النشاط البدني يمنع الاكتئاب لدى المرضى

: 4/22/19, 11:30 AM
Updated: 4/22/19, 11:30 AM
النشاط البدني يمنع الاكتئاب لدى المرضى

أظهر بحث جديد نشر مؤخرًا ما أظهرته أبحاث كثيرة من قبل عن أن اتباع النشاط البدني بشكل منتظم يساعد على تحسين المزاج ومنع الاكتئاب لدى المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

المرضى المصابون بالأمراض المزمنة يعانون، بالإضافة إلى أعراض مرضهم، من تأثير المرض على حالتهم النفسية وأحيانًا من الاكتئاب، أيضًا. النشاط البدني – مثلما أظهرت عدة أبحاث في هذا الموضوع – تساعد على محاربة الاكتئاب، الإرهاق والتوتر لدى المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، مثل السرطان، أمراض القلب، ألم العضلات الليفي، الأوجاع المزمنة والسمنة الزائدة. ليس بإمكان كل المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض ممارسة الرياضة، ولكن من يستطيع القيام بذلك فهذا أمر محبذ وفيه فائدة كبيرة.

كيف يساعد النشاط البدني على محاربة الاكتئاب، الإرهاق والتوتر لدى المرضى المصابين بالأمراض المزمنة؟

عند ممارسة الرياضة يتم إفراز مواد كيميائية تدعى ” الأندورفين” من الدماغ. هذه المواد موجودة في الدماغ بشكل دائم ولكنها بحاجة إلى الجهد الجسدي لكي يتم إفرازها. أنواع الجهد الجسدي التي يحتاج إليها الدماغ لإفراز الإندورفين متنوعة، فقد تكون رياضة معينة، ممارسة الجنس، الفرح، الضحك، تدليك الجسم والنوم. بالإضافة إلى الجهد الجسدي، كذلك الشوكولاطة أيضا يمكن أن تؤدي إلى إفراز الأندورفين، ولذلك يحبها الناس. عندما يفرز الإندورفين من الدماغ فهو يسيطر على الحالة النفسية ويساعد على محاربة القلق، الاكتئاب، الخوف والألم ويؤدي إلى الشعور بالمتعة.

روابط الأطباء النفسيين في كل العالم تنصح المرضى والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق بممارسة الرياضة بشكل منتظم. هذا ليس دواء سحريا بالطبع، ولا يستطيع استبدال الدواء في كل الأحيان، ولكن بعضها. حتى وإن لم ينجح في استبدال الدواء فإن الرياضة هي دواء مكمل فعال للعديد من المرضى.

الأبحاث حول تأثير النشاط البدني على المرضى المصابين بالأمراض المزمنة

درس بحث جديد نشر مؤخرًا في المجلة الطبية Archives of Internal Medicine تأثير النشاط البدني على المرضى المصابين بالأمراض المزمنة ، لم يتم تشخيصهم كمصابين بالاكتئاب ولكنهم يعانون من سوء المزاج والحزن بسبب مرضهم. درس الباحثون 90 بحثا سابقا شملت أكثر من 10,000 مشترك مصابين بأمراض مثل السرطان، أمراض القلب، أمراض الإنسداد الرئوي المزمن، ألم العضلات الليفي، الأوجاع المزمنة والسمنة الزائدة. طلب من مجموعة من هؤلاء المشتركين القيام بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 17 أسبوعا. المجموعة الثانية طلب منها عدم ممارسة الرياضة.

نتائج الأبحاث أظهرت أن عوارض الاكتئاب لدى المرضى المصابين
بالأمراض المزمنة انخفضت بنسبة 22% نتيجة لممارسة الرياضة. كان هنالك
انخفاض أيضًا في مستوى الإرهاق، القلق، الأوجاع وحالات نفسية أخرى. كذلك،
تم الاستنتاج من البحث أن 150 دقيقة من ممارسة الرياضة المعتدلة في
الأسبوع، أو 75 دقيقة من ممارسة الرياضة المكثفة، هي المدة التي ينصح بها
لمحاربة الاكتئاب وتحسين المزاج.

على الرغم من هذه النتائج، يشير البحث إلى بعض التحفظات، مثل
حقيقة أن ليس كل المرضى المصابين بالأمراض المزمنة يسمح لهم أو يستطيعون
ممارسة الرياضة. ومن المهم أيضًا التذكر بأن إفراز الإندورفين في الدماغ
بعد ممارسة الرياضة يتم لفترة مؤقتة فقط ويختفي بعد بضع ساعات. كذلك، أضاف
الباحثون أنه لم يتم فحص نوعية الرياضة الأفضل من بين كل الأنواع المعروفة،
مثل الإيروبيكا، الركض، المشي، السباحة، تمارين القوة أو رفع الأثقال.

بالرغم من هذه التحفظات، من المؤكد إن تأثير ممارسة الرياضة
على الصحة النفسية هو تأثير إيجابي، بدون شك، وكثيرون من الأشخاص الذين
يمارسون الرياضة بشكل منتظم لعدة سنوات يستطيعون تأكيد هذا، سواء كانوا
يعانون من المرض أم لا. ممارسة الرياضة تساعد على فقدان الوزن والحفاظ على
الوزن السليم وأسلوب حياة سليم، مما يؤدي إلى تعزيز الثقة بالنفس وتقليل
الاكتئاب. ولكن، كذلك لدى الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة وإنما من مرض
اخر أو لا يعانون من أي مرض على الإطلاق يمكن لممارسة الرياضة أن تساعدهم
في الحفاظ على صحة القلب والرئتين وفي الشعور بالسعادة أكثر.

بالإضافة للنشاط البدني، ينصح بالمواظبة على التغذية الصحية
وممارسة الهوايات المفضلة، مثل الالتقاء بالأصدقاء، المطالعة، التنزه،
الاستماع إلى الموسيقى وكل ما من شأنه أن يحسن من مزاجكم. ينصح بالقيام
بهذه النشاطات كل يوم وبالأخص عند الشعور بالحزن والاستياء. في الحالات
التي لا تنجحون فيها في التخلص من الشعور بالحزن ويسيطر هذا الشعور عليكم،
ينصح بالتوجه لتلقي الاستشارة الطبية لفحص إمكانية بدء العلاج بالأدوية.
ليست هنالك اليوم حاجة للتوجه إلى طبيب نفسي للحصول على وصفة لأدوية مضادة
للاكتئاب، لأن أطباء العائلة أيضًا يستطيعون القيام بذلك. في الحالات التي
يقرر فيها طبيب العائلة أن هنالك حاجة لذلك، فإنه سيوجهكم لإلى العلاج لدى
أخصائي نفساني أو طبيب نفسي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.