دلالات انعقاد “لجنة الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين” في ستوكهولم

: 5/21/16, 10:24 PM
Updated: 5/21/16, 10:24 PM
دلالات انعقاد “لجنة الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين” في ستوكهولم

الكومبس – خاص – تحقيقات: اختارت “لجنة الأمم المتحدة للدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف” العاصمة السويدية ستوكهولم مكانا لانعقاد مؤتمرها، يومي 19 و20 مايو/أيار، المؤتمر ركز على برنامج التنمية الفلسطينية ومسائل التنمية المستدامة، وربطه ببرنامج التنمية الدولية حتى العام 2030. وذلك بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية العالمية والعربية.

حيث ساهم 7 سفراء قدموا من الأمم المتحدة في ادارة الحوارات خلال يومين، كما حضرت شخصيات فلسطينية من أبرزها، الدكتور ابراهيم الشاعر وزير التنمية الاجتماعية في السلطة الوطنية الفلسطينية، الدكتور رياض منصور ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السيد داوود الديك نائب وزير التنمية الاجتماعية، الدكتور سعيد أبو علي نائب الأمين العام للجامعة العربية، السيد بلال قاسم ممثل المجلس الوطني الفلسطيني لدى حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى السفيرة الفلسطينية في ستوكهولم هالة حسني فريز، وعدد من أفراد السفارة.

السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لـ الكومبس: السويد هي إحدى أكبر الدول التي تدعم فلسطين في كافة المجالات

وعن سؤال “لماذا ستوكهولم ” هي مكان لانعقاد مؤتمر لجنة الأمم المتحدة لدعم الحقوق الفلسطينية، أكد رياض منصور السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة على أن العاصمة السويدية يمكن أن تكون المكان المناسب للحديث عن مسائل التنمية الفلسطينية المستدامة وهذا يأتي في لحظة تاريخية مهمة حيث أن الامم المتحدة اعتمدت في نهاية العام الماضي بعد مفاوضات استمرت سنتين ما يسمى SDGs وهي 17 هدافا للتنمية المستدامة وحددت ما يسمى برنامج التنمية للعام 2030 وهذا برنامج دولي.

وجود وفد فلسطيني يضم وزيرا لنتكلم عن برنامج التنمية تحت الاحتلال وربط البرنامج الوطني الفلسطيني بالبرنامج الأممي للعالم والذي يدعى أجندة 2030 يعتبر أحد العوامل المهمة لكي تكون ستوكهولم المكان المناسب، هذا من جانب ومن جانب آخر السويد هي إحدى أكبر الدول التي تدعم فلسطين في كافة المجالات بما فيها وكالة “الأونروا” ولأن السويد ايضاً اعترفت بدولة فلسطين، هذا شيئ اضافي على اننا نعقد في هذا المكان في دولة اوروبية مهمة رفعت الراية لتلحق بها دول اوروبية غربية اخرى لتعترف بدولة فلسطين

20160519_200111_001 (1)
من اليسار: السفيرة الفلسطينية وزير التنمية الاجتماعية عضوة البرلمان السويدي سفير فلسطين في الامم المتحدة رئيس لجنة القدس

كما ان هذا نوع من التقدير لدور السويد على هذه الخطوة و خاصة ان السويد عملت على ترشيح نفسها في مجلس الامن والانتخابات ستتم في 28/6 الشهر القادم و لذلك لكل هذه الاسباب نحن موجودين الان في ستوكهولم. لاننا نقدّر ونشكر اصدقائنا و نعرف ما هي السويد نتذكرها دائماً حتى و نحن صغار من خلال شخصيات مثل: الكونت فولك برنادوت ، داغ همرشولد، أولوف بالمة ، وهؤلاء نموذج عن الاصدقاء الذين كانو دائماً يتمنون الخير ويطلبون العدالة للشعب الفلسطيني.

_هل السويد ستحصل على عضوية مجلس الأمن برأيك من البوابة الفلسطينية وتتلقى دعم الدول العربية والإسلامية ودول أخرى؟

_هم سيحصلون على العضوية في مجلس الامن لأن السويد دولة محترمة ومواقفها واضحة وتدعم العدالة والمسائل النبيلة التي يحترمها العالم ولذلك هذا هو اتجاهها ومن ضمن هذا الاتجاه انها استثمرت في السلام من خلال الاعتراف بدولة فلسطين كما تستثمر في برنامج التنمية واستثمرت في حملة انقاذ حل الدولتين، وبطبيعة الحال لان هناك تأييدا كبيراً للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة

أموال الدول المانحة للتنمية أم لتسيير الأمور فقط

وفي سؤال عما إذا كان هناك تنمية مجدية فعلا لفلسطين وهي تحت الاحتلال، وما هي طبيعة الشروط التي تفرضها الدول المانحة؟ أوضح السفير رياض منصور أن الفلسطينيين لا يشككون بنوايا الدول المناحة حول هدف منحهم المساعدات للفلسطينيين، لكنه أكد على استحالة وجود برامج تنمية فعالة في ظل الاحتلال، وأن التنمية هنا تهدف إلى تعزيز قدرات الشعب الفلسطيني لتمكينه من الصمود، أي المقصود هو برنامج تنموية لمقاومة الاحتلال انهائه، التنمية الحقيقة والفعلية هي بعد الاستقلال وبعد استرجاع سيطرتنا على مياهنا واجوائنا ومواردنا. نحن نشكر الدول المانحة لتقديمها جزء من احتياجات الشعب الفلسطيني، لكننا لا نستطيع التعايش إلى الأبد مع الاحتلال

وزير التنمية الاجتماعية إبراهيم الشاعر: نحاول انتهاج تنمية من نوع خاص

“صلب الحديث ضمن هذه اللجنة الدولية وفي هذا المؤتمر يتركز على استحالة إقامة تنمية طبيعية مع وجود الاحتلال، ولكن لا يمكن ان نيأس وان نعلق عدم تقديم شيء لشعبنا على شماعة اسمها الاحتلال. نحن نجمع بين معركتين، معركة العمل على استرداد الأرض ومعركة التنمية، ولكن التنمية ليس بالطريقة التقليدية، لأنها صعبة ولا تناسب وضعنا الاستثنائي، تنمية إبداعية في ظل وضع غير مألوف، تعتمد بالرجة الأولى عل تعزيز صمود شعبنا.

_هل هناك محاذير من الوصول إلى اقتصاد تابع؟

اقتصانا الآن واقع تحت الاحتلال فهو مرتبط به، لأنه يسيطر على المعابر وعلى الموارد وعلى الثروات وعلى الأرض إضافة إلى لأن اقتصادنا مرتبط أيضا باتفاقيات مع الاحتلال فرضها الواقع علينا، ولكن يجب أن لا يكون كل ذلك ذريعة لعدم خدمة المجتمع الفلسطيني.

_ما المقصود بمهام وزارة التنمية الاجتماعية؟

“تم تغيير الاسم من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة التنمية الاجتماعية بعد أن لاحظت ارتفاع نسب الفقر والبطالة على الرغم من صرفت أموال كمساعدات للعائلات بدون جدوى، ووجدنا أن تمكين المواطن من خلال مشاعته على إقامة مشاريع صغيرة هي الطريقة الأفضل، مشارع من باب التنمية المستدامة تكون بسيطة وتخرجه من قوائم المساعدات.

والسبب أن مال المساعدات هو مورد متقطع وتحكمه السياسة والظروف الدولية، فلا بد من خلق نواة صلبة عن طريق الاعتماد على الذات وحماية النسيج والامن الاجتماعي

_ما هي أسس التنمية الخاصة التي تعتمدون عليها؟

يجب أن نوفر للمواطن حماية اجتماعية وعيش كريم، ضمن معادلة تضمن التوازن بين ما هو متاح من موارد وبين تحقيق هدف العدالة الاجتماعية. ما هو متوفر لدينا الآن هو إيرادات انتاج ضعيفة جدا إلى جانب ايرادات الضرائب والاموال من الخارج، وما نسعى له هو إعادة توجيه لهذه الموارد

_وماذا عن الموارد الزراعية والسياحية؟

الأولوية الكبرى لنا هو التخلص من الاحتلال واسترجاع الأرض والموارد والحدود وإمكانية الاستثمار في السياحة والزراعة تبقى محدودة طالما بقي الاحتلال. وهذا ما نسعى لإيصاله عبر مثل هذه الفعاليات للأصدقاء والدول الأخرى، وأحيانا ننجح وأحيانا لا ننجح في توصيل هذه الرسائل

السفيرة الفلسطينية: اسم اللجنة وعملها يؤكد على حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف

“انعقاد هذه اللجنة في السويد أمر مهم لفلسطين وللسويد، كان هناك فرص كبيرة للتباحث مع السياسيين والخبراء والمجتمع المدني فيما يخص التنمية الفلسطينية وإظهار الصعوبات التي تواجهنا مع بقاء الاحتلال، وكذلك موضوع الموائمة بين الخطة الفلسطينية واهداف التنمية العالمية 2030

استمعنا لمداخلات عديدة لدعم فلسطين خاصة فيما يخص التنمية واستعادة الحقوق غير القابلة للتصرف والمقصود هنا هو: تقرير المصير والاستقلال وحق العودة، وهي حقوق ليس فقط فردية بل جماعية أيضاً”

إضاءات على بعض المشاركات بالمؤتمر

مشاركة من القدس عبر السكايب:

نور عرفه تحدثت من القدس عبر “سكايب” ولفتت نظر الجميع في مداخلتها التي شخصت فيها واقع الحال الفلسطيني تحت الاحتلال، وقدمت تصورات عملية للمجتمع الدولي للقيام بمبادرات تساعد الشعب الفلسطيني.

منسق الأمم المتحدة أرقام إحصائية عما يتكبده الاقتصاد الفلسطيني

روبرت بايبر منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط وحقوق الانسان، والمقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قدم جردا احصائيا لما يخسره الاقتصاد الفلسطيني يوميا جراء الاحتلال الاسرائيلي.

مداخلات من بعض السفراء

مداخلة السفير الكيني لفتت النظر الى ما قاله عن أن الدعم المادي للفلسطينيين لن يؤدي الى التنمية المنشودة ما لم يكن هناك تحرك جاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

مداخلات سريعة أيضا من عدة سفراء بينهم سفيرة تونس وسفير لبنان.

سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة، انتقد بشدة دور مجلس الأمن في منع الحديث عن القضية الفلسطينية ولا حتى السماح بإصدار بيان صحفي، أما بالنسبة للقضايا التي تخص دول العالم فكل شيء حولها مسموح به على حد قوله.

اليوم الثاني

الأستاذة حنان الحروب الفائزة بجائزة أفضل مدرس في العالم، شاركت عبر السكايب بمداخلة، تناولت فيها أهمية دور المعلم في فلسطين وفي العالم، كما تحدثت بإسهاب عن معاناة الطلاب الفلسطينيين في ظل الاحتلال وعن أهمية وضرورة قيام المجتمع الدولي بدعم المدرس الفلسطيني كي يتفرغ لمهنة التدريس ولا يحتاج الى عمل أخر لسد نفقات معيشته.

المداخلة الثانية كانت للبروفسورة جنفر أولمستد مدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة “درو” في نيوجيرسي تناولت فيها دور المرأة الفلسطينية وحقوقها في المجتمع الفلسطيني. كما قدمت مقاربة لمعاناة المرأة والطفولة في الشتات وخصوصا في مخيمات لبنان حيث يحظر العمل على الفلسطيني بقوة القانون.

المداخلة الثالثة كانت للسيدة جيسكا ديفاني مخرجة فيلم “Speed sisters ” الذي يحكي قصة فتيات فلسطينيات يمارسن رياضة قيادة سيارات السباق (رالي). وقد تم عرض الفيلم في بداية جلسة بعد الظهر بمشاركة رئيس فريق الفتيات السيدة ميسون جيوسي والتي قدمت بعد العرض شرحا لكل مراحل التصوير وما تعرضت له السائقات من معوقات في تنفيذ العمل وصلت الى حد اصابة احداهن اصابة مباشرة بقنبلة دخانية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي استوجبت نقلها الى المستشفى. كما أجابت ميسون على أسئلة الحضور التي تناولت جوانب مختلفة حول العمل اجملاً.

آخر المداخلات كانت لرجل القانون الأستاذ راجي الصوراني الذي أسهب في وضع صورة ما يعانيه الفلسطيني في طول البلاد وعرضها وركز على مأساة قطاع غزة، بعد ثلاثة حروب مدمرة طالت جل مناحي الحياة بشرا وحجرا ومؤسسات ذاكرا أسماء عائلات بأكملها لم تعد بين الأحياء وقرابة النصف مليون مشردين بلا مأوى بفعل الدمار الذي خلفته تلك الحروب على القطاع بما في ذلك منطقة الشجاعية التاريخية. كما أشار الى الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ قرابة العشر سنوات

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.