رجل الأعمال علي الأميري: لا نجاح بلمح البصر والسويد أرض خصبة للمشاريع
الكومبس – خاص: الفشل مجرد لوحة كتب عليها ” ليس من هذا الاتجاه ”، ولكن البعض يقرأها توقف!
هذا ما يؤكده رجل الاعمال الناجح السيد علي الأميري، الذي يرى أن للإنجاز لذة ورائحة تنعش الحواس المرهقة بطول ساعات العمل والغربة، لتستشعر القوى الذاتية وتكتشف ان الإنسان أقوى مما يطن المرء.
من يقول ان الأجانب متقاعسين ولا يعملون ويستمرون بالاستفادة من المساعدات الاجتماعية دون عطاء، ليقرأ معنا هذا الحوار، الذي يسطر قصة نجاح رجل عراقي مغترب، أتى الى السويد منذ اكثر من 16 عام ليتحدى كل عقبة تحول دون وصوله لهدفه ويكون صورة مشرفة للمغترب العربي وصاحب شركة كبيرة لتجهيز المحال والمطاعم والمقاهي بأجهزة التبريد والصيانة اثنى عليها وزير الهجرة توبياس بيلستروم اثناء زيارته لها.
كيف كانت بداية خطواتك في سوق المال والأعمال في السويد؟
أتيت الى السويد قبل اكثر من 16 عاماً، وكنت اخطط ان افتح شركة بنفس مجال عملي في بلدي العراق وهو مشاريع التبريد كبيرة الحجم الخاصة بالشركات والمحلات الكبيرة، وكان لدي خبرة عشر سنوات سابقا في شركة قمت انا ايضا بتأسيسها، واردت الاستمرار بنفس المجال هنا ايضا، وبما اني خريج معهد تكنلوجيا الكهرباء في بغداد وضعت نصب عيني هدف معين، ومنهجت حياتي على أساسه وبدأت السلم من أوله، درست الـ SFI وحصلت عليها في عشرة اشهر بعدها قمت بمعادلة شهادتي واستكمال دراستي هنا.
هل يوجد ما انصدمت به بعد وصولك للسويد؟
اندهشت من جمال الطبيعة الباهر والجو المعتدل صيفا وكل شى إيجابي وجميل ولم استمع لمن يقول عكس هذا لاني لم أكن مستعدا لأي تثبيط لعزيمتي. كل نظرية تقضي بالناس الى طريق مسدود هي نظرية خاطئة لانه مهما ساءت الظروف فهنالك شي يمكن عمله.
يتحدث الجميع عن حاجز اللغة وان من يأتي للسويد يبدأ حياته العلمية من الصفر كأنه طفل وبالتالي يعوق دون حصوله على عمل ما رأيك؟
فكرة ان اللغة حاجز لايمكن تجاوزه، يضعها الشخص الذي لايريد أصلا ان ينجح في حياته، فالعقل البشري مستعد ومهيأ لتعلم اكثر من لغة ولكن هنالك من يبحث عن حجة ويختار الحل السهل وهو الاستسلام. برأيي ان مصير الانسان هو من صنعه وهو من يرسم مستقبله فهو ان أراد يستطيع عيش حياة سعيدة ويبدأ بالتخطيط لها او يمكنه الاستماع للأشخاص الخطأ والتأثر بهم ولكن لابد ان يعرف القادم للسويد بانه من غير الممكن لأي شخص النجاح والاندماج في هذا البلد بدون معرفة لغته.
ماهي شروط النجاح الى جانب اللغة برأيك؟
النجاح ليس بالضرورة ان يكون صاحبه يملك شركات كبيرة او ثروة طائلة بل من الممكن ان يكون الناجح موظفا بسيطا ولكنه ناجح في عمله. وبرأيي اهم شروط النجاح هو الصدق يعني ان يكون الانسان صادقا مع نفسه ومع الآخرين وبالتالي يكسب ثقة الناس، ثم التخطيط هو شرط أساسي أيضاً وضع خطة طويلة الأمد وأخرى قصيرة يختصر فيها مسافة طويلة من الجهد ومعرفة الهدف هي نصف الطريق، الشرط الثالث هو الكفاح والتضحية لابد للإنسان ان يكافح من اجل فكرته وهدفه وقد يضطر للتضحية بأشياء كثيرة مثل وقته مع أفراد عائلته وعلى حساب راحته أيضاً والعمل لساعات طويلة وآخر شرط هو الجرأة. هنالك قول مفاده ( فاز بالملذات من كان جسورا ) وهذا يعني الانسان لابد ان تكون لديه روح المخاطرة ليكتشف أفق نجاح ابعد مما كان يتوقعه .
هل ورثت المهنة من ذويك ام انك توصلت اليها بخبرتك؟
لم أرث المهنة ولكني كنت طموحاً منذ البداية وبدات بمشروع صغير ومن ثم طورته وكبرته. اول خطواتي في السويد كانت في العام 1997 حيث كنت اتواصل مع مكتب العمل اثناء دراستي وابحث سبل فتح شركة خاصة بي وتواصلت مع شركة تدعم فتح الشركات الجديدة وبحثت في الشروط الواجب توافرها لفتح شركة .
لماذا لم تعمل كموظف في البداية لتاخد أكبر كمية من المعلومات وتكتسب الخبرة ثم تفتح شركة خاصة بك؟
كنت اخطط من البداية ان ابدا كصاحب عمل لانه سبق لي ادارة مشروع في العراق وقمت بمشاريع كبيرة مثل مخازن تبريد كبيرة لوزارة التجارة، تكييف مركزي لدائرة من الدوائر التابعة لوزارة النفط، لذلك رأيت اني قادر على تحمل المسؤولية، فقمت بدراسة للمشروع وقيمت ان السوق بحاجة لمجال عملي وبحثت في المواصفات المطلوبة والمتعارف عليها داخل هذا السوق ثم حصلت على رخصة مزاولة العمل في الكهرباء ودرست التبريد في هلسنبوري ، كنت ادرس من الثامنة صباحا حتى الحادية عشر ليلا لان هدفي كان الحصول على رخصة التبريد والكهرباء لاتمكن من فتح مشروعي الخاص ورفضت العمل في وظيفة كانت متوفرة فور اكمالي الدراسة لايماني باني قادر على فتح شركة خاصة بي.
إذا حدثنا عن بداية شركتك الخاصة!
كانت شركة بسيطة جدا راس مالها 5000 كرون ومكانها في قبو البناية التي كنت اسكن بها واشتريت اول عدة عمل من المزاد عام 1999 بسعر خمسين كرون وبدات ابحث عن زبائن ولحسن الحظ كان الكثير من اصحاب المحال هم من العرب وقدمت نفسي كصاحب شركة تبريد مجازة من مجموع 800 شركة في كل السويد وكنت اعمل بسعر منخفض لاكسب ثقة الناس ومعرفتهم بي وكان مدخول الشركة 300 كرون الف سنويا ومن ثم ياتي التطور نتيجة تلقائية للعمل الجاد ويصبح الربح امر مسلم به وليس هدف لانه لابد من عدم خلط الطموح بالطمع وفي عام 2001 اصبح لدي أول موظف.
لماذا اصبح اسمك اليكس بدلا من علي؟
غيرت أسمي لانه ليس من السهل استقدام الزبون السويدي ليسلم عمله الى شخص اجنبي لايعرفه وهو ليس لديه سببا مقنعا للثقة قبل ان يجرب بنفسه ان الكس هو نفسه علي وهو جدير بالعمل معه ومع هذا لم اجعل هذا عائقا بل بالعكس انا متعايش ومتصالح مع امكانية رفض السويدي لي وهذا هو الفرق بيني وبين الشخص السلبي.
هل تعتقد ان السويد تخلق بيئة عمل ملائمة؟
اعتقد ان السويد ارض صلبة للتخطيط لغاية عشرين سنة قادمة بدون مطبات وهذا هو الفرق عن بلدنا لانعرف مايمكن ان يحدث فجاة قد يرتفع سعر الدولار او يختفي الحديد.
ماذا تقول للقادمين الجدد الى السويد؟
اقول لهم انه لانجاح بلمح البصر، اتمنى ان يغير العرب الصورة النمطية المأخوذه عنهم وان لايتأثرون الا بالنماذج الناجحة ولا يستمعون للنصائح السلبية لابد من أن يكون المرء مستقلا برأيه.
الى ماذا يسعى الانسان برأيك بعد تحقيق هدفه؟
لا اعتقد ان هناك هدف نهائي بل ان امنيات الانسان تخضع للتجديد والتحديث فما كنت اطمح اليه سابقا حققته الان ورفعت سقف طموحي للأعلى، اصبحت الان مبيعات الشركة تصل الى 14 مليون كرون وتوسعت الشركة الى ثلاث اقسام وافتتحنا مصنع للصمون العراقي ونزل المنتج الى الاسواق وحاز على رضا المستهلكين.
زينب وتوت – مالمو ( الكومبس ).