أعلن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في عرض تقديمي في مؤتمر Connect على فيسبوك، الذي عقد أمس الخميس، أن metaverse هو الاسم الجديد، من الآن فصاعدًا بدلاً عن فيسبوك.
زوكربيرغ فسر معنى الاسم الجديد، وقال إن كلمة “ميتا” تأتي من الكلمة اليونانية التي تعني “بعد”، وان الاسم الجديد يرمز إلى حقيقة أنه يمكنك دائماً بناء شيء جديد.
العلامة التجارية الجدية لفيسبوك تركز اهتمام الشركة على “metaverse”، حيث يتخلى الشخص عن الشاشات ويختبر تأثير التواجد في الواقع الافتراضي.
يأتي ذلك في الوقت التي تواجه شركة فيسبوك الانتقادات من حيث قوتها في السوق وقراراتها الخوارزمية وضبط الانتهاكات على منصاتها، لكن جراء إعلان زوكربيرغ تغيير اسم الشركة ارتفع سهم “فيسبوك” بنحو 3 %. وقالت الشركة إن سهمها سيبدأ التداول تحت الرمز “MVRS”، في 1 ديسمبر.
زوكبيرغ كان قال يوم الاثنين الماضي، إنه يعيد تجهيز Meta للتركيز على جذب الشباب مرة أخرى. كما سيسمح بناء metaverse أيضًا لشركة Meta بتقليل اعتمادها على نظام تشغيل الأجهزة المحمولة مثل غوغل وأبل التابعين لشركة “ألفابت” لتقديم الخدمات.
فيسبوك تخطط للسيطرة على مجال الواقع الافتراضي
تهتم شركة فيسبوك اهتمامًا شديدًا بمجال الواقع الافتراضي VR. لدرجة أن 20% من إجمالي عدد موظفي الشركة يعملون بشكل رئيسي ضمن هذا القطاع. إلى جانب اهتمام الشركة أيضًا مجال الواقع المعزز AR. والذي يظل مجالًا قريبًا من الأول؟ كما أن الشركة قد استحوذت على عدد كبير من الشركات الصغيرة العاملة في هذه المجالات.
ومن ضمن أنشطة فيسبوك البارزة كان الاستحواذ على ستوديو BigBox VR المطور للعبة Population: One. وهي لعبة تحاكي تجربة لعب فورتنايت لكن على نظارات الواقع الافتراضي. إلى جانب الاستحواذ على استوديو Unit 2 Game مطور لعبة Craya.
وأنشطة الشركة تلك، إلى جانب توظيفها لكفاءات عديدة كان أمرًا مثيرًا للاهتمام. خصوصًا أن قطاع الواقع الافتراضي لا يمثل سوى 3% فقط من إيرادات الشركة. لكن يظهر لنا جليًا أن هذا الاهتمام يأتي طرف مارك زوكربيرج نفسه. وهذا لأسباب منها الاعتماد على هذا المجال في عمليات التسويق والتسوق التي تيسرها الشركة. أو لسبب أهم، وهو الميتافيرس.
كيف سبقت فيسبوك الشركات الأخرى؟
استراتيجية فيسبوك للسيطرة على مجال ألعاب الواقع الافتراضي لم تختلف كثيرًا عن استراتيجيتها في تطوير منتجاتها الأخرى. حيث عمدوا إلى شراء الشركات الصغيرة والاستفادة مما توصلت إليه ومن موظفيها، كذلك توظيف المواهب الفذة، وهذه الاستحواذات قد شملت شركات تطور برمجيات للمنصة، وأخرى تطور قطع عتاد داخلي.
وأكبر تلك الاستحواذات كانت عملية الاستحواذ على شركة Oculus VR في مقابل 2 مليار دولار أمريكي، وهذا في عام 2014، ومنذ أن تم هذا الاستحواذ، حققت الشركة تحسنًا بالغًا في عملية تطوير العتاد الداخلي في نظاراتها (الهاردوير)، وهو ما ساهم في النهاية للوصول لأداء ممتاز من نظارة Quest 2 الموجودة حاليًا، والتي تعمل لاسلكيًا وبشكل منفصل عن الأجهزة الأخرى، على عكس واحدة من منافساتها وهي نظارة PlayStation VR من سوني والتي تحتاج سلك، وتحتاج أيضًا الاتصال جاهز البلايستيشن!
ويمكنك أن تستنتج، كون النظارة عالية الأداء وبدون أسلاك فهذا لا يضمن لها النجاح في مجال الألعاب. في الواقع، ما يضمن النجاح في مجال الألعاب، هي الألعاب نفسها! لهذا تستمر فيسبوك في الاستحواذ على الشركات الصغيرة صاحبة الأداء العالي، إلى جانب أن الشركة لازالت تضمن الأرباح من خلال الألعاب الناجحة والمشهورة التي تدعمها النظارة بشكل طبيعي الآن.
المصدر: وكالات