عام على إلغاء خدمات اللوتس ولا بديل إلى الآن: “على نفسها جنت براقش”

: 3/4/16, 2:30 PM
Updated: 3/4/16, 2:30 PM

الكومبس – خاص: قبل عام من الآن، وتحديدا في 20 شباط/ فبراير 2015 قرر مكتب العمل السويدي، بناءً على توجيه حكومي، إنهاء خدمات شركات الترسيخ التي تُعرف بـ “اللوتس” بشكل نهائي، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة مع هذه الشركات، بسبب عدم القدرة على التعامل مع الشكاوى الواردة حول الخدمات التي تقدمها. فهل كان هذا القرار مجديا، هل ينفع القادمين الجدد وشركات الترسيخ الندم الآن على الأخطاء التي ارتكبوها؟ خاصة أن مكتب العمل لم يقدم بديلا محددا عن الشركات التي كانت تقدم هذه الخدمات، بل تولى بنفسه توظيف موظفين إضافيين لسد جزء من الفراغ.

شركات الترسيخ المعروفة بـ “اللوتس”، كانت تقدم خدمات وسيطة بين مكتب العمل والقادمين الجدد، وتسعى إلى مساعدتهم في الدخول إلى سوق العمل، إلا أن تجاوزات عديدة واستغلال للقانون بشكل متكرر، أدى إلى قيام الحكومة الحالية بإلغاء هذه الخدمات، حيث تعرض العديد من هذه الشركات لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام والعديد من الجهات العامة والخاصة والأفراد، وصلت إلى حد اتهام بعضها بتمويل عالم الجريمة المنظمة والإتجار بالبشر، حسب تصريح للمدير العام لمكتب العمل ميكايل خوباري: “نرى مشاكل عديدة وعميقة في هذا النظام، بحيث أنه لم يعد بإمكاننا ضمان شروط الجودة والأمان ”.

DSC06865

رضا عاشور

رضا عاشور: قرار إلغاء اللوتس اتخذ بناءً على معلومات خاطئة

اعتبر رضا عاشورا صاحب ومدير مكتبKolmarden Marketing AB لخدمات الترسيخ المنتشرة فروعه في أنحاء مختلفة من المدن السويدية في حديث مع الكومبس أن هذا القرار كان فيه نوع من الغبن، وبني على معلومات غير صحيحة على خلفية اتهام بعض الشركات بارتكاب تجاوزات قانونية مع اللاجئين، مثل حصول بعض الموظفين على أموال خاصة مقابل مساعدة اللاجئين على إيجاد مسكن أو وظيفة قائلا إنه كان حري بمكتب العمل مراقبة المكاتب التي يشكك أنها مارست هذه التجاوزات وفرض عقوبة بحقها بدلا من اتخاذ قرار تعسفي بإيقاف عمل كل هذه الشركات حسب وصفه.

وقال عاشورا إن شركات الترسيخ كانت تلعب دورا مهما في استيعاب اللاجئين وأوضاعهم الاجتماعية ومساعداتهم في توفير المسكن، بطرق قانونية بعيدا عن أي استغلال لهم، والأهم من ذلك تعريف اللاجئ بالقوانين والآليات المتعلقة بعملية لم الشمل وكيفية جلب أفراد أسرته إليه، خاصة إذا ما علمنا أن الكثير من هذه المكاتب تضم موظفين على خبرة ودراية بثقافة ولغة اللاجئين الأمر الذي سهل عليهم آلية التواصل في حياتهم الجديدة داخل السويد.

ورأى أن إلغاء المنظومة التي كانت تقوم بها شركات الترسيخ، خلق ما سماه نوعا من الفوضى داخل السويد، وحتى في أوروبا حيث أثرت على أوضاع اللاجئين الذين أصبحوا بعيدين عن التواصل بمن يرشدهم إلى الطرق الصحيحة في الترسيخ، داخل المجتمع السويدي، وأن فقدان البعض للمعرفة بالكثير من القوانين لغياب مرشد الترسيخ دفعتهم لاتخاذ قرارات خاطئة لاسيما من ناحية عدم معرفتهم بطرق لم الشمل مثلا، هذا فضلا عن تأثير انعدام التواصل مع الجهات المختصة في مصلحة اللجوء على نفسية اللاجئ الذي فقد الشعور بالاستقرار الاجتماعي.

وحمل عاشورا كلا من مدير مكتب العمل ووزارة العمل المسؤولية في تبعات هذا القرار على اللاجئين الذين هم بأمس الحاجة إلى مرشد ودليل في نواح عدة مع بداية حياتهم الجديدة في البلاد، معتبر أن نتائج ذلك القرار ستظهر بشكل أوضح في المستقبل.

خالد يونس

خالد يونس

خالد يونس: مكتب العمل لم يتمكن من سد الفراغ

خالد يونس أحد مديري شركات الترسيخ السابقة يقول للكومبس: من خلال تواصلي مع قادمين جدد كانوا يتلقون خدمات من شركتنا، نعلم أن مكتب العمل لا يلبي الجزء الأكبر من متطلبات الخاضعين تحت نظام الترسيخ، فمنهم من يحظى بمقابلة لمدة ساعة واحدة فقط طوال الشهر، وكأن المكتب بحالة ارتباك، أمام كم المشاكل الكثيرة التي تحتاج إلى متابعة، خاصة أن مكتب العمل غير متخصص بقضايا تتعلق مثلا بلم الشمل والحصول على سكن والتسجيل بدوائر معينة مثل صندوق التأمينات وغيرها. وأضاف يونس أنه من غير الإنصاف تحميل شركات اللوتس السابقة كل أخطاء النظام الذي كان يعمل به سابقا لترسيخ القادمين الجدد، وكأنه عقاب جماعي

محمد عنبر

محمد عنبر

محمد عنبر: كنت أستفيد بشكل كبير من خدمات المرشدين

الكومبس حاولت استقصاء آراء بعض القادمين الجدد ممن تعاملوا مع هذه الشركات، ضمن خطط الترسيخ حيث يقول لنا محمد عنبر المقيم حاليا في مدينة بوروس: إنه استفاد جدا من مكتب lots خلال الأشهر الأربعة الأولى من حصوله على الإقامة، إذ تمت مساعدته عبر أحد هذه المكاتب في تقديم طلب لم الشمل لعائلته، والإجراءات التي يجب اتباعها لاستقدامهم بعيدا عن أي مخاطر، كما تحصل على سكن له عبر المكتب، بطريقة سهلة وميسرة، فضلا عن أنه استطاع أن يؤمن فرصة تدريب مهنية، معتبرا أن التواصل مع الجهات الحكومية أو دائرة الهجرة كان سلسا للغاية عبر موظفي مكتب الترسيخ الذين «ساعدوني وغيري في العديد من القضايا « ويؤكد مواجهته لصعوبات جمة بعد إنهاء عمل مكاتب اللوتس قائلا في هذا الإطار: إنه بدأ يقوم بكل شيء من تلقاء نفسه، بدون أي نصيحة أو توجيه من أحد، وهذا ما تسبب له ببعض المشاكل لعدم وجود آلية مناسبة للتواصل مع دائرة الهجرة وغيرها من الهيئات الحكومية كمكتب العمل وشركة السكن .

جلال الريان

جلال الريان

جلال الريان: كان يوجد بعض التجاوزات لكن الفوائد كانت أكثر

كلام يتفق معه كثيرا الشاب جلال الريان، اللاجئ القادم من سوريا، إذ يؤكد في حديثه للكومبس، أنه بعد توقف خدمة الترسيخ عبر مكاتب اللوتس شعر باختلاف كبير في طريقة تدبير العديد من الأمور والمعاملات المتعلقة بقضايا اللجوء، سواء من ناحية السكن أو العمل وحتى معرفة بعض المتطلبات التي تقتضيها عملية الترسيخ داخل المجتمع السويدي، لكنه في نفس الوقت لم يخف الريان انتقاده لبعض مكاتب الترسيخ الأخرى، مشيرا فعلا إلى حدوث تجاوزات فيها، وهذا ما اضطره إلى تغيير المكتب الذي يتعامل معه مرتين، منوها إلى أن هذه التجاوزات كانت فردية من قبل بعض الموظفين، الذين كانوا مسؤولين عن عدد ليس بالقليل من اللاجئين، وأعتبر أن الخبرة التي كانت متوفرة لدي موظفي هذه المكاتب، تشعر اللاجئ بالطمأنينة في معرفة ما يتوجب عليه فعله من عدمه في هذا الموضوع أو ذاك، وذلك بالمقارنة مع «ما شعرنا به بعد إنهاء عمل هذه المكاتب إذ وجدنا أنفسنا لوحدنا بين كومة من التساؤلات والاستفسارات التي لم نلق لها إجابات من أحد بالشكل الذي كنا نراه مع مكاتب اللوتس” وختم حديثه بالتأكيد على أن هذه الخدمة ،كانت بمثابة الثروة التي خسرها القادمون واللاجئون الجدد.

إلغاء خدمات شركات الترسيخ اللوتس بين الربح والخسارة..

لا شك أن هناك العديد من القادمين الجدد قد خسروا خدمات مهمة كانت شركات اللوتس تقدمها لهم، ولا شك أيضا أن شركات اللوتس قد خسرت موارد كانت تستفيد منها، إضافة إلى أن عددا كبيرا من موظفي اللوتس انضموا إلى طوابير الباحثين عن عمل، لكن من هم الذين ساهموا بأن تتوقف هذه الخدمة، وأن تلجأ الحكومة إلى قرار مثل هذا النوع؟ أليس التذمر وكثرة شكوى بعض القادمين الجدد وبحثهم عمن يقدم لهم الهدايا بدل الخدمات ساهم في تخريب هذا النظام؟ أليس شجع وطمع بعض الشركات هو أيضا أدى إلى عدم فعالية وقلة كفاءة الخدمات المرجوة؟

على نفسها جنت براقش، مثل شعبي قد يصلح في هذه الحالة على وصف أسباب انهيار نظام شركات اللوتس بعد عام على نعيه.

الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.