هكذا تزرع المدارس السويدية الثقة في نفوس طلابها وتبرز مواهبهم
الكومبس – خاص: تهتم المدارس السُويدية، بمواهب الطلاب، وتحرص على تنميتها، وزرع الثقة في نفوسهم، وتشجيعهم على إبراز شخصياتهم أمام الجمهور، من خلال عروض فنية وموسيقية منتظمة، تنظمها في المدارس بشكل دوري، بحضور أولياء أمورهم.
وكمثال على ذلك، قدمت مدرسة Årby في مدينة Eskilstuna مطلع الأسبوع الجاري، عرضاً منوعاً شمل أنواع مختلفة من الفنون من رسم وموسيقى وغناء ورقص وتمثيل ونحت، شارك فيه عشرات من الطالبات والطلاب من الدراسين في المرحلة المتوسطة.
وعكس العرض، مواهب الطلبة التي بدت متميزة عند البعض منهم، قياساً بأعمارهم وتجربتهم المتواضعة في عالم الفن، فيما جسد طلبة آخرون الأدوار التي أوكلت إليهم، مقدمين إداءً متميزاً ضمن مادة مدرسة الفنون التي يدرسونها أو ما يطلق عليها SOTA وهي إختصار لـ School of the Arts، فيما بدت جهود الأساتذة في تدريبهم طوال الفصل الدراسي الأول من العام، واضحة.
تقول إستاذة العلوم الإجتماعية واللغة السويدية وأحدى القائمات على العرض ماريا فوشبيري في حديث لـ “الكومبس”، إن العديد من الطلبة الدراسين للمادة، يتمعتون بإداء عال، لافتة الى الدور الذي يلعبه التعبير الإبداعي في تحفيز الطلبة ومنحهم الثقة وجعلهم أكثر إلتزاماً.
وتحرص المدارس في السويد على تنمية ذائقة طلبتها الحسية بالفن، بنفس مقدار حرصها على نمو قدراتهم الدراسية، العلمية والأدبية. متماشية بذلك مع أحدث طرق التدريس التي تركز على أهمية الفن بفروعه المختلفة في تطوير ذهنية الطالب وتخليصه من الإجهاد والتوتر وبعض التأثيرات السلبية التي قد تسببها التغيرات الهرمونية المصاحبة للطلبة في مراحل نموهم المختلفة.
ماريا فوشبيري ( خاص بالكومبس )
مائة طالب شاركوا في العرض
وذكرت فوشبيري، ان نحو مائة طالبة وطالب شاركوا في العرض، مقدمين فعاليات مختلفة، حيث جاء العرض، ثمرة للجهود والطرق المختلفة التي إعتمدها أساتذة المادة خلال الفصل الدراسي الأول.
وتضم مدرسة أوربي التي تقع في منطقة، يُشكل اللاجئون نسبة كبيرة من سكانها، التلاميذ والطلبة من المرحلة التمهيدية وحتى الصف التاسع، وتسود أغلب أقسام المدرسة، أجواء من التفاهم والأنسجام التي يمكن ملاحظتها بسهولة بين الطلبة وأساتذتهم، الذين نجحوا في نسج علاقات صداقة رائعة مع طلبتهم، وعلى عكس ما أشيع عن المدرسة من أنخفاض مستوى طلبتها الدراسي، فأن الكثير من الطلبة، يتميزون بتفوقهم الدراسي.
ولا تدرس مادة الفنون SOTA في جميع مدارس السويد، إذ تقول فوشبيري: ليس لجميع المدارس مادة الفنون. نحن نعمل مع مختلف أشكال جمالية التعبير من رقص وغناء وموسيقى ودراما ونحت ورسم، وهي ميزة تكسب الطلبة، الثقة بالنفس وتعمل على تطوير قدراتهم الإبداعية.
ويمكن للطلبة من الصف السابع، إختيار الفرع الفني الذي يرغبون المشاركة فيه ولهم في ذلك خيارات كثيرة وممتعة، بالإضافة الى إمكانية أختيارهم إحدى اللغات او أحدى المواد العلمية، كالرياضيات مثلاً.
وتبين فوشبيري، أن لجميع الطلبة حرية إختيار الفن الذين يرغبون به بغض النظر عن معرفتهم السابقة به، إذ لا يضطر الطالب لأجراء أي إختبار في ذلك، وتضيف: ليس هناك أي إختبار لقبول الطلبة، الجميع مرحب بهم. الشيء المهم وجود رغبة التعلم.
ما يلفت النظر الى النشاط الذي قدمته المدرسة، وربما تتوحد به مدارس السويد بشكل عام، هو إدماج الطلبة من ذووي الإحتياجات الخاصة في جميع فعالياتها، بما في ذلك الرقص والموسيقى والغناء، عاكسين بذلك أهمية تعزيز ثقة الفرد بنفسه في مراحل نموه المبكرة والصحة الإجتماعية للمجتمعات التي ينشىء أبناءها على مثل هذه المفاهيم.
لينا سياوش