ميسم عباس: مثال لإصرار المرأة العراقية الناجحة على العمل رغم مصاعب الهجرة لبلد جديد
الكومبس – مالمو: ميسم عباس إمرأة عراقية من مالمو، تحاول تغيير الصورة النمطية عن المرأة في الشرق الأوسط، وتمكنت من تخطي العديد من القيود الاجتماعية في بلدها ونجحت في الاستمرار بالعمل في المجال الثقافي في السويد بالرغم من الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الأجانب.
صحيفة Sydsvenskan إلتقت بها للحديث عن تجربتها الناجحة في السويد وقدرتها على تحقيق أهدافها وتجاوز كل أنواع المحن والصعوبات الثقافية والاجتماعية.
نشأت ميسم عباس في بغداد ودرست في أكاديمية المسرح وتخرجت منه وعملت في القطاع الثقافي، وأصرت على استمرار العمل في هذا المجال منذ قدومها للسويد قبل 16 عاماً.
تقول للصحيفة إن النساء في الشرق الأوسط مجبرين على البقاء في البيت ورعاية الأطفال والاهتمام بشؤون تدبير المنزل، مبينةً أنها هي وجميع أفراد أسرتها والناس المحيطين بها كانوا يرفضون العيش وفق هذه الصورة النمطية عن المرأة.
وأضافت أنها قررت منذ البداية عدم السماح لأحد بوضع قيود عليها أو على حياتها الشخصية أو طريقة عيشها وتقرير مصيرها.
وأوضحت أنها عندما قررت الانتقال إلى بلد جديد والاستقرار فيه لم تكن ترغب بالبدء بحياتها الجديدة من نقطة الصفر وإنما عملت جاهدةً للاستمرار في وتيرة حياتها مثل السابق، ولذلك رفضت رمي كل مهاراتها وإمكانياتها وقدراتها المهنية وحرصت على إيجاد طرق أخرى لاستخدامها.
العمل في المسرح من جديد
وبحسب ميسم فإنها نجحت بعد 16 عاماً من قدومها للسويد تحقيق هدفها المتمثل بالعمل في مجال المسرح والثقافة، داعيةً جميع القادمين الجدد والمهاجرين من خلفيات أجنبية إلى استغلال مختلف أنواع الفرص المتاحة من أجل أن يتمكن الفرد من تحقيق ذاته خاصةً وأن السويد تتمتع بعدم وجود أنماط ثقافية محددة أو معينة.
وتتابع القول: ” بالنسبة لي كان من المهم جداً تكوين صداقات والتعرف على أشخاص من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، لاسيما وأن الاختلاط مع أناس من بلدي العراق يمكن أن يكون صعباً من وجهة نظري لأنه قد يكون محكوماً بالحديث كثيراً عن الذكريات والبقاء في سجن الماضي، إلا أنني أريد المضي قدماً ومتابعة حياتي في هذا البلد الجديد”.
وذكرت ميسم وهي زوجة المسرحي العراقي المعروف كريم رشيد أنهما عندما وصلا السويد بعد خروجهما من العراق نتيجة القمع والاضطهاد في تلك الفترة كانت لديهما رغبة شديدة بالبدء ببرامج تعلم اللغة السويدية وكانا على استعداد تام لاتخاذ جميع الخطوات للانخراط في المجتمع الجديد.
وأضافت “في البداية لم يكن هناك بدائل أو احتمالات أخرى للعمل في مجال المسرح، ولم نكن نستطيع المغامرة والعمل في المجال الثقافي على اعتبار أنه من الصعب بالنسبة لي ولكريم الاستثمار في أمور غير مؤكدة، لذلك قررت إيجاد طرق أخرى لاستخدام قدراتي المهنية”.
وأشارت إلى أنها وضعت استراتيجية طويلة وبدأت بالدراسة في مجال تربية الأطفال وتمكنت فيما بعد من استغلال مهاراتها المهنية وخبرتها في المسرح في مجال التعليم وحصلت على وظيفة ونجحت في الاندماج بالمجتمع السويدي.
وبعد سنوات استطاعت ميسم من تحقيق التقدم والازدهار في عملها وحصلت على وظيفة جديدة كمعلمة في مرحلة رياض الأطفال.
تقول ميسم إن المهاجرين بشكل عام مضطرين لبذل جهوداً مضاعفة عند الانتقال لمجتمع آخر مثل تعلم اللغة الجديدة والتأقلم على الثقافة وإثبات القيم الخاصة للمهاجر.
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر