وفاة أستاذ الفلسفة حسن منصور قبل تحقيق حلم اللقاء بعائلته في السُويد

: 9/13/16, 11:49 AM
Updated: 7/10/23, 11:57 PM
Alkompis - الكومبس

الكومبس – خاص: توفيّ أمس الإثنين في سوريا، عن عمر يناهز الـ 59 عاما، أستاذ مادة الفلسفة وعلم الاجتماع، لمدة ثلاثين عاما، حسن مصطفى منصور، دون أن يتمكن من اللحاق بعائلته الموجودة منذ سنتين في السويد، بسبب تأخر معاملة لّم لشمل العائلة.

وقالت زوجته أمل عبد الحليم، بصوت يغلبه الحزن والإرهاق، في إتصال مع “الكومبس”، إن الخبر كان مفاجئاً لهم، وأنهم كانوا ينتظرون وصوله الى السويد، واللقاء بعائلته وعيشه وسطهم.

وصلت عائلة منصور، المتكونة من زوجته وأبناءه الأربعة الى السويد في شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2014 وبعد عشرة أشهر من ذلك، حصلت على تصريح الإقامة، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاة الوالد، سعت العائلة وبكل ما تملكه من وسائل وطاقة الى إتمام معاملات لّم شمل رب الأسرة، المريض المتواجد في سوريا.

تقول أمل، إن زوجها وقبل خروجهم من سوريا كان يعاني وبشكل بسيط من تحسس جلدي، تطلب علاجاً بالأشعة، التي أثرت بدورها على الأعصاب وأدت الى قصور كلوي.

لكنها تستدرك، أن الوضع النفسي الذي عاشه زوجها خلال فترة إبتعاده عن عائلته وبقاءه في سوريا وهو ينتظر إتمام إجراءات لم الشمل، أثّر عليه كثيراً، ولم يكن ذلك أقل تأثيراً على صحته من تلك الأشعة، فهي التي “عجّلت في انهاء حياته بعد أن غلبه الحزن واليأس في لقاءه بهم والعيش وسطهم من جديد”، على حد وصفها.

وللراحل، أبن آخر في سوريا متزوج كان يساعد والده في رحلة مرضه التي لم تنته خيراً.

22

انتظار أكثر من عام رغم الوضع الصحي المتدهور

وكان من المقرر أن يجري الراحل منصور لقاءه في القنصلية السويدية في لبنان بخصوص لمّ شمله مع عائلته في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، حيث وبعد مراسلات عدة جرت بين محمود 19 عاماً، أبن منصور وبين المسؤولة في مصلحة الهجرة، حصلا على هذا الموعد، بإعتباره الأقرب الممكن.

يقول محمود لـ “الكومبس”: ” تراسلت مع المسؤولة في مصلحة الهجرة عن طريق البريد الإلكتروني وطلبت منها أن تساعدنا في تقريب موعد لمّ شمل والدي، لأن وضعه الصحي لا يحتمل المزيد من الإنتظار، الا أن ذلك لم يؤد الى أي نتيجة، حيث كانت الإجابة دائماً أن على والدي الإنتظار وهناك طوابير كثيرة مثله”.

ويضيف: “ساعدتني المسؤولة في إرسال ملف والدي الى القنصلية السويدية في لبنان، وبعدها صرت أتوسل إليهم أن يقربوا موعد مقابلة والدي وبعثت لها جميع الوثائق والبيانات الصحية التي تثبت حالة والدي الصحية السيئة على أمل أن تجري مقابلته في شهر حزيران أو تموز ولكن ذلك لم يغير من الامر شيئاً وظل الموعد على حاله في شهر تشرين الثاني”.

يقول محمود: “كان والدي يبدو متأثراً جداً عندما أتحدث معه في الهاتف، كان يريد لقاءنا ويشتاق إلينا كما نفعل، اعتاد الجلوس بيننا وكان يسأل دائما متى سأصل إليكم، حتى أنه في الآونة الأخير وبسبب وضعه النفسي السيء جداً كان يعتقد بأننا لم نقدم أوراقه رغم أننا عملنا كل الممكن في ذلك”.

ويختم، قائلاً: “كنت أتمنى أن يصل والدي الينا ويموت بيننا، أن نراه ويرانا قبل أن يموت، لكن هذا قدرنا”!

لينا سياوش

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.