أحمد عيد: من اسم في سجلات الشرطة إلى قوائم أصحاب كبرى الشركات

: 11/28/21, 12:08 PM
Updated: 11/28/21, 12:08 PM
أحمد عيد: من اسم في سجلات الشرطة إلى قوائم أصحاب كبرى الشركات

قصة أحمد عيد ألهمت المجتمع وتحولت إلى كتاب

قررت أن أكون عوناً لأمي وتركت طريق الانحراف وعملت في التنظيف وأفتخر بذلك

يسعدني أن أتكلم بالعربية للناس عبر الكومبس عن قصتي، وهذه نصائحي للشباب والقادمين الجدد

قصة أحمد عيد، بدأت مع وصوله مع عائلته إلى السويد، وهو بعمر 5 سنوات، عاش بعدها ظروفاً صعبة، لم يستطع أن يأخذ مكانه في المجتمع الجديد، خاصة بعد انفصال والديه وتخلي والده عن العائلة، مما جعله ينجذب بشكل عفوي إلى بعض الشباب، الذين دفعوا بعضهم البعض إلى ارتكاب جرائم خطيرة بشكل متزايد.

لكن قراره بالوقوف أمام والدته التي أصبحت وحيدة تعيله وتعيل إخوته الصغار، أحدث الصدمة التي أراد أن يحول بها الفشل إلى نجاح وأن ينتقم من الظلم الاجتماعي الذي وقع عليه بتحقيق النجاح.

يقول أحمد: “عندما كانت الشرطة تلقي القبض علي، كنت أرتجف ليس خوفا من الشرطة ولكن خوفا مما سأقوله لوالدتي الحبيبة عندما تعرف أنني عند الشرطة”.

وخلال 14 عاما وبعد أن كان اسمه في سجلات الشرطة بين أصحاب الجنايات، تحول إلى رجل أعمال كتبت عن نجاحه الصحف السويدية مثل صحيفة Dagens Industri المختصة بقطاع المال والأعمال، واستضافه الملك السويدي على عشاء مشترك بقصره.

قصة أحمد ألهمت كاتب السير الذاتية السويدي Ulf Bertilsson الذي وضع كتاباً عن قصة حياة أحمد التي اعتبرها شبيه إلى حد ما بقصة الطفل الهندي في فيلم من سيربح المليون.
كتاب يمكن أن يلهم الآخرين وبالأخص المهاجرين إلى ضرورة إثبات أنفسهم، وألا يتركوا البيئة المحيطة بهم كي تحدد مسيرة حياتهم، لأن الأخطاء والتعثر قد تكون بداية للنجاح، ولأن هناك أمل دائما، والأمل هو الطريق للخروج من البؤس، سرد أحمد عيد لسيرته الذاتية في كتاب هو دليل على ذلك.

الكومبس التقت أحمد عيد للحديث عن مسيرة نجاحه، وللحديث عن حياته وكتابه.

أخبرنا من يكون الشاب أحمد عيد؟

أسمي أحمد عيد من أصول فلسطينية وبالتحديد من مدينة رام الله الجميلة، أتيت إلى السويد في بداية التسعينات، مع والدي ووالدتي وأخوتي الأربعة. وكان عمري حينها 5 سنوات، وترتيبي هو الثاني بين أخوتي.

كيف تصف لنا بداياتكم في السويد؟ ولماذا كان لها أثر كبير في حياتك؟

أعتقد بالفعل أن البدايات هي واحدة من أهم الأشياء التي ألهمتني في مسيرة حياتي. عند قدومنا إلى السويد كنت أرى كيف كان أبي يسعى بكل ما يملك من طاقة لدمج نفسه في المجتمع السويدي، حيث سارع والدي لتعلم اللغة السويدية وكان جل همه وشغله الشاغل إيجاد عمل، بينما تفرغت والدتي بالكامل للإهتمام بشؤون المنزل وأنجبت أخي الخامس.

يتابع أحمد: أمي كانت تحمل في رأسها بعض أفكار مجتمعنا الخاطئة، وأنها خلقت من أجل العائلة فقط، لذلك كانت في منعزل عن المجتمع السويدي، وكانت هذه نقطة كبيرة في حياتنا، فبعد بضع سنوات قرر أبي تركنا فجأة وحصل الطلاق بين والدي وأمي على حين غفلة، وغادر أبي الذي كنا نراه صمام الأمان لعائلتنا دون أن يترك لنا شيئاً نحتمي به من جهلنا للمجتمع الذي نعيش فيه.

كيف كانت ردة فعلك مع أخوتك على موضوع الطلاق؟

عانت أمي الكثير، لقد وقعت فوق رأسها فجأة كمية كبيرة من المسؤولية، على حين غفلة أصبحت إمرأة مطلقة مع خمسة أطفال وفي بلد جديد،
نعم أقول في بلد جديد لأن أمي بسبب عدم تعلمها اللغة وكأنها لم تكن تعيش في السويد، ولم يكن لديها أي فكرة عن أي شيء يدور خارج المنزل، لكنها لم تستسلم ، وفي تلك الفترة قررت إحدى معلماتي في المدرسة استضافتي في منزلها في أيام العطل لتعلمني وتدمجني في المجتمع السويدي، لأنها كانت ترى معاناة والدتي في تعلم كل شيء من الصفر.

متى إذاً بدأ أحمد بالوقوع في المشاكل؟

بعد الطلاق ورؤية والدتي وهي تتعذب، أخذنا قراراً من غير تخطيط أو تنسيق بالإنتقال من مدينة سكارا إلى مدينة نيشوبينغ، تعذبنا كثيراً حينها في تأمين حياتنا، كانت أمي تتخبط بين جهلها بالقوانين وبين سعيها لتأمين حياةٍ جيدة لنا، لهذه الأحداث كانت بالطبع تأثير كبير على شخصيتي، لذلك أنخرطت في المشاكل وارتكبت الكثير من الأخطاء قبل أن أبلغ سن 18، وصدر في حقي 4 أحكام، وأصبح اسمي معروفاً وموجودا لدى سجلات الشرطة في نيشوبينغ.

هل اتخذت قرار التغييرفي مسيرة حياتك بسبب حادثة معينة؟

قال لي أخي الكبير، خالد جملة عند قبوله في الجامعة وانتقاله إلى مدينة أخرى، نظر في وجهي حينها وقال تلك الجملة المؤثرة: أحمد مسؤولية أخوتك ووالدتنا على عاتقك الآن، اعتني بهم.

لقد كانت هذه الجملة كفيلة بأن تجعل كل شيء يستيقظ في داخلي، وأن أسأل نفسي بصوتٍ عالٍ، أحمد: هل تريد أن تكون سبباً جديداً لعذاب والدتك بعد كل ما عانته، وكان الجواب ومن غير تردد كلا.

وفور تخرجي من المدرسة الثانوية بدأت بالعمل كبائعٍ متجول، وعملت في تنظيف البيوت، وكان كل مبلغ يدخل إلى حسابي من جهدي وعملي يشعرني بقيمة نفسي وبقيمة ما أجنيه من نقود.

متى أسست أول شركة خاصة بك إذاً؟

سافرت إلى برشلونة في عمر 19 سنة، بعد نجاحي في مجال المبيعات، وحققت هذا النجاح بعد 6 أشهر فقط من عملي مع الشركة التي أرسلتني إلى هناك، وحينها شعرت أن النجاح الأكبر قادم، وبعد سنتين افتتحت مع إثنين آخرين شركة وتوظف لدينا 100 عامل، وبعد عدة سنوات أمتلكت أكبر شركة في السويد متخصصة ببيع احتياجات الرياضيين halso och fitness وقمت ببيعها قبل سنة وأنا الآن متفرغ للسياسة وللعمل كاستشاري في مجال الإستثمار، وأطمح لإبراز نفسي في المجال السياسي بشكل اكبر.

متى أصبح لديك الدافع لكتابة قصتك First Eid؟

بعد أن تم تكريمي واستلامي للكثير من الجوائز والأوسمة، وبرز اسمي على قائمة Veckans Affärer لـ 101 Super Talents في السويد. كما تم اختياري كواحدٍ من أكثر الشخصيات المغامرة في Södermanland وحصلت على العديد من الجوائز المحلية في Nyköping وأزور العديد من المدراس وغيرها للتحدث عن حياتي، وإعطاء الأمل والدافع من خلال تجربتي، ألهمت مسيرتي هذه أحد الكتاب وعرض عليّ كتابة قصتي، وهكذا خرجت تجربتي في الحياة على شكل كتاب.

ماذا يعني لك عنوان كتابك؟ وعلى أي أساس اخترته؟

باللغة الإنكليزية First Eid تعي علبة الإسعافات الأولية، وأنا أريد أن يرى الناس في قصة أحمد عيد أدوات الإسعاف الأولية، فحين شعورهم بالوجع أو الإخفاق أو حتى الشعور بالألم وعدم القدرة على النهوض مجدداً ، سيجدون في كتابي كل شيء يستطيعون اللجوء إليه وإنقاذ حياتهم به، والمضي قدماً والوقوف مجدداً.

الكثير من الشبان وبالأخص المهاجرين قد يقعون بالخطأ نتيجة الدخول في مجتمع جديد، ماذا تقول لهم؟

لا تحيطوا أنفسكم بالأصدقاء السيئين، عندما بدأت بالعمل استطعت جذب كل أصداقئي معي للعمل، وانتشلنا أنفسنا من عالم الجريمة، وكذلك كنا نفعل الأمر ذاته عندما ارتكبنا الأخطاء في بداياتنا، هذا ما يسمى بعدوى الأصدقاء، قد لا تشعرون بها لكن هذه الحقيقة.

الصديق الجيد سيأخذك إلى مكان جيد، والصديق السيء سيأخذك إلى الهلاك، سلحوا أنفسكم باللغة، اللغة مفتاحكم لكل شيء، لاتدعوا أنفسكم منعزلين عن المجتمع الذي تعيشون به، بسبب جهلكم بالقانون، طريق الخطأ قصير ونهايته وخيمة، بينما طريق النجاح طويل، اكتشفوا ما في بداخلكم من موهبة جيدة، وامضوا بها ولا تدع لأحد فرصةً أن يضع حداً لطموحك.

حاورته سارة سيفو

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.