شبان وشابات من أصول أجنبية: هذا ما نشعر به تجاه أصولنا وسويديّتنا
الكومبس – خاص: وصلنا جميعاً إلى السويد، فقرر معظمنا الاستقرار فيها. البعض حافَظ على عاداته وتقاليده القديمة وتمسك بها بأي ثمن، فيما البعض الآخر انقلب فكره رأساً على عقب، فحاول التعبير عن رفضه لمجتمعه القديم بطرق شّتى، تصل أحياناً الى حد الاشمئزاز.
وبين هذا وذاك، هناك فئة معتدلة وسطية، جمعت بين إيجابيات المجتمعين القديم والجديد. لكن في الأخير يبقى الأمر نسبيّاً، يختلف من شخص إلى آخر، كوننا جيلاً أولاً في السويد، عشنا قسماً كبيراً من حياتنا في الدول العربية، وأتقنّا لغتنا قراءة وكتابة.
إذا نقلنا تركيزنا من جيلنا إلى الجيل الثاني من أبنائنا وأقاربنا المولودين في السويد أو القادمين إليها أطفالاً، هل سنرى أنهم يشعرون بما نشعر نحن من حنان إلى وطننا الأم؟ هل يفضلون العيش في مجتمعاتنا المعروفة بطابعها المحافظ، أم العيش في السويد المعروفة بنموذجها العلماني والمتحرر؟ هل يعتبرون أن بلادنا هي أوطاننا نحن فقط أم يشتركون معنا بشيء ما؟ هل يتقنون لغة والديهم مهما كانت؟
هل يفضلون القول عنهم بأنهم "سويديين" أم "أجانب" أم باقي القوميات والجنسيات؟ وفي أي بلد يرون فرص حياتهم ومستقبلهم؟
يمينة لاروسي: من أب مغربي وأم سويدية
" أفهم اللغة العربية أكثر من أن أتحدث بها، لكني أشعر أني مغربية أكثر من كوني سويدية، لأن والدي كان منفتحاً، وتحدث كثيراً عن المغرب، كبلد ودين وعادات، وبعدما زرت المغرب أحببتها كثيراً، وكنت أعرف عنها مسبقاً، وعندما يسأل أحد عن أصلي أقول بأني سويدية – مغربية، لكن من يعرفني يشعر بأني مغربية أكثر. أرى أن الفرص موجودة أكثر في السويد من المغرب، والمساعدة هنا جاهزة لمن يحتاجها، لكن مخططاتي المستقبلية ليست في هذين البلدين".
سينادا ساريتش: من أب وأم بوسنيين
"أتحدث اللغة البوسنية بطلاقة، تعلمت الكثير من والدَي، ودرست اللغة البوسنية في مدارس السويد أيضاً، لكني أشعر بأن المجتمع السويدي أفضل، ويناسبني أكثر، لأنني نشأت فيه، وتعلمت الكثير من المجتمع متعدد الثقافات، ومن الأشخاص الذين أقابلهم يومياً، كما أني أزور بلدي كل صيف، وحين أكون خارج البلاد أقول بأنني قادمة من السويد بالطبع، لكن في السويد أقول بأن أصلي من البوسنة".
أحمد التميمي: من أب وأم عراقييَن
"أتحدث اللغة العربية بطلاقة، وأقرأ وأكتب بشكل قليل، لكنني أتكلم بالسويدية أكثر، وأشعر بأنني مختلط، لست سويدياً خالصاً ولا عراقياً كاملا. على سبيل المثال أشعر بين أصدقائي العرب أنني عراقي وبين السويديين سويدي، وأعتقد أنه يوجد ايجابيات وسلبيات في المجتمعين رغم الاختلاف الكبير، لكن يمكننا الخط بينها. في الوقت الحالي أفضّل العيش بالسويد لأني ولدت ونشأت هنا طوال حياتي، ويوجد فيها خيارات أكثر، وفرص عمل، ومساعدة، وتعليم، لكن في العراق الأمر صعب جداً، فالناس هناك تفكر في خبزها اليومي فقط".
ماري رين سمّان: من أب وأم سوريّيَن
"أفهم قليلاً اللغة العربية، لكن لا أستطيع التكلم بها، كنت أتمنى لو علموني أهلي اللغة وأنا صغيرة، فاللغات تمنحنا مؤهلات أفضل، ومن ناحية المجتمع، أفضّل بالطبع العيش في المجتمع السويدي، فالفرص كثيرة ومفتوحة في جميع الإتجاهات، كالدراسة وبناء المستقبل والحرية، ولا أفضل العيش بجتمعاتنا. لا أعلم الكثير عن تاريخ سوريا وسياستها، ولم أزرها، كما لم أختلط مع أحد من هناك، وبما أن نشأتي كلها في السويد أشعر بأني سويدية أكثر من أني سورية، وأن أهلي فقط هم من هناك".
نادر عازر
nader@alkompis.com