لمواجهة الشعور بالإحباط والملل: لاجئون يطلقون من الكامب فرقة غنائية تنال دعم سكان قرية شمال السويد

: 4/13/16, 10:12 AM
Updated: 4/13/16, 10:12 AM

الكومبس – تقارير: الشعور بالملل وربما الوصول إلى مرحلة الإحباط هو ما يلازم أغلب اللاجئين ضمن مراحل انتظارهم قرار الإقامة، خاصة عندما يسكن طالب اللجوء في أحد المراكز النائية والبعيدة عن التجمعات السكنية، لكن بعض اللاجئين الشباب في بلدة örnsqöldvik شمال السويد، وجدوا أن الموسيقى والغناء يمكن أن تكون وسيلة تواصل رائعة بين المهاجر ومجتمعه الجديد، والتقرب أكثر من ناس وثقافة وعادات البلدة التي يعيشون فيها”.
“لغة الموسيقى والغناء، صلة الوصل بين المهاجرين والمجتمع” هي الفكرة الأساسية التي قامت عليها، فرقة كورال الحرية الشبابية، على يد مجموعة من اللاجئين الشباب في هذه البلدة النائية، شمال السويد.

أعضاء الفرقة قرروا الخروج من روتين الحياة المملة في كامب المدينة، وإظهار جانب آخر حقيقي عن ثقافة الشعوب العربية، تختلف عن تلك الصور المسبقة التي تكونت عن اللاجئين، في عيون كثيرين من الأوروبيين والسويديين، خاصة أنهم حظوا باحترام وتشجيع أهالي تلك المدينة.

يقول سامر عيان، وهو سوري لجأ إلى السويد منذ ستة شهور فقط لـ “الكومبس “: ” إن فكرة هذه الفرقة، تكونت من خلال دروس الموسيقى والغناء، التي كانت تعطى للطلاب في الكامب، والتي هي جزء أساسي لتعلم اللغة السويدية”.

ويشير في هذا الإطار، إلى مدرسته هانا، التي كان لها الفضل في قيام فرقتهم كما يقول، من خلال حثها لهم على تعلم، أغاني شعبية سويدية، تنقل جوانب من حياة السويديين وثقافتهم وطرق عيشهم، وتدعو للسلام والحرية بعيداً عن أي قيود وعوائق.

ويضيف، أن هذا الأمر ساهم إلى حد كبير، في جعله وبعض من أصدقائه، أكثر اطلاعا على المجتمع السويدي، ومعرفة عادات أهله وكيفية تناولهم لأمور حياتهم اليومية الاجتماعية وإلى ما هنالك. ومن هنا كان تبلور فكرة قيام الفرقة، التي تضم ستة أشخاص، هم خمسة سوريين، وعراقي واحد، تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 30 سنة، والذين قد يختلفون عن بعضهم البعض بمستوى تحصيلهم العلمي، لكنهم يتفقون بمحبتهم للموسيقى والغناء.

يقول سامر: ” لا يوجد لدى أحد من أعضاء الفرقة، أي خلفية موسيقية، لكن كل واحد منهم، لديه اهتمامات كبيرة بهذا المجال، الأمر الذي ساعد على تحقيق التآلف فيما بينهم”.

FB_IMG_1458572875415

سامر عيان

الفرقة تلقى تشجيعاً من سكان البلدة

يزيد القول إن إقامة بعض الحفلات الغنائية في الكامب الذي يعيشون فيه، شجعهم أكثر على المشاركة فيها، وغناء ما كانوا تعلموه، من أغاني شعبية سويدية، ليتطور الأمر لاحقا إلى دعوتهم لافتتاح معرض لرسام تشكيلي في مقهى البلدة، والتي كانت بمثابة الفرصة الحقيقية لهم للتعريف بهم للجمهور المحلي هناك، الذي تفاعل معهم ومع أغانيهم خاصة، أنهم كانوا يؤدونها باللغة السويدية السليمة، وهذا ما حظي بإعجاب المتلقي السويدي”.

ويتابع سامر في حديثه معنا، أن أعضاء الفرقة كانوا يتدربون على الأغاني كثيرا قبل أي حفلة، تجنباً لخطأ لغوي ما، ربما لا يتقبله المتلقي نفسه وبالطبع لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد لاقت الفرقة التي اتفق الأعضاء على إطلاق أسم الحرية عليها، قبولاً عند سكان البلدة.

وتمت دعوتهم للمشاركة ببعض الاحتفالات المحلية العديدة، ومنها احتفالات في مدرسة البلدة، والتي شارك فيها الى جانبهم، مجموعة من التلاميذ الأطفال، فضلاً عن إقامة حفلة خيرية، يعود ريعها للفقراء والمحتاجين، لاسيما من اللاجئين، وهذا ما سلط الضوء عليهم، من قبل الصحافة المحلية هناك، والتي وجدت فيهم نموذجاً للتعايش والتقارب بين الثقافات، ما دفع الفرقة وفقا لحديث سامر معنا، إلى التفكير بتقديم أغاني عربية شعبية، ومزجها باللغتين السويدية والإنكليزية، ليساهموا بذلك، بتعريف الجمهور السويدي على الموسيقى والثقافة العربيتين، ناهيك عن تفكيرهم في المستقبل، إلى التوجه نحو كتابة وتلحين الأغاني بأنفسهم.

ويختم حواره معنا، بالتأكيد على أن الغرض الأساسي من فرقة الحرية، هو إيصال رسالة محبة وسلام وشكر أيضا للسويديين، الذين “فتحوا لنا أبواب بلدهم في ظل الظروف التي تمر بها دولنا” وكذلك للتأكيد عبرها، أن اللاجئ ليست حدوده فقط، ذاك الكامب الذي يعيش داخله، بكل صوره والأفكار المسبقة عنه، بل إن لديه آفاق أوسع من ذلك بكثير.

هاني نصر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.