مواقع التواصل الإجتماعي ساحة معركة بين التطرف ومكافحته
الكومبس – تحقيقات: أضحت مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك، وسيلة فعّالة لنشر الجماعات المتطرفة أفكارها بين الشباب، وتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية، أو حشد التأييد لها، ونشر الكراهية والتعصب في صفوفهم. وتستفيد هذه الجماعات من العزلة التي يعيش فيها الشباب، وفشل إندماجهم في المجتمعات الجديدة، وضعف هذه البرامج وعدم واقعيتها وفعاليتها، إضافة الى البطالة واليأس.
ولا تقتصر هذه الجماعات على التيارات الإسلامية المتطرفة، بل تشمل أيضاً، المنظمات المتطرفة التي تدعو الى العنف، سواء كانت يمينية أو يسارية في مختلف دول العالم.
وفي السويد، خصصت الحكومة 2.2 مليون كرونة، لمحاربة هذه الجماعات التي تستخدم الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعية الأخرى، كوسيلة لتجنيدهم.
وذكرت الإذاعة السويدية إن الحكومة تريد " وضع أدوات تعليمية تعمل على مكافحة الدعوات اللاديمقراطية، التي يمكن أن تنتشر في المدارس وجمعيات أوقات الفراغ". ونقلت عن وزيرة الديمقراطية بيرغيتا اولسون قولها لمحطة تلفزيون SVT السويدية " إننا نريد السيطرة على الشباب من البداية التي تكون عادة في الإنترنيت قبل أن يصبحوا متطرفين".
هاشم علي مندي
إعادة النظر في برامج الإندماج
وقال رئيس تحرير إذاعة العراق الحر التي تبث من العاصمة الجيكية براغ هاشم علي مندي في تصريح لموقع " الكومبس " ، إن " مسؤولية منع الشباب من الوقوع في احضان الجماعات المتطرفة والعنصرية، سواء كانت يمينة او يسارية او دينية وتحولهم الى ادوات للترويج لهذه التوجهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقع على عاتق الحكومات والدولة المستضيفة لهؤلاء الشباب، من خلال حسن معاملتهم وتوفير فرص حياة كريمة لهم، ووضع حد لحالات التمييز العنصري في مجتمعاتها لهذه الشرائح المهاجرة".
وأضاف: " نشاط هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة لظاهرة وليس سببا لها. الحكومة السويدية وبقية الحكومات الاوربية الغربية عليها ان تعيد النظر في اساليب التعامل مع المهاجرين وتطبق برامج اندماج حقيقة وفاعلة لهم، لأن هؤلاء الشباب يشعرون بغضب شديد من سوء معاملة المجتمعات الغربية لذويهم ولهم ايضا".
ودعا الحكومة السويدية وغيرها من الحكومات ان تدعم وتمول برامج إجتماعية ومواقع إعلامية مثل الكومبس وبلغات عديدة توضح الموقف وتشرح التجارب وتعرض الحالات وتدعو الى التعايش والمحبة والإخاء والسلم لأن تلك الجماعات تنفق ايضا اموالا على مواقع تدميرية، فلماذا لا يتم الانفاق في وجه الخير من قبل تلك الحكومات الغربية اذا ارادت لنفسها الهدوء والسكينة".
أما الصحفي العراقي المعروف كامران قرداغي فقال لـ " الكومبس ": " هناك أسباب كثيرة تجعل الجماعات المتطرفة أكثر نجاحا في كسب عقول الشباب، وهذا يعني أن على الجماعات التي تحارب التطرف أن ترفع مستواها وكفاءتها في مواجهة التطرف. فالمسألة هي صراع على كسب هذه العقول. المشكلة في رأيي هي أن القوى غير متكافئة، فالمتطرفين يستفيدون من طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يُعتبر تناول الدين من المحرمات. وطبعا التعليم في هذه المجتمعات متخلف ومن دون تعليم متقدم، ليس سهلا الإنتصار على التطرف".
الفيسبوك منبر للتطرف
وأصبحت بعض صفحات " الفيسبوك " منبراً لتبادل مشاعر التعصب والتحريض وبث الكراهية من خلال سهولة التواصل فيها، حيث يلجأ شباب عاطلون عن العمل، بعضهم تعرض الى عنف شديد من قبل جهات حزبية أو حكومية، لتفريغ غضبهم والتأثر الشديد بمتشددين يدعون الى ممارسة العنف ضد الأعداء المفترضين!
ويقول ناشط في مجال العمل بمنظمات الشباب في لوند جنوب السويد سامي حيدر لـ " الكومبس " : " إن برامج الإندماج الحكومية تقترب من الفشل، فهي تستند على تفكير مثالي بعيد عن واقع الشباب المهاجر، وتفتقر الى أن تكون عملية ومفهومة من قبل الأجانب".