آنا كارين بالم: "ليس هدفي إثارة القراء"

: 5/21/14, 6:51 PM
Updated: 5/21/14, 6:51 PM
آنا كارين بالم: "ليس هدفي إثارة القراء"

الكومبس – ثقافة: حين قرأت القصص العشرة التي ينطوي عليها كتاب "آنا كارين بالم" الجديد والكتاب الحادي عشر من اصداراتها: "Jaktlycka" أي "مطاردة السعادة" أو "مطاردة الحظ" وفق بعض المعاني في قصصه، و تساءلت " مالذي يمكن أن تقوله كاتبة وامرأة نجا جسدها للتو من لعنة مرض السرطان "

الكومبس – ثقافة: حين قرأت القصص العشرة التي ينطوي عليها كتاب "آنا كارين بالم" الجديد والكتاب الحادي عشر من اصداراتها: "Jaktlycka" أي "مطاردة السعادة" أو "مطاردة الحظ" وفق بعض المعاني في قصصه، و تساءلت " مالذي يمكن أن تقوله كاتبة وامرأة نجا جسدها للتو من لعنة مرض السرطان "

ويبدو ان تجربتها الخطيرة التي مرت بها خلال فترة المرض جعلتها اكثر احساسا بجسد الإنسان واشكالاته ، منذ الولادة والطفولة والبلوغ ثم الشيخوخة.

غنها اذ تطلق دور الحواس خلال تجارب الأبطال العشرة بأعمارهم المختلفة ونوازعهم انما لتقول للقارئ أن الحواس لغة وحيدة لجسدك وان افتقادها يحرم الإنسان معنى الحياة.

وهي في شخصية "كاتي" ذات السابعة عشر من العمر وهي تفور حيوية ورغبة حتى لو تعلمت الحب على يد شيخ في الثمانين انما تعبر عن تلك الجدلية التي يعيشها الأنسان بين قيم جمالية جوهرية وبين التنازل عنها لمجرد الرغبة وتوهجات الحواس وانفعالاتها الجنونية.

وهي كما فعلت في كتبها العشرة السابقة مثل " فاون" و" ملائكة الثلج" ورواية" بنات الرسام " وغيرها تواصل تكثيف التجارب الإنسانية الكبرى في نصوص مختصرة وسرديات من الحوار القليل والعبارة القصيرة والحدث الخاطف.

ان القاصة وقد خرجت من تجربة نقاهة طويلة مع أخطر أمراض العصر تقول لنا ان جسد المرأة ليس عنصرا واحدا.

انه ليس الشبق والإثارة بل انه كل ما تتعرض له المرأة من مراحل ومعاناة عبر تحولاتها البيولوجية والنفسية والزمنية.

الجسد حين ينجو من الخطر بالنسبة للكاتبة آنا كارين مالم هو منطقة اكتشافات متتالية واستعادة لتفاصيل الولادة والبلوغ والحيض والحمل والأمومة والمرض.

وهي تقول عن ذلك " لقد حاولت التقارير والدراسات والصحف الشعبية ان تضفي على جسد المرأة اسقاطات ذكورية وتحميل جسدها مرموزات ومعاني شبقية ومثيرة ولكني في هذا الكتاب اردت ان اخرج جسدي .. جسد المرأة كما هي حقيقته اي انه ليس مصدر اثارة ولذة فقط .. ولست ادري ان نجحت في ذلك". وتواصل الكاتبة القول " لم يكن هدفي اثارة القاريء بالمواقف الأيروتيكية في السرد ولكني كنت اريد ان اضعها معادلا موضوعيا للصحو والرؤية ومعرفة الحقيقة ان المرأة مخلوق ارضي يشبهنا نحن الرجال والنساء جميعا"

هذا وتعتبر الروائية والقاصة آنا كارين بالم المولودة عام 1961 في ستوكهولم من جيل الثمانينات من الكتاب البارعين حيث تنقلت بين ستوكهولم وفرنسا وانكلترا كما ترجمت رواياتها ومجموعاتها القصصية الى ثمان لغات مثل الألمانية والسبانية والفرنسية والبولندية وغيرها ، كما عرفت في كتبها ورواياتها السابقة كاتبة ذات لغة اقتصادية ورمزية دلالية تنتقي ابطالها من بين الناس الذين عرفتهم وتقدمهم في حوارات مع الذات ومع الأنسان .

قالت آنا كارين بالم عن مجموعتها الأخيرة " انا ارفض تلك النظرة التي تحاول ان تظهر الكتاب الرجال وقد اختاروا ابطالهم ذكورا .. بقصدية محددة كما ارفض ان تظهر كتابات المرأة على انها اختيارات من حيوات بطلات نسائيةشبقة ومثيرة .. وفي رأيي ذلك تقسيم جائر .. انني اختار المرأة في سردياتي بأعتبار ان المرأة هي الشعب "

فاروق سلوم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.