قصةُ فتاة في السويد إغتصبها شقيقها سبع سنوات
الكومبس – ( خاص ): حكايةُ إيمان ( 18 عاماً ) مع شقيقها، حكايةٌ يندى لها الجبين الإنساني، ألماً وإستغراباً وغضباً على أولياء الأمور الذين لا يتابعون أبناءهم ولا يتحملون مسؤولياتهم. هذه الحكاية، هي قصةٌ حقيقية، ينشرها الكومبس، بتخويل من مركز " نينا " لدعم وإرشاد وحماية النساء المعنفات في السويد، جرت بعض فصولها في " بلد عربي " وأستُكملت في " السويد".
تقول إيمان: " كنتُ في الثانية عشر من عمري عندما أغتصبني أخي لأول مرة، في ( … ) أستمر ذلك، لمدة سبعة أعوام تلت ذلك، أستمر الحال نفسه، حيث كنت أتعرض للإغتصاب مرات عدة في الأسبوع، وفي كل مرة كان الألم الذي يسري في جسدي وروحي يكبر".
لم تتمكن إيمان، خلال سنوات القسوة والعذاب والألم السبع، التي عاشتها، من البوح بسرها، والحديث عن ما تتعرضُ له لأحد، خوفاً من شقيقها، الذي لوقاحته ورغم فعله القذر، كان يلجأ الى تهديدها بالقتل إن هي تحدثت عن ما يفعله معها.
تصفُ هلالة رافي مديرةُ مركز " نينيا " قصة إيمان بـ "الأصعب" التي وصلت اليهم حتى الآن، لجهة صغر سن الفتاة والأثار الإجتماعية والنفسية السيئة التي تركتها الحادثة على نفسها".
ووفقاً لمديرة المركز، فأن ايمان لم تتمكن من الحديث عن قصتها من خلال الإتصال الهاتفي الذي دار بينهما، وفضّلت الكتابة عوضاً عن ذلك، إذ ارسلت ما يقارب الخمسين رسالة في يوم واحد. غالبية الرسائل التي أرسلتها ايمان، كتبتها في الحمام، حيث المكان الوحيد الذي كانت تضمن وجودها لوحدها فيه بعد غلق الباب عليها، كما انه المكان الذي كانت تنام فيه ليلاً، خوفاً من أعتداء شقيقها عليها.
طفولة إيمان المغتصبة
قصة إيمان بدأت عندما كانت في بلدها ( … ). وبعينين محمرتين من البكاء، تروي قصتها، قائلة " كنت في الثانية عشر من عمري عندما بدأ أخي بإغتصابي، ومنذ ذلك الحين وحتى سبع سنوات، استمر فعل ذلك بشكل منتظم ، لم يمنعه عن ذلك مشاعر الحزن والألم والقسوة الذي كنت أحس بها".
تقول مدير المركز، إن حديث ايمان تتخلله فترات صمت، حيث يحس من يتابعها انها ترحل الى عالمها الخاص، ربما تستذكر تلك اللحظات القاسية والأليمة التي مرت بها.
تروي إيمان كيف بدأت قصتها مع شقيقها، وتقول: " في احدى المرات، أقترح أخي الذي يكبرني ان نلعب لعبة الورق في غرفته، والخاسر عليه ان ينفذ للرابح ما يطلبه منه، وانا وافقت على اللعب معه".
تضيف "عندما خسرت اللعب معه، طلب مني ان انزع عني البنطلون وأن أدير جسمي له، وعندها فعل فعلته، ولم افهم حينها ما الذي يفعله ولماذا يفعل ذلك، فالصدمة والخوف تملكاني".
بعد وقفة من وقفات صمتها تقول: " لإني حينها كنت طفلة خائفة جدا، لم أتجرأ الحديث لعائلتي عن ما جرى معي".
طلاق الوالدين في السويد
تستمر إيمان في سرد قصتها، قائلة انها وبعد فترة من إنتقالها هي وعائلتها الى السويد انفصل والديها عن بعضهما، لتبق هي وشقيقها وشقيقتها الأصغر منها، مع والدتهما التي كانت تمضي معظم ساعات النهار في العمل، ولم تكن تعلم بالذي كان يجري بين ايمان وشقيقها في المنزل.
تقول ايمان " أستمر شقيقي في اغتصابي بشكل منتظم، وكان يعاملني بمنتهى القسوة، أشد ما كان يثير في نفسي الحزن، هو ان يقدم أخي الوحيد على فعلته هذه وعلى أذيتي وبعث كل هذا الألم في نفسي".
تتسائل: " كيف يمكن لأخ ان يُقدم على عمل مثل هذا مع شقيقته، وأن يعرضها لكل هذا الألم؟ وكيف انه كان ينجح في التصرف بشكل طبيعي، والبسمة على شفتيه بعد كل ما اقترفه من أفعال معي، كأن شيئاً لم يحصل".
وبعد سنوات من الألم، حاولت أيمان بكل الطرق، إبتداءً من الحديث وحتى أستعمال يديها وقدميها، للدفاع عن نفسها والحد من التصرفات المشينة التي كان يرتكبها شقيقها ضدها، لكنها لم تفلح بذلك، حتى توسلاتها لم تنفعها بشيء، حيث كان شقيقها يمضي في أفعاله، بل أنه وبدلاً من ذلك، وعندما وجد ان شقيقتها بدأت الدفاع عن نفسها، بدأ بتهديدها بالقتل بالسكين، قائلاً لها إنها لو أفصحت عن ما يدور بينهما لأحد، فأنها ستلقي حتفها بالسكين.
تروي ايمان كيف ان شقيقها لم يكتف بتهديدها بالقتل، بل حاول بكل الطرق والوسائل، بث الرعب والهلع في نفسها، مستخدما في ذلك اللكمات والركلات وحرق جسدها بأعقاب السجائر، بهدف السيطرة عليها.
وتعتقد ان والدتها، ربما أشتبهت بما يدور بينها وبين شقيقها، لكنها لم تشأ الإفصاح عن المشكلة، خوفاً من "وصمة العار التي قد تلحق بالعائلة والخشية من أن تخسر إبنها"!
تقول ايمان " لم يكن في البيت غيري أنا واخي وشقيقتي التي تصغرنا ولم تفهم ما الذي يجري، والشخص الوحيد البالغ الوحيد الذي كان في العائلة هي والدتي، التي كانت تقضي أغلب أوقاتها في العمل".
توضح ايمان ان شقيقها كان يغتصبها في الوقت الذي لا يتواجد فيه أحد في المنزل وتكون والدتها في العمل، او انه كان يقودها الى غرفته، بذريعة انهما سيلعبان الورق، ولم يحس أحد في المنزل عما كان يفعله شقيقها بها.
تستدرك قائلة " في بعض المرات، كنت أحس ان والدتي تعرف ما الذي يحصل، لكني لم افهم لماذا لم تكن تتفوه بأي شيء! في الوقت نفسه كنت خائفة من البوح بما يجري ومن أن اخي سيقتلني لو كشفت أمره".
وضع إيمان أستمر على هذا الحال الى أن قررت العائلة تسفيرها الى بلدها وتزويجها هناك من أحد أبناء أعمامها، ما يعني مشكلة كبيرة لـها، عندها فكرت بالهرب من البيت واللجوء الى أقرب صديقاتها والبوح لها بما يجري معها، حيث تمكنت من خلال مساعدة إحدى السيدات، بالإتصال بمركز نينا للنساء في ستوكهولم.
إبعاد إيمان عن منزلها
تقولُ مديرةُ مركز نينا هلالة رافي، إن "قضية إيمان من أصعب القضايا التي وصلت المركز حتى الآن، وكان من الصعب، أن لم يكن من المستحيل إجراء حوار مع والديها حول هذا الموضوع، فهذا النوع من العائلات، معروف عنه التزمت في هذه القضايا التي يعتبر الحديث فيها من المحرمات، لذلك أتفقنا مع بلدية المنطقة التي تسكن فيها إيمان، أخذ إيمان من المنزل وتقديم الحماية لها، من خلال ابعادها عن المدينة التي تعيش فيها عائلتها، حفاظا عليها من شر أخيها، وهذا ما جرى فعله".
تضيف رافي ان أيمان كانت تحاول الخلود الى نفسها والأنعزال عن الأخرين في الأسبوع الأول من تواجدها معنا، وكانت نادرا ما تأكل شيئاً ، لكنها مع الوقت وبعدما أخذت فسحة من الحرية، وتأكدت من أن لا أحد سيجبرها على الكلام، بدأت بسرد قصتها وما حصل معها.
شارك برأيك، علّق على الموضوع، من خلال النقر على زر " تعليق جديد ".