أخطر مكان على وجه الأرض للأطفال.. مأساة اليمن بعيون سويدية

: 2/9/21, 10:49 AM
Updated: 2/9/21, 10:49 AM
أخطر مكان على وجه الأرض للأطفال.. مأساة اليمن بعيون سويدية

طفلة تكافح من أجل كل نفس.. وأخرى خسرت “المعركة” قبل توأمتها

الكومبس – تقارير: ازداد سوء التغذية والمجاعة بسبب الحرب في اليمن بشكل كبير مع بداية العام. وتصف الأمم المتحدة اليمن الآن بأنه أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة للأطفال.

مراسل راديو السويد يوهان سومرستروم سافر إلى الريف اليمني حيث يعيش الأطفال ظروفاً أصعب. وروى بعضاً مما شاهده هناك، ومنه حالة الطفلة سما التي تبلغ من العمر شهرين وأصبحت عبارة عن جلد وعظام فقط، حيث يبلغ وزنها 1.5 كيلوغرام، وتكافح كل ساعة من أجل الحياة بقناع اكسجين أكبر منها حجماً، في حين خسرت أختها التوأم معركة الحياة فكانت ربما أحدث ضحية للحرب والحصار المفروض على اليمن الذي ترك ملايين من الناس يعانون الجوع. تقول جدتها حمادية محمد إنهم لا يستطيعون تناول الطعام كل يوم. وتضيف “ليس لدينا طعام حقيقي أو خضروات. نأكل الأرز والقمح حين نحصل عليه. وعندما لا يتوفر الطعام، فليس أمامنا سوى التحلي بالصبر، فماذا يمكننا أن نفعل؟!”.

ويقول المراسل “إنه كابوس حي لملايين الأطفال هنا. يحتاج مليونان إلى العلاج من سوء التغذية، ويعاني 400 ألف من سوء التغذية الحاد لدرجة أنهم يواجهون خطر الموت. والوضع يزداد سوءاً طوال الوقت. لماذا؟ الحرب شرسة، وحصار التحالف السعودي يعني أن الموانئ والمجال الجوي يخضعان لسيطرة التحالف. ويُسمح بدخول عدد قليل جداً من السلع والإمدادات، ولم يتم السماح بعبور ناقلة نفط واحدة حتى الآن هذا العام. نتيجة لذلك، لا يمكن نقل الإمدادات، وتتوقف مولدات الديزل في المستشفيات وينهار الاقتصاد بأكمله”.

فيما تتهم قوات التحالف السعودي جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء من اليمن بالاستيلاء على الإمدادات وعدم السماح بوصولها للناس.

ويصف مراسل راديو السويد الحال في عيادة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في عبس غرب اليمن. ويقول “كل الأطفال الذين يدخلون المستشفى هنا، يكافحون من أجل البقاء”. ويضيف “طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر ويزن 4 كيلوغرامات يعاني من سوء التغذية لدرجة أنه يضطر إلى الكفاح من أجل كل نفس. يبدو الرأس كبيراً بشكل غير طبيعي على الجسم الصغير. هنا يشاهد المرء كثيراً من الأقدار ، كثيراً من الأطفال، وقليلاً من الأمل”.

نعيمة عماد تبلغ من العمر سبعة أشهر، عيناها الكبيرتان تحدقان بهدوء، وبطنها منتفخ. أذرعها رقيقة جداً فيما ترضع إبهامها. تقول أمها في حالة يأس “لا نستطيع حتى شراء الحليب. هذا ما نحتاج إلى شرائه إذا حصلنا على المال، فماذا يمكننا أن نفعل؟”. وتضيف “سنشعر بالرضا إذا كان أطفالنا يشعرون بالرضا. هم الأكثر أهمية، لكنهم الآن ليسوا على ما يرام ، نحن بحاجة إلى المساعدة”.

ويبدو أن انتظار المساعدة قد يستمر طويلاً. إنها حرب يدفع فيها الأطفال الثمن الأكبر.

Source: sverigesradio.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.