وسائل التواصل الاجتماعي قربت البعيد وأبعدت القريب
الكومبس – خاص: هل سلبت التكنولوجيا حياتنا! وهل أصبح كل شئ في حياتنا افتراضي يسوده الصمت، وتعطلت لغة الكلام! هل ادمنتم الفيسبوك ومحادثاته ومنشوراته؟ وهل وقع الناس تحت وطأة هذا الكم الهائل من التقنيات والبرامج والألعاب والتطبيقات التي لاحصر لها؟
هل أصبحت اليوم تفضل الحديث على الانترنت بدل الحوار المباشر بين أفراد عائلتك وأصدقائك؟ هل الإنترنت هو ادمان ام هروب من الواقع؟ أم هو الذي يجعلنا نشعر بالحرية باختيار مانريد بلا رقيب؟
في مقابل ذلك، كيف يمكن الإستفادة من الجوانب الايجابية لوسائل الاتصال الجديدة دون الادمان عليها؟
أسئلة كثيرة تطفو على سطح النقاشات اليوم مع وصول تطور تكنولوجيا المعلومات الى هذا الحد الذي نحن فيه، طرحتها الكومبس في هذا التحقيق على العديد من القراء والمراقبين، فكانت إجاباتهم كما يلي أدناه:
رؤى شوقي: “تكنولوجيا الإتصالات سلاح ذو حدين”!
تقول رؤى شوقي، وهي طالبة، إن: “التكنولوجيا الحديثة هي سلاح ذو حدين. يوجد سلبيات وإيجابيات في إستخدامها. فلا يمكن إنكار ان وسائل الاتصال الحديثة قد وسعت آفاق الفكر وزادت من رقعة معارف المرء. فبدلا من إقتصار معرفة المرء بأبناء حيه السكني وزملاء عمله وأقاربه، امتدت دائرة معارفه لتشمل أشخاص في بقع جغرافية بعيدة، وهذا يعود بسبب الحرية في اختيار وانتقاء الأشخاص حسب التوافق الفكري، لكن كل ذلك قد يكون من جهة ثانية سببا في إبتعاد الأشخاص عن أهاليهم وانشغالهم الدائم بالألعاب عن طريق الانترنت وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي فلايعود هناك حياة عملية بينهم”.
قدرة الهر: “التكنولوجيا قدمت للبشرية أشياء رائعة”
تقول السيدة قدرة الهر مديرة الجمعية الأوربية للتنمية البشرية إن “التكنولوجيا لم تسلبنا شي، وإن التقدم التكنلوجي خصوصا في مجال الاتصال اللاسلكي والإنترنت قدم للبشرية أشياء رائعة واختصر كثيرا من الجهد والوقت وزاد من فرص التواصل والتعارف، وأعطى للإنسان خيارات كثيرة. ومن وجهة نظري ان التكنولوجيا ساهمت في زيادة وعي الانسان بمحيطه وبمشاكل مجتمعه”.
وأضافت: “علاقة الإنسان بوسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وغيرها منحت فرصا للتواصل بين الناس بصورة رائعة ومتفاعلة لكن كان هناك تاثيرات سلبية في نفس الوقت اشارت للفراغ الذي يترك بدون ان يعوضه احد، مثلا في نطاق الاسرة نرى ان كثير من أفراد الاسرة يقضى وقت كبير جدا للتواصل عبر الإنترنت لكن لا يكون هذا التواصل بنفس المستوى داخل الاسرة ذاتها، واعتقد ان هذا يُبين خللا كبيرا في بناء الاسرة ومفاهيم كل فرد فيها عن دوره في هذه المنظومة الاجتماعية المهمة”.
وأعتبرت ان “العيش في فضاء افتراضي – كفضاء الإنترنيت – يمنح الكثير من الناس راحة نفسية كبيرة هم يحتاجهوها. البعض يحتاج الى امتلاك خصوصية لا يمتلكها في الواقع، وهذا يؤشر الى أشياء مهمة وخطيرة في نفس الوقت أعتقد ان هذا الفضاء الالكتروني مهم جدا ويجب الاهتمام بـ ( لماذا ) يكون الاهتمام به اكبر من غيره وخصوصا في الأسرة لتصحيح الأخطاء”.
وخلصت الهر الى القول: ” ان الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي حلت مشكلة إنسانية كبيرة، وكانت بمثابة حلم فكر فيه الانسان منذ اقدم العصور، وهو اختيار الزمان والمكان بدون صعوبة. انا اليوم استطيع ان أتكلم مع من اريد حتى لو كان يبعد الآلاف الاميال وفي اي وقت، هذه الفرصة لم تكن متاحة للإنسان كما هي متاحة له اليوم، فلم يعد لا قيمة للمكان او الزمان او الطقس او الحدود السياسية وهذه ميزه مهمة جدا”.
زهراء العميدي: “لابد من تقبل عالم التكنولوجيا الإفتراضي والتعود عليه”
اما زهراء العميدي فتقول : “صحيح ان عالم التكنولوجيا هو عالم افتراضي ولكنه بالحقيقة هو واقعي لأن المشاركين فيه هم بشر موجودين بالواقع ويتواصلون بشكل فعال وهذا معناه انها شكل متطور من العلاقات الانسانية لابد من تقبله والتعود عليه، ولكنها بنفس الوقت سلاح ذو حدين والفارق بين ايجابيتها وسلبيتها يتوقف على مدى استخدام الفرد لها وهو من يحدد اذا كان يستفيد منها كنوع من الاطلاع على ما يدور خارج النطاق الذي يعيش فيه او يحادث أصدقائه عبر الانترنت او يسئ استخدامه في غير موضعه كتضييع الوقت او الإدمان الذي ينعكس سلبا على الفرد ويفوت عليه الانخراط في الحياة الاجتماعية الواقعية”.
د. صلاح حسين: “وسائل التواصل الإجتماعي وفرت فرص متساوية للظهور”
يقول صلاح حسين وهو طبيب عام : ” من وجهة نظري الكثير من الامور في حياة الانسان هي افتراضية، علاقات البشر فيما بينهم افتراضية، والشخص عادة يحب ان يظهر للآخرين الاشياء الجيدة ويخفي الاشياء غير المحببه من وجهة نظره … كذلك كل البشر يعيشون توقعاتهم بمعنى اننا نكون سعداء اذا تحقق ما فكرنا فيه. اليوم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وفرت فرصة متساوية للجميع بالظهور بالشكل الذي يريده للشعور بانه يملك أشياء خاصة وأسرار خاصة واصدقاء مميزين اعتقد انه فرصة لحرية اكبر وأمان أوسع”.
سهير غالب: على الفرد تتوقف الإختيارات الصحيحة لوسائل التواصل الإجتماعي
اما سهير غالب جميل وهي طالبة فتقول: ” اصبح الإدمان على استخدام وسائل الاتصال منتشرا بشكل واسع وقد تغيرت حياتنا اليومية بشكل كبير مقارنة بحياتنا قبل تطورها أصبحت أعمال التجارة تسير بشكل أفضل وأسهل والكثير من الأمور الحياتية اليومية مثل حجز تذاكر السفر ودفع الفواتير وكذلك الدراسة والحصول على فصول دراسية كاملة لذلك كل هذه الأمور الإيجابية لايمكن مقارنتها بسلبية التكنولوجيا التي بإمكان الشخص ان يعدل عنها ويختار حسن استخدامها بدل الإساءة في الاستفادة منها وهذا كله يرجع الى الشخص نفسه فإذا هو اختار الجانب السلبي منها فهذا الاختيار شأنه شأن باقي الاختيارات التي يقوم بها في حياته اليومية والتي تعود عليه بالضرر شرط ان لايؤسس الفرد حياة منعزلة خاصة به بعيدة عن الناس ويهرب من واقعه الحقيقي”.
أنسام محمد: “التكنولوجيا أفقدتنا متعة الإحساس بالأشياء”
أنسام محمد فتقول إن ” تأثير التكنولوجيا على المجتمع هو تأثير قوي سواء كان ايجابيا أم سلبيا ولكن بنفس الوقت افقدتنا سحر الاحساس بالجهد والإنجاز فأصبح من الممكن الحصول على كل شي من خلال الانترنت. مثلا متعة التسوق في المحال اصبحت ممكنة واسهل عن طريق الانترنت وايضا متعة استلام الرسائل الورقية لم تعد موجودة مع وجود الايميلات الالكترونية هنالك نوع معين من تحقيق الأمور بعد السعي اليها لم يعد له قيمة لانه من الممكن الحصول عليه ببضعة نقرات على جهاز اللاب توب نحن نتمتع بكل الكماليات على حساب الافراح الحقيقية الواقعية”.
يبقى القول إن الكثير من الناس يعتبرون أن التكنولوجيا هي هدية للمجتمع ولكن بنفس الوقت فقد ولدت شبكة الإنترنت العديد من الممارسات غير الأخلاقية مثل البريد الالكتروني غير المرغوب به، والقرصنة والخداع، جرائم الإنترنت.
كما أن القمار على شبكة الإنترنت إدمان بالنسبة للكثيرين والأطفال يقضون كل وقتهم في اللعب على الانترنت أقل تقريبا من وقت اللعب على أرض الواقع. الشباب يقضون معظم اوقاتهم في الشبكات الاجتماعية على حساب الحياة الاجتماعية الحقيقية.