الكومبس – خاص: أكثر من سبعة آلاف باحث عن عمل قصدوا معرض فيستروس أمس الخميس، والذي ضم مائتي جهة مانحة للعمل. هذا المعرض جذب المقيمين والوافدين الجدد وغايتهم الحصول على عمل حتى لو كان مؤقتا، فلابد للزائر أن يلاحظ التفاؤل في عيون كثيرين، فهذا يرتب أوراق السيرة الذاتية الخاصة به، وذاك يحاول جاهداً لفت أنظار مانحي العمل، إما بأناقته أو بطلاقة حديثه، أما الموظفون في الشركات فكان لهم هدف آخر، فمنهم من يسعى لكسب الكفاءات لشركته وآخرين يعرفون بخدمات الجهة التي ينتمون إليها.
في وسط الازدحام ومحاولة البعض التواصل مع أكبر قدر ممكن من الشركات كان عبد الذي وفَد من سوريا يقف مع أصدقائه على طاولة صغيرة محاولاً قراءة الخارطة التي ترشده إلى عمل ما، نقترب منه للتحدث إليه فيرفع رأسه ويقول إن " اللغة تقف حاجزاً بيني وبين الاستفادة من هذا التجمع، فليس هناك من يرشدني وأنا لم أتمكن من اللغة السويدية بالقدر الذي يؤهلني للتعرف على محتويات المعرض، لذا يبدو أني لن أستفيد اليوم من هذه الفرصة" .
عبد على يسار الصورة
أما إلين الفارس عراقية الأصل تبدو أكثر تفاؤلا من عبد حيث تنتقل بسرعة من قسم إلى آخر، فتضع سيرتها الذاتية، وتتحدث إلى الموظفين. الين منحتنا من وقتها دقائق قليلة وقالت جملة مختصرة "هذه فرصة كبيرة للحصول على عمل ويجب أن أستغل كل دقيقة للتواصل مع الموظفين المعنيين".
تقول الين كلمتها وتسرع لتختفي خلف اللوحات الإرشادية، هذه اللوحات كانت تملأ القاعات الثلاثة، فكل جهة كانت تجهد لجذب الزائرين إليها لشرح خدماتها ولوتا فوشغرين مشرفة لدى واحدة من هذه الشركات والتي تحمل اسم الكوتا فيغين ( الطريق المختصر) كانت هي أيضا تعرف بالأكاديمية التي تهتم بإيصال الوافدين بأسرع وقت إلى سوق العمل. تقول فوشغرين " لقد دعيت جميع طلابي في الأكاديمية للمجيء إلى هنا، فهي فرصة جيدة لبناء جسر من العلاقات".
وعن سؤالنا حول إمكانية العمل بظل آلاف المتقدمين قالت "ربما الفرصة صغيرة للحصول على عمل لكنها معدومة في حال جلس الشخص في بيته ".
توافقها الرأي آنبريت غراندين التابعة لجمعية تعنى بالبيئة وتضيف "هذا المكان يتيح لنا التواصل بشكل مباشر مع طالب العمل، فالهاتف أو السيفي لا يكفيان لخلق التواصل المناسب، وهناك من لا يستطيع إنجاز سيرته الذاتية بالطريقة التي تقدم خبرته بشكل حقيقي، لذا المقابلة الشخصية تبقى الأفضل".
في ظل الحركة السريعة للزائرين كان هناك مجموعة من الأشخاص آثروا البقاء متفرجين ومنهم مريانا التي اختارت كرسي لتجلس عليه فذلك أفضل بحسب تعبيرها من السعي لمسك الريح فتقول بلهجتها السورية " أجيت لأتسلى وآكل غوديس … فأنا على علم مسبق أنه لا فرصة لي، فهناك أشخاص أمضت 5 سنوات في هذا البلد ولم تدخل سوق العمل فكيف سأنافسهم وأنا لم أمض العام في السويد".
تقاطعها والدتها التي كانت تجلس لجوارها وتحثها للسعي على خلق علاقات مهنية وتقول " المعرض جميل وشامل وهذا يتيح فرص لأصحاب الخبرة والمتمكنين من اللغة بالتواصل معا، صحيح فرصتنا أقل بالمنافسة لكنها موجودة ".
وفي اسكلستونا محاولة أخرى لمقابلة الأطراف
معرض اسكلستونا كان وجها آخر لمعرض فستروس ضم 50 شركة مانحة للعمل، وهناك أيضا قاصدين للأمل وساعين نحو مستقبل أفضل.
" الكومبس" زارت أيضا تجمع الشركات هناك واستطلعت الآراء، فنور القادمة من اليمن كانت علامات التجهم واضحة على وجهها وترجع السبب إلى أن جميع الشركات يطلبون منها تقديم السيرة الذاتية عبر الإنترنت وليس بشكل شخصي لذا كانت تفضل أن يكون المعرض عن طريق الشبكة العنكبوتية".
أما هيثم الذي كان يرافقه مرشده للاندماج الاجتماعي(اللوتس) يقول مازحا " كيف لي أن أحصل على عمل والمترجم يسير جانبي، فمن ذاك الذكي الذي سيوظف عامل يحتاج إلى موظف جانبه ".
يذكر أن العديد من المدن في السويد تقيم مثل تلك المعارض بشكل دوري لغرض المقاربة الدائمة بين طالب ومانح العمل، وللتقليص من دائرة العاطلين عن العمل الذي بلغ عددهم العام الماضي 395000 ألف شخص أي ما يعادل نسبته 8.4 بالمائة من القوة العاملة.
سلاف يعقوب ابراهيم – الكومبس
لوتا من الكوتا فيغن 2