نصر ناجي لازم: شاب عراقي ينقل تجربة اندماجه في المجتمع السويدي إلى كتاب
الكومبس- خاص: أن تأتي الى بلد غريب عليك في كل شيء، من اللغة والثقافة والعادات وتقاليد المجتمع، لتبدأ فيه حياة جديدة وتصبح جزءا منه، وتُبدع في إنتاج قيم فكرية، أمر ليس بالسهل، لكنه ليس مستحيلا، خصوصا في بلد يفتح لك ذراعيه كالسويد، ويحتضنك كواحد من ابنائه.
هذا ما أثبته نصر ناجي لازم، الشاب العراقي الاصل الذي جاء وعائلته الى هنا منذ اواسط التسعينات بحثا عن بداية مختلفة.
الشاب الذي يعمل كباحث اجتماعي في قضايا الاطفال والمراهقين، أراد نقل تجربته في الحياة والاندماج مع المجتمع السويدي، بعد ظروف صعبة عاشها في بلده الأم العراق، الى كتاب من المقرر نشره في ايار/ مايو المقبل.
يقول ناجي لازم لـ “الكومبس” إن كونه غريباً عن المجتمع الجديد ولغته، لم يكن هذا الامر أبدا عائقاً في طريق تحقيق طموحاته.
ويضيف: ” لقد كنت متيقننا منذ البداية أن الطريق للنجاح هو العلم، فعبر المثابرة والتصميم يتم تحقيق الأهداف. ولعل البعض من القادمين الجدد ممن سيقرأون كتابي، سوف يستوعبون ان المفتاح الأول والأخير للحياة هو الدراسة والتعلم وانه لا مكان لفقدان الأمل”.
تعلم اللغة هو مفتاح كل شيء
أراد الشاب العراقي في كتابه تسليط الضوء على الاوقات الصعبة التي عاشها وعائلته في العراق خلال الحرب والحصار والتي دفعتهم للهجرة، وكيف استطاع ان يهزم تأثيرات مثل هذه الظروف على حياته الجديدة في السويد، حيث يشير الى نشأته في بغداد ضمن مجتمع ساده الخوف والعنف.
ويصحبكم الكتاب والأجزاء اللاحقة منه، الى آخر المطاف الذي رست عليه عائلته في مشوار الهجرة هذا. كما يتحدث الكتاب وفقا لنصر ناجي لازم، عن أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمعات، كما ينوه ايضا الى خطورة النظرة الدونية للمرأة في المجتمع العراقي حسب تعبيره، والتي تحاول الهرب إلى عالم يسوده السلام والطمأنينة.
ويسرد في كتابه، الالية التي اتبعها ليكون ضمن المجتمع الذي اختار العيش فيه، مقدما نصيحة للقادمين الجدد الى السويد بأهمية أن يتعلموا ومن غير تردد أو نقاش اللغة السويدية، كعامل تقرب أولي وضروري من المجتمع، داعيا اللاجئين الجدد الى انشاء شبكة علاقات اجتماعية، ليس فقط في نطاق مجتمع المهاجرين، بل تكوين صداقات ومعارف من ضمن المجتمع السويدي نفسه، وهو ما يسهل التعرف أكثر عليهم، وعلى لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وبالتالي يصبح الاندماج أمرا أسهل وأقل تعقيدا.