يغفو في قطار مالمو ويجد نفسه في كوبنهاجن والسويد تمنعه من العودة إلى أطفاله

: 4/7/16, 4:04 PM
Updated: 4/7/16, 4:04 PM

الكومبس – تحقيقات: أن تجد نفسك فجأة، على الضفة الأخرى من المكان الذي كنت تعيش فيه، وعاجزاً عن الرجوع إليه، حيث بيتك وعائلتك، أمر يبدو في غاية الغرابة، يزداد الشعور به، مع غياب شمس كل يوم يمر دون رؤية أغلى الناس على قلبك، بسبب خطأ غير مقصود!

في الثاني من شهر شباط/ فبراير الماضي، قرر اللاجئ السوري سمير، الذي طلب عدم نشر إسمه الحقيقي ( إسم وهمي )، والذي يقطن مع زوجته وولديه في مقاطعة أولفاسترون السويدية، قرر زيارة أحد أصدقائه في مدينة مالمو، القريبة من الحدود الدانماركية.

تعب رحلة الطريق بالقطار إلى هناك، دفعت به لأخذ قيلولة قصيرة، وكان يستيقظ بين الفينة والأخرى، ليتأكد فيما إذا وصل أو لم يصل بعد إلى المحطة الأخيرة في رحتله، وهي محطة قطارات هيليا، آخر نقطة تقريباً قبل الدخول إلى الحدود مع الدنمارك، خاصة أنه لا يعرف كثيراً في تلك المنطقة، كما يقول لنا، ولكن سوء حظه، جعله يغفل عن المحطة التي يجب أن ينزل فيها، ليجد نفسه وهو في البلد المجاور، الدانمارك!

يقول سمير لـ “الكومبس” عبر الهاتف إنه وهو ينظر من نافذة القطار، بدأ يرى جسراً ومياه البحر، فأدرك أنه في المكان الخطأ، حتى وصل إلى محطة قطارات كوبنهاغن الرئيسية، مضيفاً أنه بين شعوره بالنعاس وقلة خبرته في أسماء محطات القطار “وجدت نفسي في بلد آخر” وفي هذا البلد، بدأت حكايته..!

حاول أخذ القطار المعاكس المتجه إلى الأراضي السويدية، فوجد الشرطة الدانماركية أمامه، التي طلبت منه أوراقه الثبوتية، وفقاً لقرار مراقبة الحدود بين البلدين المعمول به منذ عدة أشهر، ولم يكن بحوزته سوى بطاقة اللاما، التي تثبت أنه لاجئ في السويد، بإعتبار أنه لم يحصل على الإقامة بعد، على خلاف زوجته وولديه، لكن هذه البطاقة، لم تقنع شرطة المحطة التي منعته من السفر، في حين باءت كل محاولاته لاقناعهم بأنه لاجئ مسجل، وأن لديه عائلة مقيمة هناك بالفشل!!

لاجئ رافض للجوء

لم يعرف سمير ماذا عليه أن يفعل، وهو الذي وجد نفسه في يوم وليلة، مكبل اليدين بعيداً عن عائلته، حيث أضطر للبقاء ليلة في مركز منظمة الصليب الأحمر الدانماركي الموجود في محطة كوبنهاغن الرئيسية، ليتوجه صباح اليوم التالي، وبعد نصيحة من أحد موظفي المنظمة إلى مركز الهجرة واللجوء في وسط العاصمة، قاصاً عليهم ما جرى معه.

وهناك تفاجئ بردهم عليه، أنهم لا يستطيعون فعل أي شي، وأنه يحق له تقديم طلب لجوء إلى الدنمارك، وعلى أساسه يتم إرجاعه إلى السويد، بعد التأكد من أن لديه بصمة لجوء هناك، وهو الأمر الذي رفضه، عندما علم أن القضية قد تمتد من سبعة أشهر إلى عام!

وأمام عجزه عن التصرف، وجد أن الطريقة الأفضل لمعالجة وضعه، هي تسليم نفسه للشرطة الدنماركية، التي على أساس ذلك تستطيع مخاطبة السلطات السويدية المختصة، ليعتقل على أثرها لمدة أربعة أيام، قبل عرض قضيته على المحكمة، باعتبار أنه دخل أراضي البلاد بطريقة غير شرعية.

يضيف لنا في هذا الاطار، إنه تم سجنه في زنزانة منفردة، وكأنه أحد المجرمين وفقاً لتعبيره، و بعد استماع القاضي في المحكمة لتفاصيل قصته، أمر بالإفراج عنه مع البقاء داخل الأراضي الدانماركية، ليتم تسليمه، بطاقة لاجئ رافض للجوء!!

خلال تلك الفترة، زار أكثر من مرة مركز الشرطة الرئيسي، لمعرفة مصير قضيته، دون أي جواب مفيد، حتى أنه لجأ إلى السفارة السويدية في كوبنهاغن، التي إعتبرت أن القضية ليست من إختصاصها وفقاً لكلامه، وما كان به، بعد أن وجد، أن كل السبل تقطعت في وجهه، إلاّ أن يتبع الطرق غير الشرعية للعودة إلى السويد، حيث حاول أكثر من 15 مرة الذهاب بالعبارة وكان يكتشف أمره في كل مرة.

المزيد من الانتظار بعيداً عن ولديه

وفي حديثه معنا، يعبر سمير عن استيائه مما حصل له، خاصة أنه أجرى مقابلتي لجوء في السويد وهو فقط بإنتظار قرار الإقامة، وأن كل أوراقه رسمية، متسائلاً لماذا هذا التأخير في معالجة قضية عودته إلى السويد، حيث زوجته وولديه.

موظفو مصلحة الهجرة الدانماركية، كانوا قد زاروه في مكان إقامته بمركز اللجوء الرئيسي في كوبنهاغن، وقالوا له إن السلطات هنا، على تواصل مع نظيرتها السويدية لمتابعة قضيته. كلام سمعه أيضاً من زوجته وأحد أصدقائه في السويد، اللذين تم أخبارهما من المحقق المكلف بملف قضية لجوءه الأساسية في السويد، بضرورة إبلاغه بأن كل ما عليه سوى الإنتظار.

وفي آخر تطور بقضيته تم ابلاغه من الشرطة الدنماركية انه سيتم اعادته للسويد بعد حوالي 10 ايام رغم عدم تجاوب الشرطة السويدية معهم والاعادة ستتم لانه يكون قد مكث في الدانمارك بذلك 90 يوما فلابد من اعادته حسب القوانين الدنماركية.

ولكن إلى متى؟ سؤال يطرحه على نفسه مراراً قبل أن يخلد إلى النوم، الذي كان سبباً قبل شهرين في إنتهاء الحال به في الدنمارك!!

الكومبس – هاني نصر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.