مسؤوليات متزايدة أمام شبكة الكومبس في الذكرى السنوية الأولى لجريدتها الورقية
الكومبس – خاص: بصدور العدد الحالي من جريدة الكومبس الورقية، نكون قد أكملنا العام الأول في مسيرة انطلاق وتطوير هذا الجزء من شبكتنا الإعلامية الناشئة. ولأننا سنترك ما يتعلق بمنح شهادة النجاح في تجربة العام الأول للمتابعين والقراء، من المؤكد أننا سنتفرغ لتقييم ودراسة ما نجحنا به وما فشلنا بتحقيقيه حتى الآن.
في البداية، هناك من اعتبر اصدار جريدة ورقية في السويد بهذا الوقت وباللغة العربية، مغامرة بعد الانتشار الواسع الذي تحققه حاليا الصحافة الالكترونية وسط حالات إغلاق متكررة لعدة صحف ورقية، المغامرة كانت أيضا كون الصحيفة باللغة العربية في دولة مثل السويد.
فالعديد من الأسئلة نشأت مع إنطلاق هذه التجربة، منها: كيف يمكن حل مسألة التنافس بين المادة المنشورة على الويب التي تتميز بالآنية وبالسبق الزمني، وما هي طبيعة المواد التي تناسب هذه الوسيلة الإعلامية لكي تبقى تحافظ على شعبية قوية، وكيف يمكن لصحيفة ورقية أن تصل إلى مجموعة لغوية تنتشر جغرافيا على مساحة السويد كلها وتتداخل مع المجتمع السويدي في مدنه ومناطقه المختلفة؟
يمكننا القول إن مرور العام الأول على اصدار صحيفة الكومبس الورقية، قد نقلها من مرحلة المغامرة إلى مرحلة التفكير بتطويرها وزيادة أعدادها ورقعة انتشارها وتأمين وصولها إلى أكبر عدد ممكن من القراء.
ولعل اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام السويدية بشبكة الكومبس وبتجربة اصدار جريدة عربية في السويد، هو حافز لنا على الانتقال إلى مراحل ما بعد الخروج من عقدة المغامرة التي صاحبت انطلاق الجريدة في مراحلها الأولى، فخلال الشهرين الماضيين تكرر أسم الكومبس عدة مرات في وسائل الإعلام السويدية، عندما خصصت الإذاعة السويدية الرسمية والتلفزيون الرسمي وصحف نقابة الصحفيين السويديين بالإضافة إلى صحف أخرى، تقارير مختلفة عن قصة نجاح الكومبس خلال مدة قصيرة وكيف أنها جذبت مئات آلاف المتابعين.
الأساس الذي كانت تبني عليه هذه الوسائل الإعلامية تقاريرها كان يتمحور حول سؤال واحد: كيف استطعتم أن تكسبوا ثقة المتابعين لكم بهذه السرعة؟ والجواب كان دائما ينطلق من عدة أساسيات منها: أننا نحترم المجموعة التي نستهدفها ونحترم عقول وميول كل فرد منها، إلى جانب أننا نؤكد دائما على أن الكومبس شبكة إعلامية مستقلة في خدمة المجتمع السويدي، من خلال خدمة مجموعة لغوية كبيرة تشكل جزءا رئيسيا من هذا المجتمع، ولا تتبع أو تتأثر بأي أفكار سياسية أو انتماءات اثنية أو عرقية أو طائفية.
يبقى جانب التقصير في الوصول إلى عدد أكبر من المثقفين والشخصيات العامة الأدبية والعلمية والمهنية العرب والناطقين بالعربية في السويد، نوع من أنواع الفشل الذي نطمح بتلافيه في المستقبل، فنحن نرمي فعلا أن يشارك معنا اكبر عدد من الشخصيات الاجتماعية الفاعلة والتي قد تجد في الكومبس منبراً للتأثير على الآخرين.
د. محمود صالح آغا
رئيس تحرير شبكة الكومبس