عندما تفرّق إجراءات مصلحة الهجرة بين الأم وابنها
بدأت قصة زهرة عندما تطلقت من زوجها المقيم في السويد بعد ولادة إبنها بالمغرب في العام 2007. تقدمت بعدها مع إبنها بطلب الى مصلحة الهجرة السويدية، للحصول على الإقامة الدائمة لأسباب سياسية، لكن المصلحة رفضت طلبها وصدر قرار بترحيلها من السويد.
وفي آذار (مارس) لم تتحمل زهرة المزيد وقررت ترك إبنها مع والده، تحت ضغط مصلحة الهجرة، تاركة السويد الى المغرب.
وبحسب زهرة، فإن مصلحة الهجرة أخبرتها انه سيكون من الأسهل على إبنها الحصول على الإقامة الدائمية في حال لم تكن الأم موجودة في البلد، كما سيكون من الاسهل عليها أيضاً الحصول على الإقامة الدائمية في حال تقدمت بطلب الى ذلك لدى السفارة السويدية في المغرب.
وفي شهر آب (أغسطس) 2011، حصل إبن زهرة على الإقامة الدائمية في السويد، إستناداً على الإقامة التي يملكها والده، بعدها مباشرة تقدمت زهرة بطلب للحصول على الإقامة من السفارة السويدية في العاصمة المغربية الرباط، أوضحت فيها ان إبنها سيعيش معها في حال جرى قبول طلبها، الا ان مصلحة الهجرة رفضت طلب زهرة.
وقد أطلع AL-TID على جزء من الوثيقة التي أصدرتها مصلحة الهجرة في القضية، والتي جاء فيها انه " وفقا للفقرة الواردة في قانون الأجانب، يجوز لشخص الحصول على قرار لمّ الشمل في حال وجود "علاقة إعتماد خاصة"، بالشكل الذي يجعل من الصعب عيش الأطراف المعنية بشكل منفصل. ويمكن أخذ علاقة القرابة بنظر الإعتبار في حال وجود "علاقة الإعتماد الخاصة".
ورغم ان زهرة هي أم الطفل البالغ من العمر ستة أعوام فقط، فإن مصلحة الهجرة لم تر في ذلك "علاقة إعتماد خاصة – särskilt beroendeförhållande "، حيث إنه ووفقا للمصلحة، فإن علاقة إعتماد الطفل بوالدته، إنقطعت بعد ان تركته لوالده وبعد ان تقرر منح الإبن حق الإقامة في السويد.
وفي فقرة أخرى من قانون الأجانب، يذكر انه يمكن ان يتقرر منح الإقامة في حال وجود "ظروف إستثنائية" او في "الحالات المؤلمة والغريبة، ورغم ذلك قررت مصلحة الهجرة رفض طلب زهرة.
وجاء في قرار رفض مصلحة الهجرة لطلب زهرة: يعيش إبنك مع والده منذ شهر آذار (مارس) 2011، وبالتالي لا يعارض رفض طلبك مصلحة الطفل.
يقول والد الطفل لـ AL-TID ان إبنه يعاني بسبب عدم وجود والدته معه، مضيفاً: هذا شيء غير جيد. يجب عليهم تغير القرار. الطفل يفتقد والدته ويسأل دائماً لماذا لا تستطيع ان تكون معه.
الرأي القانوني لمصلحة الهجرة
حول ذلك، يقول الخبير القانوني لدى مصلحة الهجرة هوكان يونسون لـ AL-TID، بإنه لا يستطيع التعليق على القضايا الفردية بسبب السرية التي تكتنفها. لكنه أوضح إنه وبشكل عام، يملك الأطفال حق العيش مع والديهم، لكن لا يملك الوالدين نفس الحق في العيش مع أطفالهم.
وبينّ يونسون، ان من الشروط الإساسية ليكون الطفل قادراً على المجىء الى السويد ان يمنح أحد الوالدين الرخصة للطرف الأخر المقيم في السويد بذلك.
وقال يونسون، إن يكون الطفل بحاجة الى والدته ليس سبباً قوياً، لمنح الأقامة لها، وانه لا يوجد في القانون فسحة لذلك. وكانت زهرة الإبراهيمي قد أستانفت الحكم لدى مصلحة الهجرة ومحكمة الهجرة، الا ان الجهتين أيدا قرار مصلحة الهجرة.
غونزالو بينا روجاس ومحمود الآغا
ترجمة وتحرير: لينا سياوش