الكومبس – ستوكهولم: يصعب على كثيرين مواجهة الحزن الذي يتملكهم بعد فقدانهم لشخص مقرب إليهم، كما يواجه آخرون في الغالب صعوبة في تحمل ذلك الحزن، الذي يحلو للبعض وصفه بالكائن الغريب الذي يتخذ من الجسم والروح مسكناً له.
وللتغلب على ذلك، تحدثت صحيفة “ميترو” الى الكاهنة شارلوت فريكلوند والأخصائية النفسانية شيشتين بيرغ يوهانسون، حيث تقدمان المساعدة للأشخاص في مثل هذه المواقف.
تعمل فريكلوند ومنذ 19 عاماً كاهنة في الكنيسة السويدية وكانت قد خسرت أبناً لها قبل 14 عاماً، فيما تدرس يوهانسون كيف أثر الحزن على المتضررين من كارثة تسونامي في العام 2004 كجزء من تخصصها في علم النفس بمركز جامعة أوبسالا لعلم النفس من الكوارث.
تقول فريكلوند: “حصلت بنفسي على وصف رائع عندما فقدت أبني. يصبح الحزن مثل مخلوق آخر يعيش في الجسد، مخلوق يجعل من الصعب عليك التحرك والتحدث، لكنك ومع الوقت تتعلم كيف تتعايش مع هذا المخلوق.
وترى يوهانسون، أن رد الفعل الإنسان على الخسارة أمر طبيعي. فمن المؤلم والصعب أن نفقد شخصاً نحبه، بل أننا في بعض الأحيان نرى من المستحيل أن يشعر المرء بالسعادة مجدداً.
عدم عزل النفس
وبحسب الخبراء، فأن على المرء في مثل هذه المواقف ان لا يعزل نفسه عن الآخرين حتى لو كان ذلك صعباً. وأن يبحث الشخص عن دعم من حوله، وأن يستمر بحياته على مراحل ويكتب أفكاره على الورق كوسيلة علاج.
تنصح يوهانسون الأشخاص المحيطين بالشخص الذي يمر بمثل هذه المواقف قائلة: لا تعزلوا أنفسكم عنه، أظهروا الدعم ولكن ليس بدوافع إنتهازية أو فضولية.
تقول فريكلوند: إن أكثر الأشياء الجيدة التي حصلت معها بعد وفاة ابنها، كان سؤال الأصدقاء عني وسؤالي فيما إذا كنت أريد الذهاب الى السينما، يحتاج المرء لأخذ استراحة من الحزن في بعض الأحيان.
ويمكن للحزن أن يثير لدى المرء شعوراً بتأنيب الضمير حول أي خلاف أو موقف حصل مع الشخص الذي توفي، ووفقاً للخبراء فأن مثل تلك المشاعر، أمر طبيعي تماماً شريطة عدم استمرارها، إذ ينبغي تركها في وقت من الأوقات، وذلك يصبح أكثر سهولة عند الحديث مع الآخرين.
وقد يتطلب علاج الحزن الذي يتملك شخصاً خسر انسان قريب إليه بشكل مفاجىء جداً او في ظروف مأساوية، وقتاً طويلاً، خاصة عند استذكار الأعياد والمناسبات الخاصة التي تربط الشخص بالفقيد، وعلى المرء حينها التحلي بالصبر لمعالجة الحزن.