيف " الكومبس " في هذا الجزء هو السويدي من أصل سوري هانيبال أفريم، الذي يعمل كمراقب لمواقف السيارات ( Parkeringsvakt أو Trafikövervakare ).

قليل من سائقي السيارات يرغبون حتى بمشاهدة مراقب مواقف السيارات، والعديد منهم يستعيذون بما يؤمنون به، عندما يرونه، وقد وصل في وقت غير مناسب، لتحرير مخالفة "تقصم الظهر" كما يقول البعض. لكن هذه المهنة وعلى الرغم من صعوباتها والمتاعب التي يواجهها كل من اختار العمل بها، هي مهنة ضرورية، لتنظيم مواقف السيارات، خاصة على أطراف الطرقات، وهي ضرورية لمنع الفوضى، إضافة إلى فوائدها الاقتصادية. هانيبال واحد من العاملين بهذه المهنة منذ عدة سنوات:

يقول هانيبال لـ " الكومبس " إنه قدم إلى السويد من لبنان في العام 1978 حين كان في الرابعة عشر من العمر، وأعادوه إلى لبنان بعد أربع سنوات، لكنه عاد مجددً إلى السويد ليتابع دراسته الثانوية فيها.

عمل هانيبال في أربع مهن مختلفة.

وهو من مواليد مدينة القامشلي في سوريا عام 1964. وعاش في لبنان منذ العام 1975 حتى يوم سفره.

ماذا كان سبب سفرك الى السويد وكيف كانت البدايات؟

عشت في لبنان لمدة ثلاث سنوات، ثم اندلعت الحرب، وكان من الصعب حينها الحصول على جواز سفر سوري، كمواطن سوري موجود في لبنان. فحصلت على جواز سفر لبناني وسافرت به إلى فرنسا لأبقى فيها شهرين، ونجحت بالوصول إلى السويد بعد المحاولة الثانية. ثم بقيت في السويد لمدة 4 سنوات إلى العام 1981 حيث تعلمت السويدية بطلاقة ودخلت الثانوية. ليأتيني قرار الطرد بحجة عدم وجود مشاكل أو حرب في سوريا. وعانيت من المشاكل حينها. أذكر أيضاً حينها زارنا رئيس الوزراء أولوف بالمه في بيوت اللاجئين أثناء الحملة الانتخابية عام 1981 قبل أن يتم اغتياله في العام 1982.

كيف تمكنت من العودة مجدداً إلى السويد؟

بمساعدة صديقتي، عدت بعد شهر واحد، وتابعت دراستي المهنية لمدة سنتين بإختصاص تصليح راديو وتلفزيون.

أتيت صغيراً نسبياً إلى السويد، هل كان اندماجك بالمجتمع سهلاً؟

بحكم عمري، كان قبولي للمجتمع سريعاً، فجميع أصدقائي كانوا سويديين، وكنت مرتاحاً جداً، ولم أشعر بالغربة بينهم. ساعدوني في تعلم اللغة بطريقة لطيفة جداً، ووجدت تقبلاً من أصدقائي والمعلمين، ولم أجد أبداً أي نوع من العنصرية في فترة الدراسة أو بعدها.

وكيف بدأ مشوارك المهني؟

عملت لثلاث سنوات بتصليح الراديو والتلفزيون، لكنني وجدتها مملة، فأنا أحب الطبيعة والتعامل مع الناس. وأفضّل العمل خارج الأماكن المغلقة. وعملت بعدها في تغيير قطع السيارات لثلاث سنوات أيضاً، وبعدها مع شركة توزيع إعلانات لمدة عام. وأخيراً اشتغلت مع بلدية Sundbyberg كمراقب لمواقف السيارات منذ العام 1990 لحد الآن.

ماهي الإيجابيات الموجودة في مهنتك؟

حبي للعمل خارج الأماكن المغلقة ومقابلة الناس والتحدث معهم، جعلني أتعلق بالمهنة بشكل كبير. وبحكم عملي في هذه البلدية لمدة طويلة، فأكثر من نصف سكانها يعرفونني، ويعرفون كيفية تعاملي مع مرتكبي المخالفات وحل المشاكل في لحظتها. فتعلمت أنه يجب حل أي مشكلة بسرعة وضمان سلامة السير وإرضاء سائق السيارة. فهدفنا ليس مخالفة الناس بل التفاهم معهم وتنظيم السير، ما ينعكس على كل البلدية.

إن العمل برأيي مع البلديات (kommuner) أفضل من العمل مع الشركات الخاصة. فكل حقوقنا مضمونة، من ساعات العمل للإجازات. ولم أشعر في يوم من الأيام بأن المدير هو أعلى مرتبة مني. حتى ينظمون زيارات لنا كل فترة، نمارس الرياضة ونخرج إلى المطاعم، بالإضافة إلى ساعات تدليك (مسّاج) مجانية من البلدية للعاملين في مجالنا.

DSCF9998.JPG

هل يوجد صعوبات كثيرة في هذه المهنة، أو مشاكل واجهتك؟

أولاً، صعوبة الطقس وبرودته، فنحن نعمل حتى عندما تكون الحرارة -20 درجة مئوية، لكن لباسنا في العمل واق بشكل جيد، فلا نقلق بهذا الشأن. أما المشاكل فلم تواجهني صراحة من سائقي السيارات، بل من رجال الشرطة أحياناً.

حدثنا عن إحدى المشاكل التي حدثت معك؟

كانت في العام 1998 حين نظمت مخالفة في إحدى السيارات الخاصة المركونة بطريقة غير قانونية، ليأتيني أحد رجال الشرطة بلباس مدني وأظهر لي بطاقته طالباً مني إلغاء المخالفة في لحظتها، فقلت له إن كنت بمهمة لن أخالفك، لكنه كان خارج الدوام، فقلت له سأكتب المخالفة، ويحق لك الإعتراض. ليأتيني تبليغ من الشرطة بعد فترة للتحقيق، بأني خالفته ظلماً، فتم حل المشكلة في قسم الشرطة. ولم أكن خائفاً وقتها، فنحن نطبق القانون والبلدية تحمينا.

تقابل الكثير من الناس يومياً، حدثنا عن موقف طريف حدث معك في العمل؟

كتبت مخالفة في أحد الأيام، لسيارة كانت مركونة في مكان غير قانوني. وعندما يريد أحدهم الاعتراض على المخالفة يقدمه لهيئة المرور أو الشرطة ويتحول بالتالي إلى البلدية التي تعيده إلينا، لإعادة النظر في المخالفة. فقرأت النص لصاحب المخالفة بما معناه: "أتيت من المنطقة "الفلانية" التي تبعد ساعة ونصف وكنت أشعر برغبة شديدة في التبول، حتى الانفجار، فاضطررت إلى ركن السيارة والتبول في أقرب شارع ضيق أراه، الرجاء تفهم موقفي، لا أريد مخالفة القانون، لكن لم يكن لدي خيار آخر، أرجو التفهم" فأنفجرت ضاحكاً وألغيت مخالفته.

تعيش في السويد منذ مايقارب الخمسة وثلاثين عاماً، ماذا تحب أن تضيف أو تنصح القادمين الجدد؟

بالنسبة لي لم أشعر بالمعاملة بأني أجنبي أبداً، ولم يعاملني أحدهم بتفرقة، ربما لأني تأقلمت بشكل سريع بحكم قدومي وانا في سن الرابعة عشر، وتقبلت المجتمع وأشعر أنه يناسبني. وأكبر نصيحة لكل مهاجر يريد البقاء في السويد أن يحاول تعلم اللغة، وأن يعثر على عمل. فيمكن لأي منا أن يحافظ على أسلوبه وعاداته ويتماشى مع المجتمع السويدي بنفس الوقت. لا تنتظر المساعدة من أحد، بل اعتمد على نفسك كي تنجح في هذا البلد. ولا تشعر بالضعف بأنك لم تجد عملاً فهناك الكثير من السويديين، لا يملكون عملاً حتى! فعليك التحلي بالأمل وأن تكافح من أجل النجاح في المستقبل.

DSCF9992.JPG

معلومات:

· يتطلب العمل كمراقب لمواقف السيارات ( Parkeringsvakt أو Trafikövervakare ) الشهادة الثانوية، وإجادة اللغة بشكل جيد، وشهادة قيادة سيارة.

· يأهلك هذا لدورة في قانون السير، تدفع البلدية تكلفتها ومدتها خمسة أسابيع.

· هناك أيضاً دورات تحديثية كل فترة، تسمى fortbildning أو تعليم تكميلي، في حال صدور قوانين جديدة، أو حين تتغير الإشارات من فترة إلى أخرى.

نادر عازر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.