عندما يبقى الحب أقوى من إجراءات لم الشمل وتعقيداتها

: 1/27/15, 11:09 AM
Updated: 1/27/15, 11:09 AM

الكومبس – خاص: سلاف كغيرها من بنات جيلها نسجت في مخيلتها فتى أحلامها وطريقة الارتباط به، لكن ظروف الحرب أبعدتها عن بلادها، وبعد عام ونصف من الهجرة التقت بفتاها وبدأ ارتباطهما الحقيقي لكن في مساحة افتراضية وهذا ما لم يصل إليه خيالها.

تقول سلاف “كانت تربطني علاقة صداقة مع خطيبي وذلك ضمن حدود الكنيسة واستمرت صداقتنا على الهاتف حتى بعد هجرتي إلى السويد، لنكتشف لاحقاً تقارباً في أفكارنا وعلى خلفية ذلك قررنا أن نطور صداقتنا إلى علاقة أبدية”.

تتابع سلاف “الفكرة ولدت لكن طريقة الالتقاء كانت حينها غير ممكنة، فقررنا أن تكون الطلبة (عادة سورية وهي عبارة عن جلسة يطلب والد العريس الفتاة من والدها كدلالة على مباركة الأهل لهذا الارتباط) على برنامج السكايب فاجتمعت عائلته ضمن محيط الكاميرا وعائلتي ذات الأمر، لكن قلق انقطاع الإنترنت كان واردا ضمن الظروف التي تعيشها سوريا، وبالتالي كانت طلبة تحت رحمة شبكة التواصل، مرت تلك اللحظات على خير فقررنا على سبيل الدعابة توزيع الحلو على الفيس بوك فكان ذلك وحولنا ما هو مبكي إلى مضحك”.

لم يتوقف الأمر هنا فللخطبة مراسيم لا يمكن أن تتم عن طريق السكايب خصوصا أن معاملة لم الشمل تتطلب ورقة خطبة أو ورقة زواج فيعلمنا عيسى عن خطواتهم التي لحقت الطلبة فيقول “قررنا أن يكون الارتباط في لبنان وهنا بدأنا التفكير بعقبات يمكن أن تواجهنا خصوصا أن الحدود بين لبنان وسوريا غير ميسرة دائما وهناك خطر عدم السماح لنا بعبور الحدود، وعلى الرغم من ذلك قدمت خطيبتي وأهلها إلى لبنان على أمل اللقاء، وقبل الخطبة بيوم واحد تابعنا ما جهزه زملائنا مسبقا لحفلة الخطوبة الكنسية، وفعلا تمت في موعدها”.

سبعة أيام وعاد كل منهما إلى بلد الإقامة لتبدأ رحلة لم الشمل غير المنظورة ولتعود علاقتهما إلى عالمها الافتراضي.

منذ ست سنوات قلبي بالعراق وجسدي في السويد والشريان بات الفايبر

عشرات الحكايات استقصتها شبكة الكومبس تعكس ذات الألم، فالمسافات والقوانين تحول بين التقاء الشريكين، وناجي لديه حكاية شبيهة لكنه رفض ذكر اسمه الثاني واسم شريكته خوفا عليها من أن تكون طعما تستخدم لليِّ ذراعه خصوصا أنه ملاحق أمنيا في العراق لأسباب رفض ذكرها.

يستذكر ناجي (35 عام) لحظات الوداع ويختنق صوته في حنجرته “ربطتني أنا وابنة عمي علاقة حب منذ نعومة أظفارنا وكبرنا معا لتأت الأوضاع الأمنية القلقة التي فصلتنا عن بعض، منذ خمسة أعوام بدأت تصلني تهديدات بالعشرات وهدفها واحد هو رأسي ورأس كل من أحب، حينها هاجرت مع أبي وأمي وبقيت خطيبتي التي نشرت بين الأصدقاء أنها فسخت الخطوبة، وهذا كان طلبي حرصا على حياتها، وعمر غربتي دخل بعامه الخامس وأنا بعيد عنها، ودائرة الهجرة حتى اليوم لم تقتنع بأسباب لجوئي ولم تمنحني الإقامة وبالتالي لم تعطيني السعادة لألتقي مجددا بها”.

وعن كيفية التواصل معها قال “سابقاً لم يكن هناك انتشار للفايبر وبرنامج السكايب مثل اليوم فكنت أعمل وكل راتبي أصرفه على معيشتي وأهلي ومصاريف للهاتف، لكن اليوم الفايبر أصبح الشريان الذي يصلني بمحبوبتي التي تنتظرني”.

أوضاع العراقيين تختلف عن السوريين خصوصاً أن السويد قللت منذ عام 2007 من منح اللجوء للقادمين من العراق واقتصر الأمر على استثناءات تمنحها دائرة الهجرة في حال اقتناعها بالأسباب الشخصية للاجئ، أما حامل الجنسية السورية يحصل على الإقامة الدائمة بعد وصوله من سوريا في حال أثبت هويته ما لم يمنع ذلك أسباب خاصة تجدها دائرة الهجرة ضرورية لرفض لجوئه.

والإقامة شرط أساسي للبدء بمعاملة لم الشمل وهذه الأخيرة تخضع لشروط ذكرتها دائرة الهجرة على صفحتها الرئيسية مترجمة بعدة لغات لكن بالمختصر تحاول دائرة الهجرة التأكد من خلال الأسئلة التي تذكر بطلب لم الشمل أو بمقابلة الشريكين عن طريق السفارات التأكد من جدية العلاقة سواء كانوا زوجين أو خطيبين أو شريكين عاشوا في ذات المنزل لمدة سنتين قبل القدوم إلى السويد، ولا تأخذ دائرة الهجرة بعين الاعتبار إقامة الشريكين معا في رحلة سياحية.

خاص الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.