الكومبس – تحقيقات: حتى الساعة، لا تزال السويد لا تعرف من سيستلم قيادة حكومتها لأربع سنوات مقبلة، بعد أن صوت البرلمان الجديد (الريكسداغ) يوم 25 سبتمبر/ أيلول، على إزاحة ستيفان لوفين من رئاسة الحكومة، بأغلبية 204 صوتاً من أصل 349 صوت هم مجموع مقاعد البرلمان. لتصبح الحكومة الحالية، حكومة تسيير أعمال.
وكما كنا نتابع، فقد أفرزت نتائج انتخابات البرلمان السويدي (الريكسداغ) التي جرت في 9 سبتمبر/ أيلول، وضعاً سياسياً معقدا في السويد، يمكن وصفه بأنه حالة تاريخية فريدة من نوعها، وذلك بسبب التقارب الشديد في عدد مقاعد الكتلتين الرئيسيتين، كتلة الحمر الخضر (الاشتراكي الديمقراطي والبيئة واليسار) مقابل كتلة الزرق أو أحزاب الائتلاف الأربعة (الموديرات والليبراليين والوسط والديمقراطي المسيحي).
حصول الكتلة الأولى على مقعد واحد فقط أكثر من الكتلة الثانية، لم تكن المشكلة الوحيدة التي عقّدت مسألة حسم استلام السلطة، بل جاء حصول حزب الـ SD، الذي لا ترغب معظم الأحزاب الأخرى بالتعاون أو الحديث معه، ليزيد من صعوبة حصول أي حكومة على شرط النصف زائد واحد، إلا في حالة التخلي عن تمترس الأحزاب ضمن الكتلتين التقليديتين، وخلق تحالفات جديدة.
لكن التحالفات الجديدة تتطلب توافقات جديدة، والتوافقات بدورها تتطلب تنازلات، من جميع الأطراف، ولكن بنسب مختلفة، ليبقى السؤال المطروح هو: من سيتنازل لمن؟ من أجل إنقاذ السويد من الذهاب إلى انتخابات إضافية جديدة، فحسب الدستور سيتم منح رئيس البرلمان 4 فرص لاقتراح وتكليف إنشاء الحكومة المنتظرة.
ولكن من هم الأوفر حظاً في خوض غمار التكليف؟
رئيس حزب المحافظين الموديرات أولف كريستيرسون Ulf Kristersson
حزب المحافظين برئاسة أولف كريستيرسون، هو الحزب الأكبر في الائتلاف، يمتلك 70 مقعداً، وقد أكد هذا الحزب مراراً أنه يتطلع لاستلام رئاسة الحكومة.
ما قد يعزز من فرص حصول أولف كريستيرسون على منصب رئيس الحكومة، هو أنه مقبول أكثر من غيره لدى حزب الـ SD، فبحسب تصريحات سابقة لرئيس الحزب، جيمي أوكيسون، أكد أنه يعتبر حزب الموديرات الحزب الأفضل لقيادة البلاد، خاصة أن الـ SD منح الموديرات دعمه في أول تصويتين للبرلمان الجديد، الأول عند التصويت على رئاسة البرلمان والثاني عند التصويت على إزاحة لوفين من منصبه كرئيس للحكومة، التصويتان حصلا في يومين متتاليين في 24 و25 سبتمبر.
هذا ويعتبر أولف كريستيرسون نفسه بأنه أحق بهذا المنصب، لأن الائتلاف يعتبر نفسه أكبر من حزبي البيئة والاشتراكيين الديمقراطيين، فهم يحذفون من الكتلة الحمراء الخضراء المنافسة لهم، حزب اليسار الذي حصل على 28 مقعدا، بطريقة حسابية – سياسية غير مفهومة.
ما هو واضح إلى الآن أن أولف كريستيرسون يرفض مثله مثل بقية أحزاب الائتلاف، التعاون مع الـ SD لتأليف حكومة قد تتنازل عن بعض الملفات لهذا الحزب. ولكن هذا لا ينفي أن الموديرات هم الخيار الأفضل للحزب المعادي للهجرة، في حال كان الخيار بين الموديرات والاشتراكي الديمقراطي.
رئيس الاشتراكي الديمقراطي ستيفان لوفين Stefan Löfven
التصويت الذي جرى يوم 25 سبتمبر/ أيلول على إزاحة ستيفان لوفين من رئاسة الحكومة، لا يعني أنه من الممكن أن لا يعود مرة أخرى رئيساً لحكومة جديدة بتحالفات مغايرة، خاصة أنه لا يزال هو رئيس أكبر حزب في البرلمان بعدد مقاعد 100 مقعد وبكتلة هي الأكبر أيضا.
ستيفان لوفين قال في مؤتمر صحفي بعد فترة وجيزة من التصويت على إبعاده عن منصبه” ارادتي هي الاستمرار في خدمة البلاد كرئيس للوزراء.”
كما أكد لوفين انفتاحه على الاقتراحات مع الأحزاب التي تشكل الجانب الآخر من الكتلة الزرقاء.
فرص النجاح بتأليف مثل هذه الحكومة لا تزال موجودة على الرغم من تأكيد الائتلاف على التماسك كجهة تفاوض واحدة وأنهم غير راغبين بالتعاون مع لوفين كرئيس للحكومة.
ومن جانب آخر وفي حال قبل لوفين الذهاب نحو اليمين وتقديم تنازلات للائتلاف، من الممكن ان يصيب ذلك جزء من الناخبين له بخيبة أمل، يستفيد منها حزب اليسار.
رئيسة حزب الوسط آني لوف Annie Lööf
الاحتمال الأضعف أن تتشكل حكومة بقيادة رئيسة حزب الوسط آني لوف، لكنه حل ينظر له كطريق وسط يفك عقدة تشكيل الحكومة اليوم. من غير المرجح أن تكون الحكومة بقيادة “لوف” مدعومة من قبل SD، لكن من المحتمل أن تجمع ما يكفي من الدعم القوي من الأحزاب الأخرى.
لم تحتل آني لوف حتى الآن أي منصب وزاري ولديها طموح طبعا في ان تصبح رئيسة للوزراء، لكن حزبها لا يشكل سوى أقل من 9% من مقاعد البرلمان.
الأيام القليلة المقبلة قد تكشف لنا عن نتائج سير المفاوضات لتشكيل الحكومة السويدية، أو ستذهب السويد لانتخابات إضافية.
من هو الرئيس الجديد للبرلمان السويدي (الريكسداغ) وما هي صلاحياته؟
في أول جلسة للبرلمان السويدي بعد انتخابات 2018 وفي 24 سبتمبر/ أيلول، انتخب أعضاء البرلمان Andreas Norlén (أندش نورلين) رئيسا للبرلمان.
- من مواليد 6 مايو 1973 في ستوكهولم ويعيش حاليا في نورشوبينغ
- عضو في اتحاد شبيبة الموديرات منذ العام 1988
- ماجيستير في الحقوق (العام 1996) اختصاص علاقات تجارية من جامعة لينشوبينغ
- ماجيستير في المحاماة (العام 2000) من جامعة ستوكهولم
- دكتوراه في قوانين الشركات من جامعة لينشوبينك العام 2004
- فاز بمقعد في البرلمان السويدي في العام 2006 عن الموديرات
- متزوج من هيلينا شيلستروم العام 2013 ولديهما طفل
- رئيس اللجنة الحقوقية في البرلمان في العام 2014
- أصبح رئيسا للبرلمان في 24 سبتمبر/ أيلول 2018 بأغلبية 203 صوتاً.
ما هي صلاحية رئيس البرلمان في السويد
رئيس البرلمان في السويد هو الشخصية الاعتبارية الثانية، بعد الملك، وقبل رئيس الوزراء، ويمكن أن يمثل البلاد بمناسبات وطنية ودولية.
يرأس أعمال البرلمان وينسق التشاورات مع قادة المجموعات البرلمانية، لديه مهمة، قيادة المفاوضات ، قبل اقتراح رئيس وزراء جديد وتكليفه بتشكيل الحكومة.
لا يشارك رئيس البرلمان في أعمال اللجان أو في المناظرات والمناقشات التي تدور بالمجلس.