طفلة سورية تجسد دور لوسيا في عرض مسرحي مدرسي
الكومبس – خاص: يحاول العديد من القادمين الجدد مشاركة السويديين الاحتفال بأعيادهم والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، ومن أهم تلك الأعياد بحسب التقويم السويدي عيد القديسة لوسيا الذي يصادف 13 ديسمبر كانون الأول من كل عام.
ويتم الاحتفال عادةً في جميع المدارس ودور الحضانة والكنائس والجمعيات ودور كبار السن وفي أماكن العمل أيضاً من خلال تقديم مسرحيات غنائية تجسد قصة الأسطورة السويدية لوسيا في أطول وأكثر ليالي الشتاء ظلمةً، حيث تطفئ الأنوار ويسود الظلام ثم تسمع الأناشيد ويبدأ نور الشموع بالاقتراب مع قدوم قافلة سانتا لوسيا، ويحمل المشاركين في القافلة الشموع والنجوم في حين تضع لوسيا تاجاً من الشموع على رأسها، ويرتدون ثياباً بيضاء ويضعون شريطاً أحمر في المنتصف.
زينة حمصي طفلة سورية عمرها تسع سنوات اختارها أساتذتها في مدرسة Stimmet skola ببلدية Tyresö لتجسيد دور لوسيا في المسرحية التي سيقدمها طلاب المدرسة بحضور أهاليهم، للاحتفال بعيد سانتا لوسيا التي جلبت الضوء وبددت الظلام في السويد.
شبكة الكومبس الإعلامية التقت مع زينة ووالدتها روعة زيدان للحديث عن مشاركتها وشعورها عند اختيارها من قبل معلمتها لأداء دور لوسيا.
“فرحتي كبيرة لأن أمي ستشاهدني على المسرح”
ويمكن للمتحدث مع زينة أن يلاحظ ببساطة مدى سعادتها للمشاركة في المسرحية خاصةً وأن أمها ستحضر العرض المسرحي وتشاهدها على المسرح.
لا تخفي زينة خوفها من موضوع اللغة السويدية باعتبارها لغة جديدة، لكن دعم الأساتذة لها وتأكيدهم على تمتعها بمستوى جيد جداً في اللغة وإتقانها للهجة السويدية، بالإضافة إلى مساعدة أصدقائها لها في تعلم النص المكتوب لدور لوسيا، جعلها تتغلب على مخاوفها وتتدرب بشكل جيد لأداء دورها قبل عرض المسرحية.
زينة طفلة تسعى للتفوق والتغلب على الصعوبات المتمثلة باللغة والانتقال إلى بلد جديد لديه عاداته وتقاليده الخاصة المختلفة كلياً عن بلدها، وعبرت عن امتلاكها لأكثر من حلم في المستقبل كأن تصبح عالمة فضاء أو طبيبة أو كاتبة وشاعرة، وعند سؤالها لماذا تحلمين بأن تكوني كاتبة وشاعرة في المستقبل أجابت زينة بأنها تحاول دائماً الكتابة، حيث استطاعت كتابة قصة قصيرة من خيالها أعجبت أساتذتها المشرفين عليها كما أثنوا على أسلوبها القصصي المشوق.
“أشعر بالفخر”
وعبرت روعة والدة زينة عن سعادتها الكبيرة وشعورها بالفخر لأن ابنتها استطاعت بفترة قصيرة التأقلم مع زملائها، مبينةً أن زينة جاءت إلى السويد في آذار مارس الماضي وبدأت دوام المدرسة في شهر نيسان أبريل، أي أنها لم تكمل عامها الأول، ومع ذلك استطاعت أن تثبت تميزها من خلال المشاركة في النشاطات المدرسية أو تفوقها في دراستها.
تؤكد روعة على ضرورة تشجيع الأهالي وتحفيز أطفالهم للمشاركة في مثل هذه المناسبات والنشاطات المدرسية كالمسرحيات والحفلات الموسيقية والغنائية، لأنها تساهم في اكتشاف ما يتميز به أطفالهم، بالإضافة إلى اندماجهم مع زملائهم من كافة الجنسيات، وإحساسهم بالمساواة مع الآخرين، خاصةً وأن الأساتذة في جميع المدارس يحرصون على معاملة جميع الأطفال الأجانب مثل الأطفال السويديين وعدم التفريق بينهم.
ويتخلل المسرحية تقديم ترانيم تتحدث عن إضاءة لوسيا لليالي السويد الطويلة وإنارتها الأماكن التي لا تطولها الشمس وحملها للشموع والفوانيس.
السويد أعلنت لوسيا كتقليد سنوي عام 1927
وتشتهر السويد بتقليد لوسيا في جميع دول العالم وأعلنت كتقليد رسمي سنوي لأول مرة عام 1927، ويتم التحضير للاحتفال بسانتا لوسيا قبل حوالي الشهر، حيث يتدرب الكبار والصغار على أداء المسرحيات والأغاني الخاصة بالمناسبة، كما تتضمن تقاليد عيد لوسيا تقديم مشروب ساخن مكون من القرنفل واللوز والمشمش، ويؤكل معه بسكويت بطعمة الزنجبيل والزعفران.