الكومبس – الصحة: كشف باحثون سويديون في جامعة Lund أن الأورام السرطانية في البنكرياس حتى ولو كانت صغيرة أو صغيرة جداً يمكن أن تنتشر بقوة إلى أعضاء أخرى في بطن الإنسان.
ونشرت المجلة البريطانية British Journal of Surgery نتائج المجموعة البحثية التي أعدها باحثون سويديون واستندت إلى دراسة بيانات حوالي 60 ألف مريض في الولايات المتحدة الأمريكية ممن يعانون من مرض سرطان البنكرياس الذي يعتبر واحد من أكثر أنواع السرطانات التي تشكل خطراً فتاكاً على صحة الإنسان.
وقال البروفيسور في قسم الجراحة والخبير في سرطان البنكرياس Roland Andersson للإذاعة السويدية “للأسف هناك مخاطر جدية تتمثل بانتقال العدوى أيضاً حتى وإن كان حجم الأورام صغير جداً”.
وأظهرت نتائج البحث أنه في حوالي 30 من الحالات التي كانت فيها حجم قطر الورم لدى المرضى المشاركين في الدراسة نحو 5 ميليمتر، عانوا من انتشار الأورام السرطانية إلى خارج منطقة البنكرياس على الرغم من أن حجم الورم الأصلي أو الخلية الأم هو صغير جداً.
ويوضح البروفيسور Andersson أن هذا النوع من الأورام يتميز بالذكاء لاسيما عند هجرة الخلايا السرطانية وتحولها إلى أورام فرعية أي عند انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر يقوم بأخذ العناصر المكروية المشابهة إلى الورم الجديد.
وتبين الدراسة أنه في حال انتشار سرطان البنكرياس وانتقال الخلايا الخبيثة إلى خارج منطقة البنكرياس أي إلى بقية أعضاء الجسم فإنه لا يوجد حالياً أي إمكانية لعلاج تفشي وانتشار المرض.
وتشير عدد من الدراسات السابقة إلى أنه إذا تم الكشف عن السرطان عندما تكون يكون حجم الورم لا يزال صغيراً، فإن هناك احتمالات جيدة لعلاج المريض. ولكن الدراسة الجديدة اعتبرت أن جزء من الدراسات السابقة هي صحيحة.
وبحسب البروفيسور Andersson فإن الأمر الأكثر إثارةً للاهتمام هو أن الأورام السرطانية الموجودة في البنكرياس يمكن أن تكون مختلفة تماماً. ولذلك يجب على العلماء والباحثين الآن تطوير مفاهيمهم حول الأورام وسلوكها وعدوانيتها.
وتبين الدراسة أنه ربما يكون الهدف الأهم لمكافحة هذا النوع الخطير من السرطان هو الكشف مبكراً عن هذا المرض الخبيث حتى قبل ملاحظة أي أعراض يمكن أن تظهر في الجسم ويتم الاعتماد عليها لتحديد العلامات التي تدل على الإصابة بسرطان البنكرياس.
ومرض سرطان البنكرياس هو عبارة عن سلسلة من الطفرات الجينية في خلايا البنكرياس السليمة تتحول إلى خلايا ورمية. وهو من الأورام المميتة ويحتل المركز الرابع لأسباب الوفاة في المجتمعات الغربية. ويتم غالباً الكشف عن هذا المرض لدى المصابين بعد انتقاله إلى أعضاء أخرى في الجسم خاصةً الكبد.
ويقصد بورم البنكرياس جميع الأورام الباثولوجية التي تصيب البنكرياس، سواء كانت حميدة أو خبيثة.