كيف تستغل النساء المهاجرات ما هو متاح لهن في السويد من فرص؟
الكومبس – مالمو: قد لا يكون أمام المرأة المهاجرة إلى السُويد، الكثير من الخيارات في البلد الجديد، سوى خيار التحدي للوصول إلى النجاح وتكوين الذات، على عكس ما كان الحال عليه في معظم الحالات في وطنها، الذي يقدم لها خيار مساعدة ودعم الأهل والأقارب والعائلة في حال لم تكن امرأة عاملة.
هناك من يقول إن السويد هي بلد الفرص نعم، ولكنها ايضا بلد الفرص غير السهلة، أمام صعوبات عديدة مثل العنصرية الواضحة أو المقنعة في بعض الأحيان واللغة والطقس والوضع الاجتماعي!
في دراسة أجراها المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا، استنتج العلماء أن النساء يستطعن الاستفادة من تحسن الظروف الحياتية أكثر من الرجال، هذا يعني انه لو كانت للنساء والرجال نفس الفرص بالتعليم لكانت النساء أكثر نجاحا.
ترى كيف استطاعت المرأة شق طريقها والاستفادة من وجودها في السويد لتحقيق حلمها، هذه بعض الأمثلة الحية عن مقابلات أجرتها الكومبس؟

ميسون كوبيك صاحبة صالون نسائي
لا شك أن الوجود في السويد هو فرصة كبير لتطوير قدرات المرأة بشكل كامل ولكن للأسف الكثير من النساء العربيات رغم وجودهن في السويد لم يأخذن فرصتهن كاملة وكان شغلهم الشاغل تربية الأطفال خاصة في مراحل حياتهم الأولى.
وقد يكون هذا سبب أساسي بعدم إتقان اللغة السويدية بشكل جيد ورغم هذا فهو ليس عائقا أمام المرأة لتحقيق طموحها، لذلك قررت أنا بعد أن اقترحت أبنتي عليّ أن أفتح صالون حلاقة وتجميل نسائي للنساء المحجبات يوفر لهن الخصوصية والارتياح.
السويد مكان آمن للمرأة لكي تبدأ فعليا بتطوير قدراتها خصوصا من خلال الدراسة، التي لا تشترط عمراً معينا. في بعض البلدان عادة قد تتعرض المرأة التي تقبل على الدراسة بعمر متقدم للانتقاد من المجتمع ولكن هنا في السويد بالعكس فهي تنال الاستحسان والتشجيع.

ولاء وزهرة: السويد بلد مثالي للمرأة
وفي مدرسة تعليم اللغة في مالمو التقيت ولاء وزهرة وسألتهن كيف سيتم الاستفادة من وجودهن في السويد لتطوير أنفسهن عمليا؟
تقول زهرة عبد: “لقد وصلت إلى السويد منذ ثلاثة شهور فقط وانطباعي عن هذا البلد انه مكان ممتاز لاستثمار الطاقات وتحقيق الأحلام ووجودي هنا بحد ذاته هو فرصة لي لأكمل دراستي وأحصل على وظيفة تدعمني على الرغم من أن تحدي اللغة يشعرني أحيانا بالعجز في معاملات الدوائر الحكومية.
كما أشعر بالسند والدعم من المؤسسات بشكل عام هنا فهي تقدم كل المساعدات الى القادمين الجدد ليطوروا أنفسهم، أنا سعيدة بوجودي هنا في السويد.
أما صديقتها ولاء فخري توافقها الرأي وتضيف: الدراسة هي أهم ما يمكن ان يقوم به المرء هنا، كنت ادرس المحاسبة في سوريا وهو أمر ليس بالممتع بالنسبة لي لأني كنت أرغب ان أعمل بمجال التمريض ولكن للأسف هذا المجال ليس بالأفضل في سوريا ومازالت مهنة التمريض في البلدان العربية بالنسبة للنساء تتعرض أحيانا لبعض الانتقادات ولكن هنا في السويد سوف ادرسها واتعلمها لأنها مهنة إنسانية بالدرجة الأولى وهو الشيء الذي يهمني العمل وتقديم المساعدة للناس. السويد بلد مثالي للمرأة الطموحة فهي تستمتع بجميع حقوقها هنا.

صبحية أحمد: انقذتني لغتي الإنجليزية
نحن النساء قد تختلف ملامحنا، ولكننا جميعا مهما اختلفت ألواننا وقسماتنا متشابهون جدا من الداخل وننتمي في نهاية الأمر إلى بعضنا البعض. هذا ما فكرت به عند دخولي الى المطعم الصغير ورؤيتي صاحبته صبحية أحمد وهي تقدم الطعام إلى زبائنها السويديين في منظر اعتبرته انا من أفضل مظاهر الاندماج.
كارل يوهانسون يأكل الكبة في مطعم دمشقي صغير في أحد ضواحي مالمو وانيكا سفانسون تأكل بنهم طبق المقلوبة السورية!
تقول صبيحة: كان حلمي المجيء للسويد وفعلا تحقق بعد رحلة شاقة وصلت السويد في عام 2014 مع أمال وحب كبير لهذا البلد لأني سمعت عنه الكثير قبل أن أصل إليه، بأنه بلد الفرص والحياة المريحة والطبيعة الجميلة وحقوق المرأة والشعب الطيب وعندما بدأت حياتي هنا قررت مباشرة أن أعتمد على نفسي من خلال تحقيق طموحاتي بعد تلقي المساندة والدعم العائلي بأن أقوم بفتح مشروع صغير يلبي تطلعاتي وينمي قدراتي اقدمتُ على فتح مطعم صغير يتسم بالأجواء العائلية الدافئة.
لطالما كان اولادي يمدحون طبخي وكانوا واثقين بأنه سيعجب الزبائن السويديين وفعلا اليوم انا لدي مطعم يقبل عليه السويديين ويشيدون بمذاق الطعام باستمرار، رغم التحديات الصعبة التي تعترض بداية كل مشروع خصوصا بالنسبة للمرأة التي لا تتحدث اللغة السويدية يكون هنالك عائق في معرفة القوانين والإجراءات وانا بدوري أنقذني معرفتي باللغة الإنكليزية.
مريم بيتم: هذا هو البلد الذي سأجد فيه ذاتي
اما مريم بيتم وبثقة عالية تقول: أنا أتحدث اللغة السويدية بشكل جيد اليوم عندما وصلت الى السويد كنت اتمشى في شوارع المدينة وانظر خلسة من خلال النوافذ الى داخل صالونات الحلاقة واتفرج عليهم وهم يعملون، واقول بيني وبين نفسي ان هذا هو البلد الذي سأجد فيه ذاتي وفرصتي انا اليوم انسانة جديدة بالكامل، أنا اليوم أمتلك حياة جديدة وأفكار جديدة وخطط مستقبلية جديدة وخيارات أكثر تعطيني شعور بأن هناك مزيد من الأبواب تفتح بوجهي في سبيل نفسي وعائلتي.
وصلت مرحلة أستطيع رؤية مستقبل عملي وناجح ينتظرني خلف تلك الأبواب، أشعر كأني أمشي باتجاه الأفضل من خلال تطوير نفسي وتطوير أفكاري على سبيل المثال لم تسنح لي الفرصة في حياتي السابقة في سوريا بأن أدرس ولكن اليوم أنا أكتشف قدراتي وإمكانياتي بأن الدراسة وهي ليست شيئا مستحيلا وصعبا بالنسبة لي فأنا اتعلم اللغة السويدية وايضا الإنجليزية.
انا اكتشف اشياء جديدة من خلال مقدرتي على العمل والدراسة، على سبيل المثال انا مولعة جدا بالعمل كـ مصففة شعر رغم أني عملت بهذا المجال في سوريا فقط لمدة 8 شهور ولكني أعلم بأني سأكون ناجحة هنا في هذا المجال وسأعمل على تطوير نفسي.
زينب وتوت