آلاف القاصرين يصلون إلى السويد بدون ذويهم ويطلبون اللجوء فيها

: 9/20/15, 3:01 PM
Updated: 9/20/15, 3:01 PM
آلاف القاصرين يصلون إلى السويد بدون ذويهم ويطلبون اللجوء فيها

الكومبس – وكالات: ازداد عدد طالبي اللجوء من الأطفال غير المصحوبين بذويهم في السويد بشكل كبير جداً، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية AFP التي عرضت قصة أحد الأطفال السوريين ممن وصل السويد دون ذويه.
وتحدث التقرير عن محمود ابن الـ13 عاما الذي انفصل عن عائلته أثناء فرارهم من سوريا بعدما فضل مرافقة ابن عمه ليلعب بهاتفه الجوال، وهو يقيم منذ حزيران/ يونيو في مدينة صغيرة من السويد، البلد الذي أصبح القبلة الأولى لهؤلاء القاصرين في أوروبا.
وحصل تبادل إطلاق نار على الحدود التركية أرغم والديه وأشقاءه وشقيقته الذين كانوا في سيارة أخرى على العودة إلى سوريا فيما واصل محمود طريقه مع ابني عمه.
وبعد رحلة طويلة وخطيرة من دمشق استمرت ثلاثة أشهر وقطع مسافات منها مشياً على الأقدام وصل محمود إلى اسكيلستونا على مسافة ساعة ونصف بالسيارة من العاصمة ستوكهولم، حيث وجد مأوى عند قريب له.
وطلب عشرة آلاف قاصر وصلوا بدون ذويهم اللجوء في السويد منذ مطلع العام وهو رقم في ارتفاع كبير بالمقارنة مع السنوات السابقة.
وباشر محمود منذ بضعة أيام الذهاب كل صباح إلى المدرسة في إطار برنامج استقبال يسمح له بالتعرف على اللغة والثقافة السويديتين، ويقول “اللغة السويدية ليست صعبة للغاية” مشيداً بالنهج الذي يتبعه أساتذته والذي يمزج ما بين التعليم واللعب، بعيداً عن المناهج التي عرفها حتى الآن.
ويأمل الفتى في الالتحاق بعد شهر بصف خاص للأطفال الأجانب في مدرسة “عادية” ويقول في الوقت الحاضر إنه مسرور في السويد وما أن يحصل على إقامة، وهو ما يمكن أن يستغرق ثمانية أشهر، فإن باقي عائلته ستحاول الانضمام اليه.
بدورها تؤكد مصلحة الهجرة التي تتولى النظر في طلبات اللجوء أن الوضع الحالي “استثنائي” وأوضحت المتحدثة سوفيا اوفال لوندبرغ لوكالة فرانس برس “شهدنا في الأسابيع الأخيرة زيادة لا تصدق في عدد القاصرين الذي يصلون بدون مرافقة ذويهم، إننا على وشك بلوغ أقصى قدراتنا”.
وتخضع آلية استقبال اللاجئين لضغط شديد غير أنها تؤمن المأوى والمتابعة لكل قاصر يتم التكفل به وتقول المتحدثة “لا أحد يقول إننا لن ننجح في التعامل مع المسألة، كل فريق مشارك عازم على إتمام استقبال ناجح”.
ويرى الصليب الأحمر أن عوامل عدة تبرر استقطاب السويد لهؤلاء القاصرين، فهذا البلد يبدو الأكثر سلاماً بالنسبة إلى الدول التي ينحدر منها الأطفال (ومعظمهم من سوريا والصومال وأفغانستان واريتريا).
وقالت مسؤولة قضايا الهجرة في الصليب الأحمر في السويد ايدا هولمغرين لوكالة فرانس برس “يعرفون أن الاستقبال في السويد إنساني ومنظم بشكل جيد وأنهم سيحظون بفرص جيدة في الحصول على اللجوء”.
ويتم إيواء القاصرين الوافدين بدون ذويهم في أغلب الأحيان إما في مركز محلي معني بهذه المسألة أو عند قريب بعيد لهم أو عائلة استقبال غذا كانوا دون ال13 من العمر، وبعد ذلك تشرف الخدمات الاجتماعية في منطقتهم على متابعة دراستهم ورفاهيتهم.
ولهذا التنظيم ثغراته برأي جمعية ستوكهولمس ستادسميسيونن الخيرية، والتي انتقدت في تقرير أصدرته مؤخراً النقص في الموظفين إزاء شبان معظمهم يعانون معاناة شديدة ويجدون صعوبة في منح ثقتهم.
وأوشحت هولمغرين “من المهم أن يتمكن هؤلاء الأطفال إن أرادوا ذلك من التواصل من جديد مع عائلاتهم، ثمة قصص مروعة خلف ما يروونه”.
وانفصل بعض هؤلاء القاصرين عن عائلاتهم أثناء الرحلة فيما أرسل آخرون وحيدين إلى السويد وقد يستغرق لم شمل العائلات سنوات.
ومن بين بلدان الاتحاد الاوروبي تسجل السويد أعلى فارق بين نسبة البطالة لدى المواطنين الأصليين ولدى المنحدرين من أصل أجنبي.
ولا يزال بشار، قريب محمود الذي فر قبل عامين من دمشق حيث كان محامياً لإلى السويد، يواجه صعوبة في تعلم السويدية وهو يخشى ألا يتمكن من مزاولة مهنته في بلده الجديد غير أنه لا يستسلم بل يفكر في العودة الى الدراسة لتعلم القانون الدولي.
ويقول “لدي خبرة، لكن يجب ترجمة شهاداتي، وعلي أن أتقن اللغة تماماً حتى أكون محامياً”، معرباً عن سروره لوجوده في بلد يسمح له بإعادة بناء حياته.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon