انخفاض معدل إصابة السويديين ممن بلغوا 85 عاماً بمرض الخرف

: 8/3/17, 4:08 PM
Updated: 8/3/17, 4:08 PM
انخفاض معدل إصابة السويديين ممن بلغوا 85 عاماً بمرض الخرف

الكومبس – الصحة: أظهر تقرير بحثي جديد أعدته جامعة يوتوبوري أنه من المتوقع أن يزداد بشكل كبير جداً عدد الأشخاص الذين يصابون بمرض الخرف في السويد وبقية دول العالم وذلك بالتزامن مع ازدياد متوسط عمر الإنسان، ولكن بحسب الإحصاءات فقد انخفض معدل إصابة الأشخاص في السويد ممن هم في عمر 85 عاماً بمرض الخرف.

وبحسب نتائج البحث العلمي فإن توفير أفضل وسائل العلاج وتمتع المرء بمستوى تعليمي عالي يمكن أن يساهم على نحو كبير جداً بانخفاض معدل إصابة كبار السن الذين يبلغون عمر 85 عاماً بمرض الخرف.

وذكرت وكالة الأنباء السويدية TT أن الأشخاص الذين يبلغون سن 85 عاماً في السويد لم يعد يعانوا من خطر الإصابة بمرض الخرف بنفس القدر الذي كان عليه معدل إصابة هذه الفئة العمرية في السابق.

ووجد الباحثون خلال مقارنة نتائج دراستين علميتين أجريتا من قبل بنفس طريقة البحث من عام 1986 ولغاية 2008، أن معدل انتشار إصابة كبار السن بمرض الخرف خلال هذه الفترة الزمنية قد انخفض من نحو 30 ٪ إلى حوالي 22 ٪.

وقال Ingmar Skoog الباحث المسؤول عن إعداد الدراسة إن هذا الانخفاض هو كبير جداً، فمعدل الفروقات هي أكبر عندما يتعلق الأمر بمض الخرف الوعائي “ضعف الإدراك الوعائي” الناجم عن الإصابة بالسكتة الدماغية وتلف الشرايين الدماغية.

علاج أفضل

ووفقاً للباحثين فإن تغير معدلات الإصابة لدى كبار السن ممن هم في عمر 85 عاماً يعود بشكل جزئي إلى حقيقة أن مستوى الرعاية الصحية والطبية أصبحت أفضل في طرق علاج الجلطات الدماغية. ففي السابق كان خطر إصابة الأشخاص بمرض الخرف لاسيما أولئك الذين يعانون من السكتة الدماغية هو أكبر بنحو 4,5 مرة، لكن انخفض هذا الرقم اليوم إلى حوالي 1,8 فقط.

وتشير نتائج البحث إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى تعليمي عالي لا يواجهون ارتفاع معدل خطر الإصابة بالخرف.

وقال الباحث Skoog “عندما قرانا مستوى التعليم، لاحظنا أن الأشخاص من ذوي المستوى التعليمي العالي تنخفض لديهم مخاطر الإصابة بمرض الخرف، وربما يرجع سبب ذلك إلى أن التعليم العالي يساهم في تدريب الدماغ وبالتالي فإن المخ يتمتع بمقدرة أكبر على مواجهة المرض في حال التعرض للإصابة بالجلطة الدماغية.

وأوضح أن ما يفعله المرء خلال الـ 25 عاماً الأولى من الحياة يؤثر بشكل كبير جداً على ما إذا يمكن أن يصاب المرء بمرض الخرف في وقت لاحق من الحياة بعد تجاوز عمر الـ 60 عاماً.

وأشار إلى احتمال أن يكون سبب تغير معدلات الإصابة بمرض الخرف في الوقت الحالي هو زيادة ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على تناول الطعام الصحي.

تزايد المشكلة في الدول النامية.

يعاني اليوم حوالي 40 مليون شخص حول العالم من الإصابة بمرض الخرف، ولكن من المتوقع أن يصبح العدد بحلول عام 2050 نحو 140 مليون شخص مصاب بالخرف. وفي الحقيقة فإن عدد المصابين بالخرف لا يزال ينمو بالتزامن مع نمو معدلات شيخوخة سكان العالم.

واعتبر الباحث Skoog أنه خلال السنوات الـ 35 المقبلة فإن عدد الاشخاص ممن تجاوزوا عمر الـ 65، تزداد لديهم مخاطر الإصابة بالخرف من نحو 0,5 ولغاية 1,5 مليون مصاب على مستوى العالم، حيث تتمثل هذه الزيادة في المقام الأول بالدول النامية، وبالتالي من المتوقع أن يصبح مرض الخرف مشكلة كبيرة جداً في هذه البلدان.

وأضاف “ولكن من المثير للاهتمام أن هذا البحث الجديد يظهر أن التدابير المتخذة على مستوى المجتمع المحلي في السويد مثل ارتفاع معدل أصحاب الشهادات العلمية وذوي التعليم العالي وتوفير أفضل الوسائل لعلاج الجلطة الدماغية والكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم، هي من التدابير التي يمكن أن يكون لها تأثير هام وكبير، وبالتالي المساهمة في الحد من زيادة معدل الإصابة بالخرف إلى حوالي 125 مليون شخص بدلاً من 140 مليون مصاب في العالم.

معلومات

الخرف الوعائي والذي يعرف أيضاً باسم “الانسداد الوعائي أو ضعف الإدراك الوعائي” هو خرف يحصل بسبب مشاكل في الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم، ويكون عادةً كسلسلة من السكتات الدماغية الثانوية التي تؤدي إلى قلة الإدراك تدريجياً. ويعتبر الخرف الوعائي هو ثاني أكثر أمراض الخرف شيوعاً بعد مرض الزهايمر عند كبار السن. ويعود المصطلح إلى متلازمة تتألف من تفاعل الأمراض الدماغية الوعائية وعوامل الخطر التي تؤدي إلى تغيرات في بنية الدماغ “السكتات الدماغية، الآفات” مما يؤدي إلى تغيرات في الإدراك.

وأما مرض الخرف فهو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض الزهايمر.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.