سوريون مقيمون “رسميّا” في السويد يُمنعون من دخول لبنان والسفير اللبناني في ستوكهولم يوضح

: 3/26/16, 10:03 AM
Updated: 3/26/16, 10:03 AM

الكومبس – ستوكهولم: لم يكن علاء عسكر المقيم في السويد، منذ أكثر من سنة، يعلم أن الهدايا التي كان اشتراها لأمه وزوجته وطفليه، والأفكار التي خطط لها، لجعل عطلته معهم سعيدة وناجحة، ستذهب كلها في أدراج الرياح، من دون أي سبب مقنع!

في الخامس من مارس آذار، قطع تذكرة إلى لبنان، لرؤية عائلته التي حرم منها بعد رحلة لجوئه إلى السويد خلال السنتين الماضيتين، حيث أتفق مع زوجته ووالدته وأفراد الأسرة، على أن يلتقوا في بيروت.

يقول إنه سمع عن بعض القرارات المتعلقة بدخول السوريين إلى لبنان، فقرر قبل سفره أن يتأكد من الأمر، وهاتف لأجل ذلك السفارة اللبنانية في ستوكهولم، التي أكدت له أن كل ما يحتاجه فقط هو عنوان مفصل لإقامته في لبنان، وتذكرة الطائرة ذهاباً وإياباً ومبلغ مالي لا يقل عن ألف دولار.

وعلى هذا الأساس بدأ علاء رحلته إلى بيروت عبر مدينة اسطنبول، وكله أمل في رؤية الأهل والأحباب هناك لاسيما ابنه وابنته، اللذين لم يرهما منذ مدة.
أسئلة غير متوقعة

على شباك تدقيق الجوازات في مطار رفيق الحريري الدولي، تفاجئ بتوجيه الموظف المسؤول لبعض الأسئلة غير الاعتيادية له حسب وصفه، لا تتعلق فقط بالتفصيل الممل لمكان الإقامة فحسب بل تعدت إلى التدقيق بكل أختام السفر عليه، ومعرفة كيف وصل إلى السويد؟ وكيف كانت طرق لجوئه من سوريا إلى أوروبا؟ كل ذلك مع علم الموظف، أن علاء يحمل إقامةٍ سويديةٍ دائمة لا يختلف اثنان على قانونيتها.

ورغم دهشته من الأسئلة التي اعتبرها غريبة، إلا أنه كان صريحا معه وذكر له كيف وصل إلى السويد عبر تركيا ثم أوروبا عن طريق التهريب، أي بطريقة “غير شرعية” جواب لم يستوعبه موظف تدقيق الجوازات، الذي طلب منه التوجه مباشرة إلى غرفة أخرى، فيها ضابط تابع لأمن المطار.

علاء

علاء

ممنوع من الدخول

يقول علاء: لقد كانت الغرفة مليئة بعدد من المسافرين إلى لبنان، ومنهم من بدت عليهم علامات الإرهاق من طول الانتظار، مؤكداً لنا أنه لم يكن يعرف سبب تواجد هذا العدد الكبير في الغرفة، ليتبن له لاحقا، أن حالات هؤلاء تشبه حالته.

حالةٌ لخصها له الضابط عقب أن دقق في جواز سفره، وذلك بعد ساعتين من الانتظار “منع خلالها من التدخين أو إجراء أي مكالمة هاتفية” بالقول أنت ممنوع عليك دخول لبنان، باعتبارك دخلت إلى أوروبا عن طريق التهريب، مستفسرا منه عن سبب وجود ختم دخول وخروج من تركيا يعود تاريخه إلى قبل حصوله على الإقامة السويدية؟

علاء ناقش أحد الضباط بالقول إن لديه إقامة سويدية، وإنه وحسب القرارات الأخيرة، فأي سوري يسافر إلى لبنان عبر المطار، ومعه إقامة أجنبية صالح مفعولها، يحق له دخول البلد بدون أي فيزا !! فما كان من الضابط إلا أن طلب منه الجلوس وعدم التكلم داعياً أحد عناصره، إلى تجهيزه هو وغيره ممن في الغرفة، لرحلة العودة على الطائرات التي جاؤوا منها!

12119776_1082397588448476_103389186_o

الوثيقة التي جرى تداولها في الإنترنت

الرجوع على نفس الطائرة

موقف لم يستطع علاء استيعابه، لينقل بعد ذلك هو وغيره من المسافرين إلى الطائرة التابعة للخطوط الجوية التركية. يقول الشاب السوري: لم أعرف ماذا أفعل، ربما كنت أحتاج إلى (واسطة قوية) خصوصا أنه سمع كما يدعي الضابط يسأل أحد عناصره خلال وجوده في غرفة أمن المطار، فيما إذا أحد أتصل من أجل إدخال بعض ممن كان معه في تلك الغرفة.

ما تعرض له علاء حاول الاستفسار عنه من كابتن الطائرة التركية قبل اقلاعها، لكن الكابتن، رفض حتى مجرد مقابلته.

عبر علاء خلال تواجده بالطائرة عن اعتراضه مما حصل معه، ببعض الردود الانفعالية حيث صمم على الجلوس في أحد مقاعد الدرجة الأولى غير المخصصة له، ما دفع بطاقم الطائرة إلى استدعاء ضابط أمن المطار، الذي توجه مباشرة إلى علاء بنبرة حادة مهددا إياه بانه سوف يدعسه “بالحذاء” إذا دخل لبنان، بحسب قول علاء.

عاد علاء أدراجه إلى مطار ستوكهولم في نفس اليوم، شعوره بالحزن لعدم رؤية عائلته التي اشتاق إليها كثيراً، وكذلك شعوره بالغضب للموقف الذي تعرض له، وأعتبره مهينا بحقه.

اتصل علاء فور عودته إلى منزله بأحد المعارف في لبنان، الذي وعده بمتابعة الموضوع من خلال شخص يعمل في المطار، قد يساعده في إدخاله إلى بيروت، وبالطبع شوق علاء لعائلته ورغبته في رؤيتها دفعاه مجددا إلى قطع تذكرة أخرى إلى لبنان، بعد حصوله على بعض التطمينات ولكن دون أي فائدة، حيث تم ترحيله مجددا إلى السويد.

السفير اللبناني في السويد

السفير اللبناني في السويد د. علي عجمي

السفير اللبناني: ” ندعو كل من يسافر الى لبنان معرفة الإجراءات الجديدة”

السفير اللبناني في السويد د. علي عجمي قال لـ “الكومبس” حول ذلك: ” إن كل مواطن سوري في السويد يحمل جواز سفر سوري صالح للاستخدام ليس بحاجة للتأشيرة كي يدخل إلى لبنان وفقاً للاتفاقيات الموقعة بين بيروت ودمشق منذ سنوات طويلة.

وأكد أن هناك بعض القضايا المستجدة التي يجب توضيحها ومنها أن كل سوري كان في لبنان وخرج منه بطريقة غير شرعية لن يسمح له بالدخول ثانية وبشكل مباشر إلى لبنان.

وأما كل من غادر لبنان بطريقة نظامية إلى تركيا أو أي دولة أخرى ومنها دخل إلى أوروبا بطريقة غير شرعية وقرر السفر إلى لبنان بقصد الزيارة أو السياحة وغير ذلك يفضل عليه أن يراسل السفارة اللبنانية في ستوكهولم بهذا الخصوص ويبعث بكتاب أو طلب يبلغهم فيه برغبته زيارة لبنان مع التأكيد أن هذا الطلب لا يعني على الإطلاق أنه بمثابة فيزا للدخول إلى لبنان.
“نرحب بكل السوريين”

وأشار السفير أنه فور وصول الطلب إلى السفارة سيتم مراسلة الأمن العام في بيروت بشأنه في ذات اليوم منوهاً أن مدة الرد على الطلب يعود إلى الأمن العام أما السفارة فإنها من جهتها ستقوم بإرساله مباشرة إلى الجهات المختصة في لبنان وأن هذه الخطوة تحول دون تكبد أي شخص مصاريف السفر في حال تم إرجاعه بشكل أو بآخر من مطار بيروت.

وأكد السفير على ترحيب لبنان بكل سوري لكن نظراً لكثافة عدد اللاجئين فيه كان لابد من اتخاذ بعض الإجراءات كما بقية الدول الأخرى.

هاني نصر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.