الكومبس – ثقافة: تعد فرقة ” Gränslösa röste – أصوات بلا حدود” السويدية في ستوكهولم من الفرق الفنية الفتية في نشاطها الذي يستهدف القادمين الجدد والقدامى، وذلك لما تقدمه من فرص اجتماعية ثقافية ممتعة للاندماج بالمجتمع السويدي والانخراط في نسيجه.
تقول المسؤولة الإدارية في الفرقة إيزابيلا إنبوغن، لـ “الكومبس”: “عام ممتع من الانطباعات والمشاعر الجميلة المختلفة، انقضى علينا منذ تأسيسنا للفرقة في ربيع العام 2016، أي قبل نحو عام تقريباً من الآن”.
“عقدنا اجتماعاً، حضره ما يزيد عن 200 شخص من المهتمين بإنشاء الفرقة، كما تلقينا أكثر من 450 طلباً للانضمام إلى الجوقة، وكان علينا أن نختار 50 شخصاً منهم لإنشائها، نصفهم كان من الوافدين الجدد الى السويد، والنصف الآخر من فئة اللاجئين الذين وُلدوا في السويد أو يقيمون فيها منذ وقت طويل”.
ملتقى للتعارف وتعلم اللغة
وبالإضافة إلى المتعة التي يحققها الغناء والموسيقى، فإن القائمين على الفرقة، عملوا على تحقيق أهداف قد تكون أهم، إذا ما نظر المرء على المديات البعيدة، كتعلم اللغة السويدية والاطلاع على عادات وتقاليد المجتمع السويدي، وبالتالي تحقيق خطوات متقدمة نحو الاندماج في المجتمع الجديد.
وحول ذلك، توضح إنبوغن، قائلة: “نهدف من عملنا في الفرقة إلى خلق ملتقى ونشاط، يلتقي فيه الجميع، والتعرف على بعضنا البعض وبناء شبكة اجتماعية، باعتبار أن الغناء طريقة جيدة لتعلم اللغة، حيث يتعلم القادمون الجدد وطالبي اللجوء الأعضاء في الفرقة، اللغة السويدية، كوننا نعتمدها كلغة غناء وحديث فيما بيننا في لقاءاتنا الأسبوعية”.
وبينت، أن الفرصة تكون متاحة أيضاً لتعلم لغة أخرى بالنسبة للأشخاص الذين يجيدون التحدث باللغة السويدية، لأن الفرقة تؤدي أغانيها ضمن باقة مُنوّعة من اللغات، العربية إحداها.
ومن المهم هنا، التأكيد على أن الفرقة غير معنية مطلقاً بقضايا اللجوء والسكن والعمل، بقدر ما تمثله من نشاط غنائي موسيقي بحت.
أبواب مفتوحة أمام الجميع
وتؤكد إنبوغن، أن الجميع مرحب بهم للانضمام إلى الفرقة، حتى وأن كانوا لا يجيدون الغناء أو بعيدين عن الموسيقى، وتقول: “بعض الأشخاص المنضمين إلينا لم يغنوا أبداً في حياتهم بالسابق، فيما البعض الآخر موسيقيون محترفون، الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن نلتقي وأن نحصل على أصدقاء جدد وأن نتمتع بأوقاتنا ونحن مع بعضنا البعض”.
وأوضحت، أنه وفي الوقت الحالي، هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون في السويد منذ فترة طويلة، منضمين إلى الفرقة، لكن مع ذلك لدينا المزيد من الأماكن للوافدين الجديد أو طالبي اللجوء في البلاد، حيث يمكن للراغبين بالإنضمام إلينا إرسال طلباتهم على البريد الإلكتروني: granslosaroster@hotmail.com.
وأكدت على أن القائمين على الفرقة، يعملون على إدراج نص تعريفي بالفرقة بلغات مختلفة، من بينها العربية، تشرح لزوار الموقع نشاطاتنا وأهدافنا وكيفية تقديم طلب العضوية في الفرقة.
قناعة مشتركة ضد العنصرية
يصف القائمون على هذا النشاط الفني المميز أنفسهم وعلى صفحتهم الخاصة على الفيسبوك، بأنهم:” أصوات بلا حدود، هي جوقة فنية، تتألف من طالبي اللجوء والوافدين الجدد، والأشخاص الذين يعيشون في السويد منذ وقت طويل”، وبأنهم يسعون من نشاطهم هذا إلى “عكس صورة السويد العصرية”، مشيرين إلى أن الأعضاء في الفرقة، هم أشخاص ينحدرون من مختلف الخلفيات والخبرات والأعمار والأجناس والوظائف والاهتمامات.
ورغم الجنسيات والثقافات المختلفة التي ينتمي إليها أفراد الفرقة، إلا أنهم ووفقاً للنص التعريفي الخاص بهم، يؤكدون على أنهم يتقاسمون قناعة مشتركة، تتركز على أن جميع الناس متساوون وأن التفرقة ليست سوى أرض خصبة للتحيز والعنصرية، مشيرين إلى ما للموسيقى من قوة كبيرة، قادرة على كسر الحواجز اللغوية والاجتماعية وتوحيد الجميع.
أجواء تبعث على الحماسة!
توضح منى الناشي، وهي إحدى العضوات الناشطات في الفرقة، أن هناك من الأعضاء، أشخاص لا يعرفون الحديث ولو بكلمة واحدة باللغة السويدية، إلا أن الأجواء الرائعة والمفعمة بالمعرفة والتعاون والمودة، تشجعهم على الانتماء.
وتقول منى الناشي التي تقيم في السويد منذ 16 عاماً في حديثها لـ “الكومبس”، أن الموسيقيات القائمات على الفرقة، سيدات متعاونات ولطيفات إلى أبعد الحدود، يتحدثون معنا وكأننا أفراد ضمن عوائلهم، ويدعوننا إلى منازلهم لتناول الطعام معهم “.
وتوضح، أن تجمع الفرقة يكون كل يوم أحد في منطقة سلوسن، المسرح الجنوبي ومن الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى الخامسة عصراً، مشيرة إلى أنه وبعد عمل البروفات الموسيقية، يكون هناك نشاط آخر يسمى بمقهى اللغة، Språk kaffe، يمكن للراغبين بتعلم اللغة أو زيادة معارفهم بها المشاركة فيه، حيث تتولى سيدة سويدية تعليم الراغبين اللغة السويدية.
مقهى اللغة!
وعن مقهى اللغة، أوضحت إنبوغن، قائلة: “تضم الفرقة، شخصيات من مختلف التوجهات والاهتمامات من صناع السينما ومصممي الغرافيك ومغني الأوبرا ومدراء المشاريع، محاسبين ومدرسين. نستفيد من جميع الخبرات المتوفرة لدينا، على سبيل المثال، لدينا أعضاء في الفرقة من معلمي اللغة السويدية، يساعدون طالبي اللجوء الوافدين الجدد على تعلم كلمات الأغاني السويدية التي نقوم بتأديتها”.
وتؤكد الناشي على رسالة المحبة والتآخي والسلام التي تحملها الفرقة وتسعى إليها كأهداف لها، وتقول: “الموسيقيات السويديات التي يقمن بتدريبنا، حريصات بشكل يبعث على الإعجاب على تعلم كلمات الاغاني العربية وغنائها مع الفرقة، ويتكبدن في ذلك الكثير من المشقة. يسعد المرء جداً عندما يراهن بهذه الحماسة والإرادة والإنسانية العالية”.
وعن مشاريع الفرقة المستقبلية، تقول إنبوغن: “أهم شيء بالنسبة لنا هو الرحلة نفسها، بمعنى أن يستمر لقاءنا و غناءنا معاً وأن نتعلم التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، نريد أن ينضم إلينا المزيد من الأعضاء من الوافدين الجدد وطالبي اللجوء، كما نريد أن نقدم المزيد من العروض”.
وأضافت، موضحة: “ظهورنا السابق في حفلة العيد التي أقيمت في المسرح الجنوبي والتي خصص ريعها إلى السوريين، حققت نجاحاً باهراً. جميع الحضور الذين كانوا في الصالة ومئات آخرين من الأشخاص وقفوا لنا في النهاية. لقد كان الأمر ممتعاً جداً ومنحنا المزيد من الطاقة للعمل”.
لينا سياوش