الكومبس – نشاطات: في حديث خاص مع شبكة الكومبس، أكد ديك سفيدنبورن، الناطق الرسمي باسم منظمة Individuell Människohjälp السويدية أن على المجتمع السويدي وخاصة وسائل الإعلام التركيز على ما لدى القادم الجديد من إمكانيات وطاقات بدل الحديث عما ليس لديه، وما ينقصه بهذه الفترة، وذلك عند الحديث عن الاندماج.
وأعتبر أن تصوير القادم الجديد على أنه عبء على المجتمع، والحديث دائما على أن الاندماج هي مشكلة وليست مسألة، لا يساهم إيجابيا بحشد الطاقات الجديدة للمهاجرين من أجل بناء السويد بشكل أقوى مما هي عليه الآن.
أدناه نص المقابلة التي أجرتها الكومبس مع سفيدنبورن، قبيل مؤتمر “لنتكلم في الاندماج” Let’s talk integration، المقرر عقده في مالمو يوم 22 أكتوبر تشرين الأول الجاري
في الفترة الأخيرة نظمت جهات مختلفة العديد من المؤتمرات والنشاطات الأخرى حول الاندماج، ما الذي يميز هذا المؤتمر ويجعله مختلفا عن النشاطات الأخرى؟
بهذا المؤتمر نحن نريد تجنب النظر إلى موضوع الاندماج على اساس أنه مشكلة أو موضوع يرهق المجتمع أو أنه من المواضيع التي تحتاج إلى عطف ومساعدة. نحن نريد أن يكون المنظور إلى موضوع الاندماج من خلال مهارات وامكانيات المشاركين بهذا المؤتمر، وبالتالي إظهار الرغبة والقدرة لدى الجميع لإيجاد السبل للمشاركة في بناء السويد بشكل أقوى مما هي الآن. ونحن نفترض أن جميع المشاركين لديهم شيء أو أشياء للمساهمة بهذا الجهد.
قمنا بتصميم المؤتمر بحيث يمكن للجميع المساهمة في مجموعات، لدينا 200 مشارك في المؤتمر، و 40٪ يعتبرون أنفسهم من القادمين الجدد، 40٪ متطوعون من المجتمع المدني، و 20٪ من المسؤولين والممارسين من القطاعين العام والخاص. وكما هو مقرر سيكون هناك القليل من المحاضرات مقابل فقرات للنقاش وطرح الأفكار والخطط.
ما هي أهم معوقات الاندماج برأيك؟
هذا سؤال صعب. ويتعلق بسؤال آخر حول من أي مستوى يمكن أن نشاهد هذه العقبات.
لا شك أن عملية اللجوء والهجرة واجراءاتها قد تحبط الناس وتجعلهم غير فاعلين، فترات الانتظار الطويلة ضمن هذه الإجراءات قد تقلل من طاقات الناس في بناء حياتهم من جديد. إضافة إلى أن نظرة المجتمع إلى عملية الاندماج على أنها مشكلة يمكن أن يقلل من قيمة الناس المعنيين ويجعل المجتمع ينظر إليهم أيضا كمشكلة. وهذا ما يجعل التركيز ينصب على ما الذي لا يستطيع القادم الجديد عمله، مثل عدم اتقانه اللغة السويدية وعدم معرفته بالسويد. ولكن لماذا لا نبدأ بما هو إيجابي والتركيز على ما يستطيع هذا الإنسان القيام به وما الذي يستطيع أن يساهم به وكيف نستطيع أن نستفيد من هذه الطاقات لجعل السويد أقوى.
وفيما يتعلق بمستوى آخر من النظر إلى عقبات الاندماج، هناك الكثير من العتبات أو الخطوات غير المرئية لدخول سوق العمل والحصول على السكن والانخراط في الحياة الاجتماعية. من المهم جدا أن تجعل من هذه العتبات الغامضة خطوات مرئية وواضحة للجميع كما يجب القيام بتسهيل الوصول إليها واجتيازها. نحن هنا وبهذه المهمة بحاجة الى بعضنا البعض لتسهيل خطوات الاندماج وجعلها واضحة وإيجاد الحلول لجعلها غير معقدة.
كيف ترى دور الإعلام في عملية الاندماج، خاصة عندما نتحدث عن اندماج ثنائي الاتجاه؟
يمكن ملاحظة أن منطق العديد من وسائل الإعلام أصبح تحت التأثير السياسي وبالتالي أصبح لديه إشكالية. خصوصا في ظل الوضع السياسي الحالي الراهن في السويد، فنحن نرى على سبيل المثال، مدى تأثير توجهات حزب سفيرياديمكرتنا على صياغة الأخبار وطرق تدفقها.
أعتقد أن الإعلام يتحمل مسؤولية أكبر من مجرد نقل وسرد القصص والتقارير الإخبارية، مسؤولية تتعلق بتقديم الصورة الحقيقية عن السويد والمجتمع السويدي. وهذا يتم من خلال تناول ومشاركة الجميع بالمحتوى الاعلامي، أي أن كل أولئك الذين يعيشون في السويد يجب أن يكونوا قادرين على التعريف بأنفسهم من خلال وسائل ومواد الإعلام.
من جانب آخر أعتقد أننا بدأنا برؤية المزيد من القنوات الإعلامية السويدية أخذت تنقل صور كانت مغيبة عن الإعلام التقليدي وتتفاعل مع مجموعات كانت أيضا بعيدة عن التفاعل مع قضايا المجتمع، خاصة المجموعات اللغوية، وأخص هنا بالذكر “الكومبس” و”ذي لوكال” هذه الوسائل سهلت الوصول والتواصل مع جزء مهم من الجمهور، وربما ستجد هذه القنوات فرصة للتطور والتأثير أكبر في حال تعاونت مع القنوات الإخبارية الأخرى لتوسيع انتشارها والوصول إلى جمهور جديد.
للاطلاع على المؤتمر
أجرى اللقاء د. محمود صالح آغا