أبٌ تونسي: زوجتي سافرت مع أطفالنا إلى السويد لكنها قررت عدم العودة

: 11/5/17, 4:00 PM
Updated: 11/5/17, 4:00 PM
أبٌ تونسي: زوجتي سافرت مع أطفالنا إلى السويد لكنها قررت عدم العودة

الكومبس – تحقيق: حالات عديدة يفقد فيها أحد الوالدين حقه برعاية أطفاله وحتى رؤيتهم والاجتماع بهم، بسبب الخلافات الزوجية، ويزداد الأمر تعقيدا عندما تفصل الحدود والدول بين الأطفال وأحد والديه، ليصبح للمشكلة أبعاد ليس فقط حقوقية وقضائية بل أبعاد دولية تتشابك بها القوانين وتتعقد الأمور، وتبدو المسألة بدون حل سوى أن يستسلم من يعتبر نفسه مظلوما للأمر الواقع وأن ينسجم مع نفسه من يعتبر أنه انتقم لنفسه.

لم يكن يتوقع أنور الشاب التونسي، أن يكون يوم وداعه لزوجته الحامل وطفليه الذاهبين لقضاء إجازة سنوية في السويد عند شقيقتها، هو آخر يوم يراهم فيه، بعد أن قررت زوجته البقاء هناك، كما يقول، وبدء حياة جديدة بعيداً عن الزوج.

الآن مر أكثر من سنتين والأب محروم من رؤية أولاده ويقف عاجزاً عن فعل أي شيء كما يقول في حديثه مع الكومبس.

يوضح أنور البالغ من العمر 32 إن زوجته سافرت في كانون الأول ديسمبر 2015 إلى السويد، لزيارة قريبتها المقيمة هناك منذ سنوات، وقضاء عطلة معها قبل رأس السنة الجديدة، وكان من المقرر أن تعود بعد 15 يوماً من ذلك التاريخ، لكن أنور تفاجئ باتصال من زوجته تقول فيه إنها ستستغل وجودها في السويد لتقديم لجوء هناك، وإنها ستتذرع لمصلحة الهجرة بأنها معرضة للتهديد في تونس بحكم طبيعة عملها الحساس .

ورغم محاولات أنور إقناع زوجته بالعدول عن الأمر كما يدعي إلاّ أن ذلك لم يثنها عن قرارها، معبراً عن صدمته من هذه الخطوة المفاجئة والمصيرية على حياة عائلته.

أنور أكد أنه تحدث بهذا الخصوص مع أحد المحاميين في تونس، والذي بدوره نصحه الاستمرار بمحاولات إقناعها للعودة بطرق ودية، لأنها تُعتبر الآن أنها تحت حماية الدولة السويدية وأن أي تصرف خاطئ منه سينقلب عكساً عليه.

ويعبر الأب عن مدى شوقه لطفليه، مؤكداً أن ما يزيده حرقة هو عدم رؤيته بعد لأبنه الذي ولد في السويد، ويضيف أن كل ما يهمه في هذه الحياة هم أولاده، وأنه لم يعد يكترث لمستقبل زواجه على اعتبار أن زوجته هي التي قررت السير بهذا الاتجاه حسب زعمه.

ذريعة لتقديم اللجوء في السويد

ويصف أنور علاقته مع الزوجة بأنها كنت جيدة في البداية، إذ كانت دائماً ما ترسل له صور وفيديوهات لأولاده في السويد، لكن كل شيء تغير بعد أن رفضت مصلحة الهجرة السويدية طلب لجوئها، حيث دخلت في حالة وصفها بالهستيرية.

وكانت مصلحة الهجرة رفضت طلب لجوء الزوجة، والذي كان على أساس أن حياتها معرضة للتهديد في تونس بسبب الإرهاب، وفي هذا الإطار يقول أنور، إن ما قدمته زوجته كان ادعاء كاذباً، وهذا ما أكده أنور لمصلحة الهجرة السويدية، عندما أتصلت به لتأخذ منه كما يقول بعض المعلومات عن زوجته، مطالباً السلطات السويدية التأكد من صحة “ادعاءاتها” من خلال السفارة التونسية في ستوكهولم.

ويعتبر أنور أنه وبعد رفض الهجرة لطلب لجوء زوجته زادت المشاكل بينهما، حيث بدأت تعامله بطريقة أكثر جفاء، مؤكدة له أنها لن تعود إلى تونس وطلبت منه لهذه الغاية الطلاق.

محاولات للبقاء في السويد بشتى الطرق

ويدعي أنور، أن زوجته بدأت ترسل له كلاماً وصوراً لها ولرجال غرباء، وأنها في علاقة حالياً مع أحدهم (وقد أطلعنا على بعض من الدردشة التي كانت تجري بينهما عبر تطبيقي واتساب وفايبير) ومن بين هذه الدردشات، تأكيدها له على أنها ستفعل ما بوسعها للبقاء في السويد، كما تطالبه بأن يعيش حياته بدونها.

وفي هذا الإطار يقول أنور، إنه حاول التواصل مع مصلحة الهجرة السويدية، التي أكدت أنها لا تستطيع التدخل في هذا الأمر، كما أنه تلقى وعداً من وزارة الخارجية التونسية بأنها ستتابع قصته من خلال السفارة التونسية في ستوكهولم، لكن لا جواب حتى الآن من قبلها.

ويختم الأب التونسي، الذي لم يتحصل على الفيزا للسفر إلى السويد حديثه معنا بالقول، إنه بأي حق يحرم من رؤية أولاده، مناشداً السلطات السويدية والتونسية متابعة هذه القضية عبر الوسائل الدبلوماسية، خاصة أن وضعه النفسي والصحي قد تدهور جراء هذه القضية.

رأي الحقوقي روماني بطرس

ومن أجل أخذ رأي حقوقي حول القضية، عرضنا قصة أنور، على المحامي روماني بطرس والذي أجاب قائلاً: “من الصعب الحكم على الموضوع من زاوية واحدة، من الضروري ان نستمع إلى رأي الطرف الآخر، وإلى الظروف التي أوصلت العلاقة بين الزوجين إلى هذا الحد.

هناك أسئلة كثيرة يمكن ان تطرح حول هذه القضية ولكن الشيء الثابت الوحيد هو ان قضايا حضانة الأطفال هي قضايا معقدة ويزداد تعقيدها عندما تصبح مرهونة بقوانين بلدين مختلفين ويصبح أحد الوالدين ببلد مع أطفاله والوالد الآخر ببلد ثان.

هنا يأتي دور البوليس الدولي في بعض الحالات، ولكنه لا يستطيع عمل شيء، لأن قوانين البلد ممكن أن تحمي الشخص المطلوب استرجاعه، ويمكن أيضا أن يكون هناك خطر حقيقي عليه، عند استرجاعه.
في حالة أنور يمكن فعلا ان تتعرض وزجته للخطر في حال عادت إلى تونس.

المفارقة أيضا أن الهجرة السويدية رفضت منحها الإقامة، ولا تستطيع من ناحية أخرى تسفيرها إلى بلدها.
كيف يمكن حرمان أب من أولاده؟ هذا سؤال هام وإنساني، الحل هو أن يبقى يطالب بفيزا للحضور إلى السويد، ومن الأفضل أيضا أن يحصل على قرار محكمة ينص على ان الحضانة على الأقل مشتركة بينه وبين زوجته.
طبعا ليس من السهل حصول الزوج على فيزا للسويد، ولكن هذا ليس مستحيلا أيضا.

هاني نصر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon