محمد درويش ضحية جديدة: تهمة الانتماء إلى “داعش” تربك الأمن وتشكك بالأبرياء

: 2/2/16, 1:43 PM
Updated: 2/2/16, 1:43 PM

الكومبس – خاص: يبدو أن هناك من يستغل حالة الحذر والحيطة من وقوع أعمال إرهابية في السويد، للاقتصاص من أعداء شخصيين، ومع أن الأمن السويدي ليس بهذه السذاجة لكي يصدق أي وشاية أو يأخذ بجدية أي تقرير يكتبه “فاعل خير” إلا أن هذا وإلى حد ما قد يربك الأمن، ويؤثر على نفسية ومستقبل الأبرياء.

محمد سعيد درويش وهو شاب فلسطيني في الخامسة والعشرين من العمر اتصل بجريدة الكومبس طالباً عرض قضيته للرأيّ العام بعد أن اتهم بالانتماء إلى داعش.

يقول محمد: “قدمت إلى السويد في سنة 2014 إبّان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. بعد تقديم طلب اللجوء بدأت العمل في مطعم بيتزا، واضعاً نصُب عينيّ هدفاً واحداً وهو تحقيق حلمي بالعيش الكريم في بلد تحترم فيه الحريات”.

“في اليوم الثاني من شهر يوليو 2015 حضرت قوة أمنية تابعة للبوليس السري السويدي واعتقلتني وأنا في مدينة كارلستاد دون سابق إنذار ولأسباب مجهولة.

لا توجد كلمات تصف حالتي في الساعات الأولى بعيدَ اعتقالي. شعور بالقهر والحيرة أصابني ولكيّ أتبيّن الأسباب طلبت من أفراد شرطة السجن إحضار مترجم.

في التحقيق الأول علمت أن هناك شكوك بأنني أنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

بعدها أودعوني في الحجز الانفرادي مع حراسة مشددة لمدة ستة أشهر. ومنعوا عني زيارة الأصدقاء، خلال هذه المدة أخضعت للتحقيق عدة مرات بوجود مترجم.

صباح يوم الجمعة الواقع في 18-12-2015 أفرج عني لأنني وكما قال لي البوليس، لا أشكل خطراً على أمن السويد. هذا القرار العادل أرفق بقرار غير منصف مفاده سقوط حقي باللجوء ووجوب عودتي إلى غزة.

ما كانت الحرب على غزة السبب الوحيد وراء قراري للانتقال إلى السويد. فهناك أسباب سياسية أخرى، فأنا أنتمي إلى عائلة تدين بولائها للرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. الأمر الذي يشكل إزعاجا للسلطة في غزة. ولهذا تعرضت للملاحقة من قبل حماس. ولليوم بعض أفراد عائلتي لايزالون يتعرضون للمضايقة والملاحقة هناك”.

يتابع محمد درويش قائلا: لا أزال أعاني من ردات فعل بعض المعارف والأصدقاء بسبب دخولي السجن. هذا بالإضافة إلى رفض ربّ العمل إعادة توظيفي. عد ذلك أنّي كدت أصبح مشردا لو لم تقدم لي عائلة سويدية المأوى.

أول شيء قمت به عند خروجي من السجن طلب المساعدة لدى المعالج النفساني وطبيب الصحة. أصبحت لا أنام دون اللجوء إلى تناول المهدئات، وبعض العقاقير من بينها دواء للعلاج من مضاعفات الإبرة التي حقنني إياها الطبيب بعد ساعات على دخولي السجن في “سولنتونا.” بتُ أشعر بأنني ملاحق وأصبحت أنظر بعين الريبة إلى أيّ شخص ينظر إليَّ في الشارع.

هذه الحادثة أيقظت لدى محمد درويش الشعور بالظلم وأوقعته في حيرة من أمره. فهو من جهة خائف على مصيره وعلى حياته. كما أنه اليوم يجد نفسه في حالٍ لا يحسد عليه فهو لا يتمتع بأيةِ حقوق في ظلِ وجود قرار تسفيره.

يصف محمد درويش العيش في قلق دائم والخوف على المصير بالجحيم. ويضيف بأن فكرة لجوئه للانتحار أمر وارد! فالأمر بالنسبة له سيّان الموت والعودة إلى غزة.

حسانة أرناؤوط – ستوكهولم ( خاص بالكومبس ).

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.