كورونا تتسبب بأزمات نفسية للعديد من الشباب

: 2/11/21, 11:28 AM
Updated: 2/11/21, 11:28 AM
كورونا تتسبب بأزمات نفسية للعديد من الشباب

الكومبس – تقرير: بعد مرور حوالي سنة على انتشار جائحة كورونا، بدأت تظهر المزيد من الآثار النفسية على الشباب الذين بطبعهم يحبون الحركة والتنقل والتواصل مع الآخرين. فالمزيد منهم بدأوا يعانون من الإرهاق النفسي والشعور بالوحدة والتوتر والقلق. الكومبس استطلعت بعض الآراء حول الموضوع:

تقول حنان هاشنا وهي طالبة في جامعة سودرتورن: “دراستي تسير بشكل سيء كما انني لا أستطيع التركيز او انجاز الأمور”.

وأثر مرض كوفيد 19 في العام الماضي على العالم بأسره واضطرت العديد من المدارس والأنشطة الأخرى الى الإغلاق بسبب انتشار العدوى.

وفي السويد تسببت الجائحة على سبيل المثال، بجعل التعليم عن بعد، كما جرى اتخاذ العديد من التدابير لإبطاء انتشار الفيروس. كما اجبر الوباء الناس على تغيير حياتهم اليومية بشكل متزايد، وبعض الناس يعملون الان من منازلهم.

وأثر الوضع الحالي الذي تشهده السويد والعالم على حياة الكثير من الناس جسدياً وعقلياً. حيث يعاني المزيد والمزيد من الشباب في المرحلتين الثانوية والجامعية من أمراض نفسية مختلفة وكنتيجة لذلك، يترك بعضهم الدراسة.

وليست حنان هاشنا باستثناء من ذلك. الفتاة الشابة التي تغيرت حياتها في العام الماضي الى ما اختارت تسميته بـ “العام المرهق للغاية”.

حنان

تبلغ حنان من العمر 21 عاماً وتدرس في سودرتورن Södertörns Högskola لتصبح صحفية، وفي الوقت نفسه تعمل في شركة عقارات خارج العاصمة ستوكهولم. وهي واحدة من أولئك الذين يعانون اليوم من الوحدة ومن سوء وضعهم النفسي.

تقول حنان: “أصاب هذا الفيروس الكثير من الناس، ليس أقلهم نحن الشباب الذين يدرسون في الجامعة. ليس من السهل ان تُدرس جميع الحصص عن بُعد، يشعر المرء انه من غير الممكن تحمل ذلك بعد. اعتقد ان الكثير منا يعيش هذه الحالة، وهي الإحساس بالإنهاك التام والقلق”.

أهمية التواصل الاجتماعي

ولا زالت الدراسة عن بعد مستمرة في جميع جامعات البلاد ومضى على ذلك الآن نحو عام كامل، الامر الذي يشكو منه الكثيرون.

وكانت حنان واحدة من أولئك الذين كانوا يمضون ايامهم في السابق بالمدرسة مع زملاءهم الاخرين، حيث يؤدون واجباتهم معاً ويساعدون بعضهم البعض، فيما تبدو الحالة مختلفة اليوم، حيث يقوم الطلبة بالدراسة بمفردهم دون تبادل الأفكار مع بعضهم البعض.

وتتطرق حنان الى مشكلة أخرى، وهي ان المعلمين غير مدربين على التدريس عن بعد، مما يجعل الموقف أكثر صعوبة.

وتواصل، قائلة: “لا يمكن الذهاب بعد الآن الى السينما أو الخروج معاً لشرب القهوة وقتما يشاء المرء ولا يمكن الحصول على تعليم عادي. لا اعتقد ان اساتذتنا مدربين على التدريس عن بعد. الكثير منا يعانون من صعوبة في فهم الأشياء على الانترنت بالشكل الذي يفهمه المرء عند الجلوس في الفصل الدراسي. أستطيع القول ان المزيد من الطلبة لا ينجحون ويتركون الدراسة”.

جدول يوضح الأمراض النفسية لدى فئة 16 الى 29 عاما في السويد، وتظهر زيادة بمقدار 3 بالمئة

احصائيات

تشير احصائيات مؤسسة الصحة العامة في السويد الى وجود نسبة عالية من حالات الإصابة بالأمراض النفسية المُبلغ عنها. ويدور ذلك بالدرجة الأساسية الى ان العديد من الشباب يشعرون بالخوف والقلق والشعور بالضيق، وقد تكون أسباب ذلك مختلفة، لكن وفقاً لعلماء النفس، فان كوفيد 19 يمكن ان يكون عاملاً في ذلك.

يعاني غابرييل جونز وهو شاب يبلغ من العمر 23 عاماً من القلق وضعف قدراته الوظيفية بسبب وباء كورونا وعواقب ذلك على حياته اليومية.

ورغم ان غابرييل تخرج مؤخراً من دراسته الجامعية في طب الاسنان، الا انه لا يشعر بالسعادة حيال ذلك.

يقول غابرييل: “تمنيت لو أنى تخرجت من الجامعة في ظروف أخرى. حلمت بحفلة كبيرة او ما شابه ذلك، لكن ذلك غير وارد، حيث يجلس المرء لوحده في المنزل”.

وصل غابرييل الى السويد مع اخته الصغيرة قادماً من سوريا عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، الا ان السعادة لم تكتمل ابداً حيث لم تتمكن عائلته من القدوم الى السويد، كما أجبرت اخته الصغيرة كاميليا البالغة من العمر 14 عاماً على العودة الى سوريا، حيث لم تحتمل البقاء بعيدة عن والديها.

ويوضح غابرييل، أنه تعلم اللغة السويدية بسرعة واستقر في شقة من غرفة واحدة بمالمو. وبعد مثابرة في الدراسة تمكن من الدخول في الدراسة الجامعية التي كان يحلم بها، التخصص في طب الاسنان. وهو الان متخرج من الجامعة، لكن مع ذلك لم تتحقق سعادته بعد.

إحباط

يقول غابرييل: “اعتقد ان العديد من الطلاب مروا بنفس الشيء، مؤخراً. يتعب الانسان من حضور محاضرة لساعات عدة عبر الشاشة خاصة إذا لم يكن المعلم طريفاً. شخصياً، اعتقد ان المدارس لم تنجح في الصيغة الرقمية للتعليم. أعنى انني في النهاية لم اقو على الاستماع أكثر، تركت المحاضرة ونمت بدل ذلك”.

بالنسبة لـ غابرييل، انتهى الامر بالاتصال بأحد معارفه الذين كانوا على معرفة بطبيب نفسي جيد.

الحديث الى شخص اخر، ساعد غابرييل كثيراً، وبدا يدرك الآن انه ليس وحده في هذا الأمر. يلتقي غابرييل الان طبيباً نفسياً كل أسبوعين للتحدث عن مخاوفه، خاصة ان لا عائلة لديه ولا أصدقاء قريبين منه.

تفسيرات مختلفة للإجهاد النفسي

يسلط الأستاذ المساعد في جامعة Sköndal Bräcke في ستوكهولم والمتخصص ايضاً في الطب النفسي ومدير العمليات في Orienthälsa في ستوكهولم، الدكتور رياض البلداوي الضوء على تفسيرات مختلفة للإجهاد النفسي خلال فترة كورونا.

يوضح البلداوي ان التباعد الاجتماعي من بين أكثر العوامل التي تجعل المزيد من الطلبة الشباب يعانون من القلق والتوتر.

ويقول: “المراهقون وبالأخص الطلبة منهم معتادون على لقاء الطلاب الاخرين او المعلمين او الأصدقاء. لكن ولسوء الحظ يشعر العديد من الأشخاص بالوحدة على الرغم من تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل زووم وسكايب او اللقاءات الإلكترونية الأخرى. ويؤكد البلداوي على ان لقاء المعلمين عن بعد يؤثر على قدرة الطلاب على الأداء.

الأستاذ المساعد في جامعة Sköndal Bräcke في ستوكهولم والمتخصص ايضاً في الطب النفسي ومدير العمليات في Orienthälsa في ستوكهولم، الدكتور رياض البلداوي (عدسة الكومبس)

نصائح د. رياض البلداوي:

– ابحث عن طبيب نفساني، أو أي شخص من العاملين في صحة الطلاب يمكن التحدث اليه إذا ما كنت تحس إنك تعاني من وضع نفسي.

– اقبل الموقف كما هو وحاول ان تظل نشطاً من خلال القيام بالتمارين الرياضية على سبيل المثال او الخروج في الهواء الطلق. المشي قد يكون عاملاً مساعداً كبيراً في تحفيز الهرمونات الإيجابية.

– تجنب مواساة نفسك عن طريق شرب الكحول او التدخين او المخدرات. حيث قد تؤدي مثل هذه الأمور الى نتائج مختلفة بما في ذلك الإيجابية الزائفة.

تحقيق – ساندي الدوخي

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon