الاتحاد الأوروبي يمنع بيع السجائر ذات نكهة النعناع

: 5/22/20, 8:47 AM
Updated: 5/22/20, 8:47 AM
Foto Magnus Andersson / TT
Foto Magnus Andersson / TT

بعد الزيادات الجنونية التي طرأت على أسعار السجائر في العديد من الدول الأوروبية، قرر الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي منع بيع السجائر التي تحتوي على نكهة النعناع (ما يسمى بسجائر المونتول) أو على أية نكهة أخرى عدا نكهة التبغ الطبيعية، بحجة أنها تخلق حالة من الإدمان على التدخين لا سيما لدى فئة الشباب. من ناحيتها، أشارت منظمة الصحة العالمية أن عدد الوفيات جراء تناول التبغ يطال 8 ملايين شخص سنويا.

أصدر الاتحاد الأوروبي مرسوما يمنع بيع سجائر “المونتول” (أي السجائر التي تحوي نكهة النعناع) ابتداء من الأربعاء 20 مايو/ أيار في جميع الأماكن المخصصة لذلك داخل الفضاء الأوروبي.

يدخل هذا القرار الجديد في إطار التشريع الذي سنه الاتحاد منذ 2014 والهادف إلى منع بشكل تدريجي بيع جميع السجائر التي تحتوي على نكهة غير نكهة التبغ الطبيعية، بحجة أنها تخلق حالة من الإدمان لدى المدخنين.

كما يأتي أيضا هذا المرسوم بعد العديد من الزيادات التي عرفتها أسعار السجائر في السنوات القليلة الماضية في كثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا التي وصل فيها سعر علبة السجائر من علامة “مارلبورو” إلى 10 يورو.

السجائر ذات نكهة تحفز الشباب على التدخين

غالبا ما تعزو السلطات الصحية ارتفاع أسعار السجائر إلى سببين رئيسيين. الأول هو الحفاظ على صحة المدخنين، لا سيما فئة الشباب. والثاني تقليص مستوى النفقات المالية التي تقوم بها مؤسسات الضمان الاجتماعي والمستشفيات في كثير من دول الاتحاد لمعالجة المرضى المصابين بالسرطان جراء التدخين.

هذا، وتمثل نسبة مبيعات السجائر التي تحتوي على نكهة 5 بالمئة من إجمالي المبيعات في الاتحاد الأوروبي في 2012 حسب جريدة “لوموند” الفرنسية. وهي نسبة لم تتغير في 2018 بالرغم من أنها عرفت ارتفاعا منتظما منذ بداية القرن.

أما في فرنسا، فنسبة المبيعات وصلت إلى 8 بالمئة وفق مجلة “عالم التبغ”، أي ما يمثل حوالي مليون مدخن.

ومع منع بيع السجائر التي تحتوي على نكهة خاصة غير نكهة التبغ الطبيعية، يكون الاتحاد الأوروبي قد فرض قيودا إضافية على المدخنين من جهة وأخذ من جهة أخرى بعين الاعتبار نتائج الدراسات العلمية التي أظهرت أن بعض النكهات مثل نكهة النعناع يمكنها أن تحفز الشبان على التدخين وتخلق لديهم نوعا من الإدمان.

30 بالمئة هي نسبة مبيعات السجائر ذات نكهة في بولندا

نفس النتائج تقريبا توصلت إليها دراسة أخرى نشرتها مجلة متخصصة في مجال الصيدلة (مولكولار فارمكولوجي) في 2015 حيث أظهرت أن تناول السجائر التي تحتوي على نكهة تجعل المدخن لا يشعر كثيرا بالتهييج الذي قد يصيب الرئتين، ما يجعله يفرط ويزيد في التدخين ويترك دخان السجائر في فمه لمدة أطول.

واستقبل المدخنون في دول الاتحاد الأوروبي المرسوم الجديد بشكل مختلف. ففي بولندا مثلا حيث وصلت نسبة مبيعات السجائر التي تحتوي على نكهة 30 بالمئة، المدمنون لم يتهيؤوا نفسيا لتقبل بسهولة مثل هذا القرار حسب أحد جمعيات المستهلكين والتي أشارت إلى أن 20 بالمئة من البولنديين مستعدون لشراء السجائر التي تحتوي على نكهة النعناع في السوق السوداء.

أما في هولندا، فقد استبق المدخنون القرار الأوروبي إذ قاموا بتخزين عدد كبير من علب السجائر التي تحتوي على نكهة النعناع حسب الإعلام المحلي.

فيما صرح بائع هولندي للسجائر للقناة التلفزيونية الوطنية “نوس” قائلا “الناس قلقون ويطلبون المساعدة. هم يقولون: تعودنا على التدخين طيلة حياتنا، فكيف سنفعل الآن؟”.

8 ملايين حالة وفاة بسبب التبغ في العالم حسب الصحة العالمية

هذا، ويشير تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في يونيو/تموز 2019 إلى حقائق صادمة مفادها أن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريبا.

فيما وصل عدد الوفيات بسبب التدخين إلى 8 ملايين شخص عبر العالم، من بينهم أكثر من 7 ملايين ممن يتعاطونه مباشرةً ونحو 1,2 مليون من غير المدخّنين المعرضين لدخانه غير المباشر.

وتضيف نفس المنظمة أن “نحو 80% من المدخنين البالغ عددهم 1,1 مليار شخص على الصعيد العالمي يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط”، موضحة “أن تعاطي التبغ يجعل بعض المدخنين يفضلون إنفاق مالهم في شراء السجائر عوضا عن اقتناء الطعام والمياه والحاجيات الأساسية الأخرى.

في فرنسا، أشارت الجمعية الوطنية للوقاية من الأمراض التي يسببها التناول المفرط للكحول والإدمان إلى وفاة أكثر من 73 ألف شخص سنويا جراء الإفراط في التدخين، 59 ألفا منهم من الرجال و13 ألفا من النساء.

فرانس24

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.