أردوغان بعد قرار المحكمة السويدية: حرق المصحف جريمة كراهية

الإعلام التركي يشن هجوماً على السويد ويصف قرار المحكمة بـ”الفاضح”

الكومبس – ستوكهولم: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إن حرق المصحف “جريمة كراهية يجب وقفها”. في حين شبّه وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو ذلك بما حدث في ألمانيا النازية. وجاءت التصريحات بعد يوم من صدور حكم من المحكمة الإدارية يلغي قرار الشرطة بمنع حرق المصحف أمام السفارتين التركية والعراقية، الأمر الذي انتقدته بحدة وسائل إعلام تركية.

وقال أردوغان إنه لا يمكن السماح بحرق المصحف في إطار حرية التعبير، وفق ما نقلت عنه صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة التي تستهدف جمهوراً دولياً يتحدث الإنجليزية أو العربية.

وأضاف أردوغان أمام مجموعة من السفراء في مأدبة إفطار إن هذه الأعمال “تغضب ملياري مسلم ويجب وقفها”، معرباً عن قلقه بشأن “تنامي الإسلاموفوبيا” في الغرب.

غير أن الرئيس التركي لم يوجه للسويد تحذيرات محددة، كما كان يفعل في الماضي.

وكانت المحكمة الإدارية في السويد اعتبرت أمس قرار الشرطة خاطئاً بمنع تجمعين لحرق المصحف أمام السفارتين التركية والعراقية في فبراير الماضي. ورأت المحكمة أن احتجاج الشرطة بالمخاوف الأمنية ليس له ما يدعمه في القانون السويدي. وقالت إنها لا تجد أسباباً كافية لتقييد الحقوق الدستورية بهذه الطريقة.

وتحدثت وسائل الإعلام الرئيسة في تركيا، ومعظمها يخضع لرقابة الحكومة، عن قرار المحكمة، وقالت إن الحكم صدر “رغم الإدانة العالمية”. واعتبرت الصحف الكبرى مثل Hürriyet الموالية للحكومة و Sözcü الأكثر استقلالية أن الحكم “فاضح”.

وقالت وسائل الإعلام الموالية للحكومة “حريت” و”صباح” إن هناك غضباً واسع النطاق في السويد، مستندة على مقال افتتاحي في صحيفة أفتونبلادت التي كتب أن رئيس الوزراء أولف كريسترشون “اصطدم بالجدار” بشأن قضية الناتو.

وما زالت تركيا تعارض طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقدمت الحكومة التركية عدة مطالب للسويد. فيما قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أمس الثلاثاء إن القضايا المتعلقة بالدين لم تُذكر على الإطلاق في مذكرة التفاهم التي وقعها البلدان العام الماضي.

والتقى بيلستروم نظيره التركي في اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في بروكسل أمس. وقال إنهما أجريا “محادثات جيدة جداً”.

في حين وصف وزير الخارجية جاويش أوغلو في وقت لاحق قرار المحكمة السويدية بأنه “عنصرية بحتة”. وأضاف “بدأ النازيون بحرق الكتب، ثم هاجموا أماكن التجمع الديني، ثم جمعوا الناس في معسكرات وأحرقوهم لتحقيق أهدافهم. هكذا تبدأ مثل هذه الأمور”. وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية.