أحدهم فرح للتو بلم الشمل.. قصة 5 مهاجرين خطفهم الموت في حادث سير مروع

: 8/25/23, 4:36 PM
Updated: 8/25/23, 4:37 PM

الكومبس – خاص: حادث مأسوي لقي فيه خمسة أشخاص من أصول مهاجرة مصرعهم بعدما اصطدمت سيارتهم وجهاً لوجه بشاحنة على الطريق 184 بين فالشوبينغ وسكارا يوم الإثنين الماضي وهم في طريق عودتهم من عملهم في مستودعات Logent حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءً.

الحادث أدى إلى اشتعال النيران في سيارة الضحايا الخمسة وبقوا عالقين فيها حتى فارقوا الحياة، فيما كانت إصابة سائق الشاحنة طفيفة.

خمس ضحايا من أصول مهاجرة، ثلاثة من الصومال ومغربي وعراقي كردي. طاهر من الصومال، أحمد من العراق، أحمد من الصومال، عبد الرزاق من المغرب، وعبد الرحمن من الصومال. خمس ضحايا أعمارهم بين الـ20 عاماً والـ45 عاماً، كان آخر ما يتوقعونه هو فقدان حياتهم في طريق عودتهم من عملهم لعائلاتهم وحياتهم. أشخاص يعملون ويسعون في بلاد المهجر ليعيشوا حياة كانوا يستحقونها بلا شك، لكن كان للقدر رأي آخر.

أسامة السبعي، صديق الضحايا الخمسة يروي للكومبس لحظات تلقيه الخبر وذكرياته مع بعض زملائه الراحلين.

يقول أسامة “كان الخبر صادماً جداً، تجمدنا في أماكننا وتجمدت الحروف في صدورنا، كان وقع الخبر صاعقاً على الجميع”. وتحدث أسامة عن زميله طاهر الذي كان يقود السيارة عند وقوع الحادث “في الأيام الأخيرة كان طاهر على غير عادته صامتاً بعض الشيء، وبعد إلحاح لمعرفة ما به، قال إن مشاعر غريبة تنتابه لا يعرف ما هي، وإنه يشعر ببعض التقصير في واجباته الدينية، ويريد أن يحسّن من نفسه”.

أحمد العراقي متزوج ولديه ثلاثة أولاد. وطاهر كذلك أب لخمسة أطفال صغار، أما عبد الرحمن فمتزوج كذلك لكنه رحل قبل أن يرزق بمولود. وعبد الرزاق متزوج وطال انتظاره للم شمل زوجته، وبعد فرحته أخيراً بصدور قرار لم الشمل، رحل عن الدنيا قبل أن يلتقي بزوجته على أراضي السويد. يقول أسامة “كان عبد الرزاق سعيداً بحصول زوجته على قرار لم الشمل، حزن كبير ينتابني عندما أتذكر عائلته، أتمنى لهم الصبر”.

أسامة صديق الضحايا رسام بورتريه، وفي أوقات الفراغ كان يرسم زملاءه، وشاءت الصدف أن آخر من رسمهم من زملاء العمل، كانا عبد الرزاق وطاهر. “لم أكن أتوقع هذه اللحظة. لقد رسمتهما منذ فترة في أجواء لطيفة كنا نسرقها حين يخفّ ضغط العمل”، يقول أسامة.

محمد عثمان زميل آخر للضحايا الخمسة، قال سابقاً لـTV4 إنه كان يفترض أن يركب معهم في السيارة نفسها، لكنه بقي في المنزل ليأخذ ابنته إلى الروضة.

وعن ذلك يقول أسامة للكومبس “اعتاد محمد عثمان مرافقة الضحايا الخمسة للعمل كل يوم إلا هذا اليوم لم يكن معهم. كان محمد الأشد تأثراً بيننا ويمكننا جميعاً فهم السبب”.

علاء يعقوب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.