شابٌ فَقَدَ أقاربه في الحرب بسوريا يلجأ الى غناء " الراب " في السُويد للتعبير عن مرارة ما خلّفته
الكومبس – خاص: لم يكن حسن الشامي، البالغ من العمر 19 عاماً، يعلم أن حياته ستتغير كل هذا التغير، قبل وصوله السويد، منذ عام ونصف العام، هرباً من جحيم الحرب في سوريا.
خَسَرَ حسن العديد من أقاربه وأصدقائه في تلك الحرب التي لازالت تحصد يوميّاً أرواح الكثير من الناس، لكنه إكتسب شيئاً جديداً، لم يكن يتوقعه، وهو إنغماره بغناء " الراب " الحديث، في المجتمع الجديد، الذي يقول عنه، إنه لم يكن يتوقع إختلافه الكبير، الى هذه الدرجة، عن المجتمع الذي جاء منه.
معروفٌ أن " الراب " هو لونٌ غنائيٌ جديد، على الساحة الفنية العربية، لكنه إنتشر مؤخراً مع إنتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتداخل الثقافات وتفاعلها مع بعضها البعض، ومع إنتشار أنواع الموسيقى، وتشعب أنماطها، التي قد تكون بعضها مقبولة في بعض المجتمعات، ومرفوضة في غيرها، أو تأخذ وقتاً طويلاً ليتأقلم الناس معها.
إحدى الأنماط المثيرة للجدل في المجتمعات العربية هي موسيقا الراب أو Rap التي انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية السبعينات، وفي العالم بداية التسعينات. ويعرف الراب بالتحدث وترديد الأغنية بقافية معينة، والتلاعب بالألفاظ لتتماشى مع القافية دون الإلتزام باللحن، والكلام بطريقة سريعة أحياناً، كما يعرف بطريقة طرح المواضيع الجريئة، والمخالفة للمعتاد.
الشامي يُلقب الآن بـ kEyTeN، وجاء قادماً من مدينة حمص السورية، ويقول لـ " الكومبس " عن متى بدأ فيه الغناء بهذا النمط: " في سوريا كانت مجرد موهبة، أغني مع أصدقائي، ولم أحتك بالكثيرين، لكن بعد الحرب ولجوئنا إلى السويد، صُدمت بالتغير الكبير بين المجتمعين، وتغيرت حياتي كلياً. فوجدت هذا النوع من الغناء طريقة لإفراغ المشاعر من الحزن أو الفرح أو الغضب.
كل شخص لديه قضية، أو وجع يريد إيصاله. فهذا النمط من الغناء يُمكننا من طرح قضايا كالبطالة، ما لا نستطيع طرحه في الأنماط الغنائية العادية. وفي المقابل يوجد أشخاص يشوّهون هذا الفن بالهجوم على الآخرين والأديان والبلدان".
ماهو هدفك من غناء الراب؟
بالنسبة لي هو إيصال صوتي، انا أحب هذه الموسيقى ولا تهمني الشهرة والمال، فأعمل الذي أحبه وأقدر عليه، وأرغب في إفراغ مشاعري بالغناء، فالراب هو وسيلة للتعبير عن مابداخلنا، كنت في السويد وحيداً لا أعرف أحداً، وتغير نمط حياتي كلياً، وفقدت الكثيرين من أقاربي ومعارفي في الحرب، وأريد أن يشعر الجميع أنني أتحدث عن الألم الموجود داخلهم، وأني أطرح مشاكلهم".
كيف تجد نظرة الناس الى هذا اللون الغنائي؟
أتيت من بيئة لا تشجع هذا الفن وتعتبره شوارعياً، لكن عندما تكلمت عن البطالة، تأثر كثيرون، وشجعوني، وبالنسبة لأهلي، ساعدوني ودعموني كثيراً. لكن في المقابل طبعاً يوجد أناس تحاول ايقافي أو الإحباط من عزيمتي، لكني لا أهتم وأتابع طريقي. والآن أرغب بإتقان اللغة السويدية، كي أتمكن من الغناء بها.
هل تفكر بمزج موسيقى الراب بالطرب العربي؟
بالطبع، فهذا ضروري، أنا أحضر لأغنية عن الغربة، بمشاركة أصدقائي، ستكون بدايتها موسيقى طربية عربية، وسأغني فيها مع دق الطبول.
ماهي القضايا التي تتناولها أغانيك؟
البطالة، وقضايا تهم الشباب.
هل تُفكر بإقامة حفلات في مناسبات معينة؟
نعم فانا أحاول التدرب كي أكسر رهبة المسرح، وأحتاج إلى الوقت والمعارف، كما أن بعض الأشخاص عرضوا علي المساعدة في إنتاج فيديو كليب.
هل هناك تعاون معك من قبل الجمعيات والاندية الثقافية والإجتماعية للجاليات العربية؟
اتصلت بالنادي السوري، وشجعوني على التعاون معهم وإقامة حفلة، لكني مازلت انتظر ردهم.
نادر عازر
nader@alkompis.com