18 شهراً ينتظر إلتحاق زوجته به في السويد !
الكومبس – تحقيقات: 18 شهراً مرّ ولا يزال ينتظر، دون أن يعرف إلى متى؟ هذا الإنتظار جعله غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية بالشكل المعتاد.
في 13 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2014 قدم السوري علي الداحول، الحاصل على الإقامة في السويد منذ سنتين، على طلب لم الشمل لزوجته.
التقى الزوجان في العاصمة التركية أنقرة، بعد غياب قسري، وقدما طلباً رسمياً في السفارة السويدية هناك، وكانا أعدا كل الوثائق والمستندات المطلوبة.
مرت الأشهر دون أن يتلقى علي أي جواب من مصلحة الهجرة، يقول: ” كل يوم أذهب إلى صندوق البريد الخاص بي وكلي أمل أن أتلقى أي رسالة بخصوص لم الشمل ولكن دون أي جدوى”.
بعد إنقضاء أكثر من ستة أشهر على تاريخ تقديم الطلب، قرر التوجه بنفسه إلى مكتب الهجرة في منطقته، للإستفسار عن موضوعه، فكان الرد، أن هناك طلبات كثيرة والأولوية هي للعائلات التي لديها أطفال أو للنساء الحوامل، و مازاد موضوعه تأخيراً، بحسب ما يعتقد، هو أنه تم تغير الموظف المسؤول عن ملفه.
أمام كل ذلك ما كان عليه سوى الانتظار، لكن حصول أصدقاء له بنفس وضعه وحالته، على قرارات، جعله يشعر بالغبن، الذي ازداد شعوره به مع مرور الأيام والأشهر.
قررا الإنجاب لتسهيل أمر لم شمل الزوجة.. ولكن
سافر علي مجددا إلى تركيا للقاء زوجته وقضاء بعض الوقت معها بعيداً عن أجواء الانتظار التي يعيشها. ويقول في هذا الاطار: “بصراحة إذا كانت حجتهم في مصلحة الهجرة أن الاولوية للعائلات التي لديها أولاد فقد قررت أنا وزوجتي إنجاب طفل لنا”.
لكن هل ساعد ذلك علي في ملف طلب الشمل ؟ بعد أن تلقى من زوجته خبر حملها، قرر تزويد مصلحة الهجرة بكل الاوراق والوثائق التي تثبت صحة ذلك بهدف الاسراع بجلبها إليه، وقد كان مر على طلبه أكثر من سنة. لم تساهم التطورات الأخيرة على ملفه، في دفع مسؤولي الهجرة إلى إعطاءه قرار لم الشمل، وكان كل مرة يخاطبهم فيها يتلقى الرد ذاته: إنتظر! حتى أنه في آخر شهرين لم يلق منهم أي رد أبداً.
يقول إنه بالرغم من توضيحه لهم وضع ملفه، وحالة زوجته الحامل، إلا أن ذلك لم يحرك لهم أي جفن وفق تعبيره.
وبغصة في كلامه، يتابع علي حديثه معنا بالقول: لقد أثر علي هذا الموضوع بشكل سلبي جداً توقفت عن الذهاب إلى مدرسة اللغة، بسبب حالتي النفسية السيئة، ومعدل الساعات التي أنامها في اليوم لاتزيد عن 4 ساعات فقط، لقد أجهدني التفكير من كل الجوانب.
ويعتبر أن الشعور بالمسؤولية، زادت بالنسبة له بعد حمل زوجته، فقد بات يخشى أنهما إتخذا قراراً خاطئاً في الانجاب وأن يكون طفلهما القادم ضحية لذلك.
ويوضح أن هذا الاحتمال سوف يسبب له مشكلة لم الشمل من جديد لأن الموضوع لا يتعلق بلم شمل شخص واحد بل سيصبح لشخصين، وبالتالي عليه أن يقدم طلباً جديداً، وهذا ما معناه أن زوجته ومولوده الجديد عليهما تقديم طلب من جديد، وهذا بنظره ما سيعقد موضوعه أكثر.
يقول علي: “ستحتاج زوجتي والطفل القادم وهي أنثى إلى فيزا لكل منهما وحجز طيران وفندق لمدة يومين على الأقل بتركيا ثم العودة الى لبنان و بعدها سوريا، كما أنه لا يوجد لدينا أحد بتركيا نعرفه ويستطيع مساعدة زوجتي، هذا فضلا عن التكاليف المادية المطلوبة فأنا لاجئ ولا أملك المال الكافي لذلك، ناهيك عن أنه طلب جديد، قد يعني إنتظار أطول”.
قصة علي لا تختلف عن قصص أشخاص كثر مروا أو يمرون بنفس الظروف، وهي حالة عامة أرادت “الكومبس” طرحها كنموذج لما يعاني منه عدة الآف من الأشخاص الذين ينتظرون بفارغ الصبر لّم شمل عوائلهم.
الكومبس – هاني نصر